أكثر من 200 قتيل في مجزرة ولاية الجزيرة في السودان

قتل أكثر من 200 سوداني في مجزرة ارتكبتها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وسط السودان. بحسب وكالات الأنباء.
وأوضحت التقارير نقلا عن ناشطين في المنطقة أن قوات الدعم السريع استهدفت قرية ود النورة بالأسلحة الثقيلة في هجوم استمر لساعات أمس الأربعاء، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص.
ونفذت قوات الدعم إعدامات ميدانية ونهبت ممتلكات سكان القرية، في ظل انقطاع شبكات الاتصالات عن المنطقة.

 

وأظهرت مقاطع نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل تشييع سكان القرية قتلى الهجوم ودفنهم في ميدان عام.
ووصف والي ولاية الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير، في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية (سونا)، ما جرى بأنه “يتنافى وأعراف الحروب ويعتبر جريمة حرب كاملة الأركان يجب أن يدينها المجتمع الدولى ويحاسب عليها”.
من جانبها قالت لجان المقاومة السودانية في منطقة ود مدني، في بيان لها، إنها في انتظار العدد النهائي لإحصاء القتلى والمصابين، معتبرة أن ما مُورس بحق أهالي القرية “هو إبادة جماعية ومجزرة وجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها قوات الدعم السريع”، على حد وصفها.
وأشارت البيان إلى أن قوات الدعم نهبت القرية ما تسبب في موجة نزوح للنساء والأطفال إلى مدينة المناقل.
ومن جانبها أكدت قوات الدعم السريع شن الهجوم على منطقة “ود النورة”، لكنها قالت إنها استهدفت قوات الجيش السوداني وقتلت منهم العشرات.
وقالت في بيان نشرته على موقع إكس (تويتر سابقا)، “في تمام الساعة الخامسة من صباح اليوم الأربعاء، هاجمت قواتنا ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة “ود النورة” تضم قوات من مليشيا البرهان، وجهاز المخابرات، وكتيبة من كتائب الإسلاميين المعروفة بـ (الزبير بن العوام) إلى جانب مستنفرين“.
وشددت قوات الدعم السريع على أنها ستواصل ملاحقة وحسم قوات الجيش، ولن تجدي أي محاولات” للفلول وغرف التضليل التي تحاول جاهدة تغبيش وحجب الحقيقة التي يعلمها الجميع بما في ذلك أهل المنطقة”.
وانتقد البعض موقف الجيش السوداني من “المجزرة”، على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه لم يستجب لنداءات الأهالي ولم تتحرك قواته التي كانت متمركزة في المنطقة للتصدي لقوات الدعم السريع.
وبحسب شهادات فإن الهجوم تم على دفعتين، باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة منها مضادات الطيران والأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى سقوط ” قتلى تم دفنهم في قبور جماعية“.
وتحدث شاهد عيان لوسائل إعلام سودانية عن “شن الدعم السريع هجوماً على القرية بعدد 35 عربة قتالية حيث أطلقت قواته النيران بشكل عشوائي، على الأهالي الذين خرجوا لمعرفة ما يدور، وأفاد بمقتل 140 شخصا وجرح ما يزيد على المائتين”. بحسب ما نقلت بي بي سي.
تأتي التطورات الميدانية الأخيرة على وقع تحذيرات من إمكانية تحول الحرب في السودان إلى صراع إقليمي شامل.
التحذيرات جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، الذي قال إن السودان قد يتحول إلى دولة فاشلة بسبب الحرب، في غياب اتفاق سلام دائم ومسار يفضي إلى انتقال سياسي نحو حكومة يقودها مدنيون.
وأعرب بيرييلو عن اعتقاده بأن “السيناريو الأسوأ أن يصبح السودان نسخة جامحة من الصومال لمدة 20 أو 25 عاما”.
وأضاف بيرييلو في مقابلة أجرتها معه مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن “السرعة التي يمكن أن يتحول بها هذا (الصراع) من حرب بين طرفين إلى حرب بين 7 أو 8 أطراف تجذب إليها دول الجوار الكبيرة، بل قد يصبح نسخة أسوأ من الصراع في ليبيا”.
ورسم بيرييلو صورة قاتمة للوضع الحالي في السودان نتيجة الحرب، التي دفعت البلاد إلى حافة مأساة إنسانية ومجاعة بعد عام من الحرب.