صومالي لاند بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها وسط العداء المتزايد في جيبوتي
مقال رأي بقلم الكاتب بدري جيمالي، نشر على موقع بزنس داي أفريكا
لطالما كانت العلاقة بين جيبوتي وصومالي لاند مثيرة للجدل، حيث أظهرت جيبوتي عداء مستمرا تجاه جارتها.
ينبع هذا العداء من عاملين رئيسيين: الخوف من المنافسة الاقتصادية واستراتيجيات جيبوتي الدفاعية الإقليمية.
يصنف “مؤشر أداء ميناء الحاويات لعام 2022” الصادر عن البنك الدولي ميناء بربرة في المرتبة الثانية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من حيث الأداء ، بناء على وقت السفينة في الموانئ.
وقد زاد هذا التطور من مخاوف جيبوتي، حيث ترى ميناء بربرة كمنافس هائل. ويحذر تقرير آخر للبنك الدولي، بعنوان “المذكرة الاقتصادية لجيبوتي” (يناير/كانون الثاني 2024)، من أن النموذج الاقتصادي الحالي لجيبوتي، الذي يعتمد على قطاع واحد (الموانئ) وعميل واحد (إثيوبيا)، غير مستدام.
ويذكر التقرير صراحة أن ميناء بربرة في صومالي لاند، إلى جانب ممر بربرة الذي يربط المناطق النائية في إثيوبيا، قد برز كمنافس محتمل قوي لجيبوتي.
تتفاقم مخاوف جيبوتي الاقتصادية بسبب اعتمادها على إيرادات الموانئ. في بيئة ديمقراطية، ينظر إلى المنافسة على أنها صحية، ولكن في نظام استبدادي مثل جيبوتي، ينظر إليها على أنها تهديد وجودي.
وهذا يفسر السلوك العدائي الذي أبدته جيبوتي تجاه صومالي لاند في الأشهر الستة الماضية، والذي يجب على صومالي لاند أن تتصدى له.
وعلى الجبهة الأمنية، تسعى جيبوتي إلى استخدام الصومال وصومالي لاند كأدوات ضد إريتريا، التي لديها نزاع حدودي مستمر معها. بالإضافة إلى ذلك، تهدف إلى استخدام كل من صومالي لاند والصومال لقمع الانتفاضات المحتملة من قبل العفار المهمشين في جيبوتي.
علاوة على ذلك، تريد جيبوتي استمرار العداء بين الصوماليين والإثيوبيين، معتقدة أن هذا سيجبر إثيوبيا على الاعتماد فقط على موانئ جيبوتي، وتعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية.
ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية معيبة، حيث تقوم إثيوبيا بالفعل بتنويع خيارات الموانئ وتطوير علاقات جديدة مع كينيا والسودان.
وعلى الرغم من هذه المواقف العدائية، تفتقر إدارة صومالي لاند إلى استراتيجية لمواجهة سياسات جيبوتي العدائية. منذ وصول حزب كولميي إلى السلطة، أصبحت صومالي لاند أقرب إلى جيبوتي، حيث أعطى السياسيون الأولوية للعلاقات الشخصية على المصالح الاستراتيجية.
ومع ذلك، فإن هذه العلاقة الشخصية لم تسفر عن فوائد ملموسة لصومالي لاند ولم تغير هدف جيبوتي لإجبار صومالي لاند على الاتحاد مع الصومال، الذي رفضت جيبوتي نفسها الانضمام إليه عندما أصبحت مستقلة في عام 1977.
ولمواجهة تحدي جيبوتي، يجب على صومالي لاند اعتماد استراتيجية جديدة تعطي الأولوية للمصالح الاستراتيجية على العلاقات الشخصية. يجب على قيادة صومالي لاند أن تدرك أن جيبوتي عدو أكثر من كونها صديقة وأن تتخذ الخطوات التالية للحد من عدوانها:
1- الاعتراف بأن مصالح جيبوتي وصومالي لاند في المنطقة تختلف اختلافا جوهريا.
2- تطوير تحالفات بديلة مع القوى الديمقراطية في جيبوتي.
3- اتخاذ مواقف علنية قوية ضد سياسات جيبوتي المعادية لصومالي لاند.
4- التركيز على المصالح الاستراتيجية في السياسة الخارجية.
ومن خلال اعتماد هذه التوصيات، يمكن لصومالي لاند مواجهة تكتيكات جيبوتي التخريبية وتأمين مكانها الصحيح في المنطقة.
وهذا يتطلب تحولا في السياسة الخارجية لصومالي لاند من التركيز على العلاقات الشخصية إلى المصالح الاستراتيجية. عندها فقط يمكن لصومالي لاند ضمان حماية مصالحها الاقتصادية والأمنية، واحترام سيادتها.