بعد أن وعد بالقضاء على حركة الشباب في 5 أشهر الرئيس الصومالي يستجدي الدعم ويعد بالقضاء عليها بعد سنة ويشجع الحوار

قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يوم الثلاثاء إن الصومال أمامه عام واحد لطرد حركة الشباب المجاهدين من البلاد، مع اقتراب الموعد النهائي لمغادرة قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في ديسمبر المقبل.
يأتي هذا التصريح بعد تصريح سابق له توعد بطرد حركة الشباب من البلاد خلال 5 أشهر، ما اعتبره المراقبون تقديرا حماسيا للغاية بالنظر لتاريخ الحركة التي نشأت من القبائل الصومالية وتحظى بدعم وشعبية محلية.
وتقاتل حركة الشباب المجاهدين الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب والقوات الأجنبية لإقامة نظام الشريعة الإسلامية والاستقلال عن الهيمنة الغربية، وذلك منذ الإسقاط اتحاد المحاكم الإسلامية على يد الغزو الإثيوبي الأمريكي للبلاد الذي رفض قيام نظام إسلامي في الصومال على الرغم من أن إقامته جاءت على يد القبائل الصومالية، وعلى الرغم من أن البلاد استقرت خلاله بأحسن ما يكون بعد حرب أهلية شرسة.
وقال حسن شيخ محمود، الذي يقضي فترة ولايته الثانية كرئيس، في أغسطس/آب إنه يريد إسقاط النظام الإسلامي الحالي في البلاد بحلول أوائل العام المقبل.
وقال محمود أمام جمهور في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: “اللعبة النهائية هي ديسمبر 2024 عندما يتعين على جميع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي مغادرة البلاد”.
وأضاف أن التركيز كان على القضاء على “بقايا” حركة الشباب. وأضاف أن هذه المهمة أصبحت أكثر صعوبة بسبب الفيضانات القاتلة الأخيرة، على الرغم من أن الفيضانات جعلت من الصعب على المقاتلين نشر الألغام الأرضية.
تصريحات الرئيس الصومالي الحالمة تعكس درجة الغرور التي يعاني منها حسن شيخ محمود، فحركة الشباب في أقوى حالاتها حاليا وحصلت على غنائم بملايين الدولارت خلال تصديها لحملة الحكومة المدعومة من التحالف الدولي الأخيرة. بينما يتحدث حسن شيخ محمود عن بقايا حركة الشباب. ما يعتبره المراقبون حماسة في غير محلها.
وبدأت حملة حسن شيخ محمود الأخيرة ضد حركة الشباب في أغسطس من العام الماضي، حيث حشد الجيش خلف الميليشيات المرتزقة في وسط الصومال بدعم الطيران الأمريكي والتركي، لكن حملته باءت بالفشل وانسحبت قواته خوفا من الموت ما اضطره لاستجداء تأجيل انسحاب القوات الإفريقية لثلاثة أشهر أخرى حتى تتعافى قواته من خسائرها وتعيد تنظيم صفوفها.
ولا يزال مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يشنون هجماتهم الكاسحة والفتاكة في استهداف الحكومة والقوات الأجنبية في البلاد.
وتهدف المرحلة الأخيرة إلى التوغل في جنوب الصومال، الذي جاء بعد فشل التوغل الأول في وسط البلاد، إلى إسقاط نظام الشريعة في هذه المناطق، ووصف حسن شيخ محمود الحملة بأنها “مشجعة”، مضيفا أنه لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على أن قادة حركة الشباب يريدون أي حوار مع الحكومة.
وقال: “إذا تغير ذلك فسنفعل”. وأضاف “أعتقد أن هذا سينتهي بالحوار… بدلا من القتل والتشويه والمطاردة”. في اضطراب واضح في تصريحات الرئيس الصومالي الذي يبدو أنه يتمنى إجراء مفاوضات مع الحركة التي ترفض ذلك.
وقال إن هناك حاجة ماسة لأن يساعد المجتمع الدولي الصومال في جهوده العسكرية وبناء مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم وإعادة بناء بنيته التحتية.
وكانت الحكومة قد فشلت في تقديم خدمات للسكان في المناطق التي سيطرت عليها مؤقتا قبل استعادة الحركة السيطرة عليها من جديد، حيث تملك الحركة مقومات الدولة التي توفر الاستقرار والخدمات والأمن للسكان. ووصفتها التقارير الغربية بأفضل حكم عرفته الصومال منذ سقوط نظام سياد بري في التسعينات، بينما صنفت الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب كأفسد حكومة على سلم الفساد العالمي.
واستمرت جهود الحركة في مساعدة السكان حتى في أوقات الشدة عندما شهدت البلاد على مر السنين نوبات من الجفاف والفيضانات أدت إلى نزوح الآلاف. بينما لا تزال الحكومة تستجدي المساعدات الدولية بحجة إغاثة السكان ولا يظهر كبير أثر لهذه المساعدات على السكان الذين حصل بعضهم على مساعدات من الحركة بعد نزوحهم إلى مناطقها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حصلت الحكومة الصومالية على موافقة مبدئية من صندوق النقد الدولي لبرنامج دعم بقيمة 100 مليون دولار لمدة 36 شهرا.
ولا يزال الصراع مستمرا في وقت فشلت فيه الاستراتيجيات الأمريكية المتوالية في التصدي للصعود الإسلامي في القرن الإفريقي.