ترامب بعد محاولة اغتياله: “أستغرب أن يحصل هذا في بلدنا”، ماذا يخفي ترامب خلف هذا التعليق؟

 

طالعت تصريحات الرئيس السابق لأمريكا والمرشح الحالي لولاية رئاسية جديدة، دونالد ترامب، بعد أن نجا من محاولة اغتيال وأصيب في أذنه فصرح في نفس اليوم قائلاً: “أستغرب أن يحصل هذا في بلدنا”.

ولا أدري هل تلك الرصاصة أنست ترامب تاريخ بلاده في سجل الاغتيالات والتدخلات العنيفة؟ أم أنه لم يدرس تاريخه الماضي والحاضر جيدا؟

 أحببت في هذا المقال تذكير ترامب وكل من استغرب محاولة الاغتيال هذه بحقائق تاريخية مهمة.

إن تاريخ أمريكا منذ نشأتها بدأ بزراعة الموت والاغتيال لأهل الأرض أنفسهم فاغتالوا الملايين من السكان الأصليين للأراضي الأمريكية (الهنود الحمر) وحين وجدوا أن معركتهم غير متكافئة وبدلاً من التعايش معهم والدخول مع اتفاقيات بينهم تقضي بأن يحكم الغزاة لتفوقهم العسكري شرعوا في تنفيذ الاغتيالات الماكرة عبر بذل المساعدات التي تحمل الأمراض والأوبئة لقتلهم بأبشع أسلوب مخادع ومنافق في التاريخ.

وبعد تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية بأربعة عقود، غزت القوات الأمريكية نيكاراغوا في 1833 وبعد هذا الغزو بسنتين أي في سنة 1835 دخلت قواتهم البيرو غازية.

واحتلت أمريكا أرضاً مكسيكية وهي إلى اليوم ولاية من ولاياتها تسمى تكساس.

ولم تكتفي بذلك فاحتلت في عام 1848 أراضي مكسيكية أخرى، وضمتها لدولتها وهي ما تعرف اليوم بولاية كاليفورنيا ونيومكسيكو.

وفي عام 1898م حاصرت أمريكا كوبا وأحاطت بقواتها في البحر وأخذت عنوة خليج “غوانتنامو” والذي استخدمته لسجن مئات الضحايا في ظروف وحشية همجية غير إنسانية باعتراف الأمريكيين أنفسهم.

واستمر التدخل الأمريكي العنيف، ففي 1854م استهدف الأمريكان ميناء غراي تاون في نيكاراغوا وحطموه تحطيمًا، كرد فعل على رفض الحكومة النيكاراغوية دخول عميل أمريكي لأرضها.

وتدخلت بعنف مرة أخرى نيكاراغوا في 1857؛ لمحاولة إفشال تولي السلطة من مناهض للأمريكان حينها.

وفي سنة 1855م سجل غزو الأمريكان للأورغواي، ثم قناة بنما.

وفي سنة 1873م سجل غزو كولومبيا؛ التي بقيت تعاني من تدخلال الأمريكان العنيفة باستمرار.

وتدخل الأمريكان في هايتي وتشيلي وكولومبيا ونيكاراغوا وكوبا.

ي 1907 احتل الأمريكان 6 مدن من  هندوراس، وفي 1914 سرقت القوات الأمريكية بإنزال جوي البنكَ المركزي لهايتي بحجة استرداد ديون الأمريكان بأسلوب همجي بربري لم يسبق له مثيل! وانتهت في 1915 باحتلال كل هايتي حتى عام 1934 .

وفي عام 1916م تصدى الأمريكان للثورة التي قامت في الدومينكان؛ ضد السلطة الفاسدة، وأجهضت مساعي الثوار، وفرضت عليهم حكومة عسكرية عميلة لها للأمريكيين.

وتدخلت أمريكا بعنف في السلفادور وغواتيمالا وشيلي وكامبوديا؛ فخلعت حكومات، وأقامت أخرى.

وفي 1950م خاضت أمريكا الحرب الكورية.

وفي 1962 حاصرت أمريكا كوبا بحريًا وجويًا.

 

ولم تتخلف أمريكا عن الحرب العالمية لتلقي قنابل ذرية تدمر كل شيء في مكان سقوطها، ليكون تأثير ذلك على نسل من كانت القنبلة بعيدة عنه وتأثر بالإشعاع، وتوارثت الأجيال آثار تلك القنابل.

ومرت السنين وجاءت حرب فيتنام وغزا الأمريكان فيتنام ظانين أنهم سينتصرون فيها كما انتصروا على الهنود الحمر، فاغتالوا الكثير والكثير، ولكن نجحت المقاومة في دحرهم وهزيمتهم. إلا أن هروب الأمريكان من فيتنام رافقه تنفيذ الكثير من الاغتيالات بحق الشعب الفيتنامي.

ثم جاءت حرب الخليج فقتلت أمريكا بالكيماوي آلافا من الشعب العراقي.

وشاركت وتشارك أمريكا اليهود المحتلين في اغتيال آلالف الفلسطينين دون تمييز بين رجل وامرأة وطفل وشيخ.

وغزت أمريكا الصومال ونفذت العديد من الاغتيالات هناك قبل أن تهرب من ضربات المجاهدون فيها.

 وغزت الأمريكان أفغانستان ونشروا الخراب والدمار والقتل بشكل لا يصدق، واستمرت تلك الهجمة الشعواء عقدين من الزمان.

نفذت أمريكا العديد من الاغتيالات الهمجية بالقصف بالطيران المسير في العديد من بلدان العالم كان أبرزها في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال والعراق والشام. فكانت أوضح صورة للانحطاط الأخلاقي الأمريكي حيث راح ضحية هذه القصوفات الآلاف من الضحايا المدنيين بدون أدنى تعويض أو اعتذار.

ولها تدخلات عسكرية عديدة في العديد من بلدان العالم ليس المجال هنا الخوض في تفاصيلها.

والخلاصة أنه على الرغم من أن عمر هذه الدولة لا يتجاوز 250 سنة إلا أن تاريخها أسود في مجال الاغتيالات والحروب القذرة ومعظم حروبها تصنف على أنها جرائم حرب. ثم يخرج ترامب ليصرح بكل صفاقة عن استغرابه حصول هذا العنف في بلاده!

فإما أن ترامب يتغافل عن تاريخ دولته التي قامت على الاحتلال والاغتصاب والطغيان أو أنه واحد من أولئك الدارسين لتاريخ مغشوش مزيف لبلدهم،  تاريخ يزعم القيام بمبادئ الإنسانية والحرية والعدالة وهذا مما لا يعقل ولا يصدقه الأمريكيون أنفسهم.

ثم ألا يتذكر ترامب تاريخ من سبقه من الرؤساء الذين انتهت حياتهم بالاغتيال؟ فإبراهام لينكون، وجون كينيدي، وجيمس جارفيلد، وويليام ماكينلي هؤلاء تم اغتيالهم، وأما من نجو من محاولات الاغتيال فهم:

–  ثيودور روزفلت: نجا عام 1912 من اغتيال حيث أصيب برصاصة في صدره.

– فرانكلين روزفيلت: نجا من هجوم مسلح في ميامي دون إصابة.

– جيرالد فورد: نجا من محاولات الاغتيال دون أن يصاب بأذى.

– رونالد رغان: أصيب في حادث إطلاق نار في واشنطن.

– جورج بوش الإبن: نجا من انفجار قنبلة يدوية أثناء إلقاء كلمته في تبليسي.

 

وختاماً: هذا هو جانب من السجل الإجرامي الأمريكي في العالم، ومن يزرع الشوك لا يحصد العنب.

 

أبو رويس اليمني