رئيس الوزراء الإثيوبي ينجو من محاولة اغتيال بعد هجوم مفاجئ من الجيش
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
إثيوبيا (شهادة)- لم يلبث أن نجا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد من محاولة لاغتياله في شهر يونيو/حزيران الماضي ، حتى تفاجأ باقتحام عناصر من الجيش لمكتبه بالقصر الرئاسي بالعاصمة أديس أبابا في العاشر من الشهر الجاري، هددت حياته مرة أخرى وكشفت عن حجم الخطر الذي يتربص به.
ووصف أبي أحمد اقتحام عناصر الجيش بـ “أخطر محاولة لأجهاض التغيير في البلاد” قادها من وصفهم “المحرضون المناوئون للتغيير ” على حد تعبيره.
الاقتحام المفاجئ وتعامل أبي معه
واقتحم حوالي 250 عنصرا من الجيش من بينهم كبار الضباط مكتب أبي أحمد في القصر الرئاسي حاملين الأسلحة، بحجة النظر في شكاويهم بما فيها قضية زيادة الأجور. بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية.
وحاول أبي أحمد تهدئتهم ووعدهم بالنظر في جميع مطالبهم، وحتى يبدد شعور الغضب الذي كان يملأهم، مارس أمامهم رياضة الضغط في الساحة وكذلك فعلوا.
وحسب تصريحات أبي، لم يكن الهدف من الاقتحام المطالبة بالحقوق فحسب، بل كانت محاولة لقتله أفشلها تفاعله السريع، حيث قال معلقا على الحادثة : “بعد أن سيطرنا على الموقف سمعت بعض الأصوات التي كانت تقول: لقد هرب قبل أن نتمكن من قتله”.
واعتقلت وزارة الدفاع الإثيوبية العناصر الـ 250 للتحقيق معهم ومعرفة من حرضهم على هذا الاقتحام.
الائتلاف الحاكم يعيد انتخاب أبي أحمد
وقد أعاد الائتلاف الحاكم انتخاب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ، الأسبوع الماضي.
وكانت نتيجة الاقتراع الذي استمر لمدة ثلاثة أيام حصول أبي أحمد على 176 صوتا من أصل 177 . كما أعيد أيضا انتخاب “ديميكى ميكونين” نائبا لأبي أحمد.
ونشر كبير موظفي مكتب الرئيس قائمة بالتشكيلة الجديدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
عقبات
منذ تولي أبي أحمد منصب رئيس الوزراء الذي وصل إليه بعد سخط كبير في الشارع الإثيوبي على الرئيس الوزراء السابق هايلي مريم ديسلين ،أعلن أبي عدة قرارات خرج بها عن الخط المعتاد للسياسة الإثيوبية في شرق إفريقيا جذبت الأنظار لتغيرات جيوسياسة كبرى، كان أبرزها التوصل إلى مصالحة مع العدو التاريخي، إريتريا، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، والعمل على فتح الاقتصاد الإثيوبي، وإحداث تغييرات مهمة في هياكل الأجهزة الأمنية والعسكرية.
ولكن ومع محاولة أبي أحمد إرضاء الشعب الإثيوبي بسياسة ودبلوماسية، شهدت إثيوبيا في فترة توليه رئاسة الوزراء. تصاعدا كبيرا في العنف على أساس عرقي.وعن هذا الأمر قال أبي أحمد، إن حكومته بصدد الكشف عن من يقفون وراء إشعال الصراعات العرقية التي تستهدف الشعوب بغرض إعاقة التحول، وأن القوى التي تقف وراء محاولات إعاقة التغيير هي منظمة ومتخصصة وستتم محاسبتها قريبا. حسبما ورد في وسائل الإعلام الحكومية.
ويبدو أن خصوم أبي أحمد مصرين على تصفيته جسديا كما حاولوا من قبل في خلال تجمع في شهر يونيو/حزيران الماضي بإلقاء قنبلة، وكما حاولوا أثناء اقتحام مكتبه في الشهر الجاري. وهو الاقتحام الذي تؤكد التقارير بأنه جاء بتحريض من بعض القيادات الكبرى في الجيش.
أبي أحمد ومستقبل إثيوبيا
ينتظر العديد من الإثيوبيين أن تتوج جهود أبي أحمد بنهضة كبرى لإثيوبيا، على كافة المستويات ووقف الاقتتال العرقي في البلد الذي يحتل مساحة هامة في منطقة شرق إفريقيا ويعتبر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية في القارة الإفريقية. كما وعدهم بذلك أبي أحمد.
ويرى المراقبون أن تحقيق أبي أحمد لوعوده تبقى رهن نتائج السياسات التي أعلنها رئيس الوزراء الجديد، وما ستخرجه الأيام المقبلة من ملفات داخلية وخارجية تؤثر في قراراته القادمة. كملف المصالحة مع إرتيريا وملف تعييناته الجديدة في الوزارة. ثم الأهم قدرته على الإيفاء بوعوده للجيش فضلا عن قدرته على الاستمرار في تجاوز مكائد خصومه الذين يتربصون به على حين غرة.