طائرات أمريكية تقصف مستشفى ومدرسة في الصومال وتقتل 3 أطفال
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
ساكو (شهادة) – قصفت طائرات بدون طيار أمريكية يوم الثلاثاء على الساعة التاسعة ليلا مدينة “ساكو” الواقعة جنوب الصومال، مستهدفة المستشفى العام للمدينة ومدرسة للأطفال ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة آخرين بجروح وتدمير مبنى المستشفى.
القصف الذي نفذته الطائرات بعد ساعات طويلة من التحليق في سماء المدينة، يعد حلقة جديدة من سلسلة القصوفات الأمريكية التي تستهدف المدنيين في الصومال بعد توسيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صلاحيات القصف بالطائرات بدون طيار ما تسبب في رفع معدلات الخسائر البشرية بين المدنيين وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة. وهو الأمر الذي تحاول الإدارة الأمريكية نفيه باستمرار رغم ثبوت الأدلة على قصوفاتها.
أفريكوم تنفي
وقد أكد شهود عيان من سكان مدينة “ساكو” أن القصف نفذته طائرات بدون طيار وأن بقايا الصواريخ التي ضربت المستشفى العام والمدرسة كانت أمريكية الصنع، ومع ذلك فقد أنكرت أفريكوم – القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا- تنفيذها لهذه الضربات. مصرة على القول بأن آخر ضربة لها في الصومال كانت في 11 سبتمبر الجاري بعد فشل إنزالها المشترك مع قوات صومالية قتل خلاله أحد عناصرها.
وقد أكدت الصور التي نقلت من موقع القصف مقتل ثلاثة أطفال في المدرسة وأظهرت آثار الدماء على مصاحفهم، كما أظهرت تدميرا لمبنى المستشفى الذي أصبح غير قادر على تلبية حاجات المرضى في المدينة.
رغم الإنكار استهداف المدنيين يتكرر في الصومال
وقد سبق وأن أنكرت القوات الأمريكية قتلها لمدنيين في الصومال في شهر مايو الماضي بعد عملية إنزال لقواتها الخاصة أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 15 مدنيا، معظمهم من المزارعين الساكنين في قرية “المعلم” ببلدة “بريري” الواقعة على بعد 60 كم جنوب غرب العاصمة مقديشو.
كما قتلت القوات الأمريكية في هجوم مشترك لها مع الميليشيات الحكومية على معهد شرعي لأبناء قبيلة “جالجعل” في قرية “جليالي” بولاية شبيلي الوسطى شمال العاصمة مقديشو في شهر يناير الماضي. قتلت أربعة أطفال ومدرس واحد في حين اختطفت آخرين، وفرّ من نجى منهم إلى الغابات.
وسجلت التقارير الصحفية بما فيها الغربية تفاصيل المجزرة التي قامت بها القوات الأمريكية أثناء هجومها على مزرعة في بلدة “بريري” بولاية شبيلى السفلى جنوب غرب العاصمة مقديشو وقتل فيها عشرة مزارعين في شهر أغسطس من العام الماضي. كما قتلت القوات الأمريكية في مجزرة مماثلة 7 مدنيين من عائلة واحدة بينهم شيوخ وأطفال ونساء بقصف جوي نفذته الطائرات بدون طيار على قرية “أحمد يري” قرب مدينة “جلب” بولاية جوبا جنوب البلاد في شهر أغسطس من العام الماضي.
قصف أمريكي آخر سجل أيضا في شهر نوفمبر من العام الماضي أدى إلى مقتل ثلاثة مزارعين في أطراف بلدة “دار السلام” الواقعة على بعد 60 كم جنوب غرب العاصمة مقديشو.
استنكار الشارع الصومالي
وقد أثارت هذه الضربات سخط الصوماليين الذين نددوا بهذه المجازر المتكررة للقوات الأمريكية، خاصة بعد حملهم جثث المزارعين القتلى ونقلها إلى العاصمة مقديشو وتصويرها للصحافة لتأكيد أن الضحايا جميعهم كانوا من المدنيين العزّل المعروفين لدى أهالي المنطقة المستهدفة. ومع ذلك أصرت أفريكوم على أنهم من حركة الشباب المجاهدين.
ويرى المراقبون أن استمرار الإدارة الأمريكية في تجاهل تنديدات الشارع الصومالي سيصعب أكثر من مهمة القوات الأمريكية في الصومال بدفع المدنيين للتعاون مع حركة الشباب وتقوية تمكينها في البلاد على حساب الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
تحقيقات صحفية تكذب الرواية الأمريكية
ورغم إنكار الإدارة الأمريكية استهدافها لمدنيين في الصومال، نشرت بعض الصحف الغربية من بينها صحيفة الغارديان البريطانية تقارير تؤكد – بناء على تحقيقات مراسليها في الصومال- أن ضحايا الهجمات الأمريكية كانوا من السكان المدنيين العزل. ونقلت أيضا شهادات عائلاتهم والأهالي في المناطق المستهدفة وبعض المسؤولين في الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، التي تؤكد بأن القتلى لا ينتمون لحركة الشباب المجاهدين.
ويجدر الذكر أن القصوفات الأمريكية أوقعت آلاف القتلى المدنيين من بينهم النساء والشيوخ والأطفال في البلدان التي تتعرض لعدوان أمريكي كأفغانستان والعراق واليمن والصومال وسوريا وليبيا.