متى ستتحمل القوات الأجنبية المنتشرة في الصومال منذ عام 1992 المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني المرتكبة في الصومال؟

في تعليق على تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية في الصومال، بمناسبة الذكرى الثلاثين لما يسمى بلاك هوك داون، أو حادثة سقوط المروحيات من نوع بلاك هوك في الصومال، جاء فيها:”دقيقة صمت لتكريم أفراد الخدمة الأمريكية الذين قتلوا في مقديشو في الفترة من 3 إلى 4 أكتوبر 1993″. مرفقة بصورة للموظفين في السفارة في لحظة حداد.

فكتب تعليقا عليها ماركوس فيرجيل هوهن، وهو يعرف عن نفسه في منصة “إكس” -المعروفة سابقا بتويتر- على أنه عالم أنثروبولوجيا، مهتم بالصومال:”متى ستتحمل القوات الأجنبية المنتشرة في الصومال منذ عام 1992 المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني المرتكبة في الصومال؟ الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي… جميعهم متورطون. الوحيدون الذين بحثوا في الأمر هم الكنديون”.

وأرفق الناشط، رابطا لدراسة بعنوان:

 “من “ثلوج بيتاواوا النظيفة”: عنف قوات حفظ السلام الكندية في الصومال”.

 

 

 

ولطالما مرت انتهاكات التحالف الدولي في الصومال بدون محاسبة أو حتى تسليط الضوء إعلاميا عليها وقد كانت قوات ما يسمى حفظ السلام للاتحاد الإفريقي تقصف أحياء العاصمة مقديشو الشعبية وتستهدف السكان بدم بارد.

وقد سقط في هذه القصوفات الكثير من المدنيين ودمرت ممتلكاتهم ولم تحظ هذه الجرائم بتغطية إعلامية ولا حتى مجرد اعتذار دولي.

ولا تزال القصوفات الأمريكية والكينية والتركية تضرب في الصومال دون أدنى محاسبة بذريعة استهداف مقاتلي حركة الشباب المجاهدين، ومن ذلك الهجوم الذي شنته القوات الخاصة الأمريكية على بيت بدوي في قرية نائية في منطقة عيل غرس بوسط الصومال، حيث قتل 5 أطفال وجدتهم وانتشلت جثثهم للتغطية على الجريمة ليعثر على أكثر الجثث في مقبرة جماعية لاحقا في منطقة من وسط الصومال.

وقد قتل في هذا الهجوم قطيع كامل من الماشية بإصابات مباشرة، من القوات الخاصة الأمريكية التي ببدو أنها كانت تتلذذ بالهجوم على العائلة المسلمة التي لا علاقة لها بالصراع.

وهي الجرائم التي لا يعترف بها التحالف الدولي ولا يتحمل مسؤولية تصحيحها وتعويض عائلات الضحايا  كما يفعل مع قتلى بلاده.

ولا تزال صور القصوفات الأخيرة من الطيران الأمريكي والكيني جنوب الصومال لم تلق صوتا من المؤسسات الحقوقية أو من المنظمات الدولية التي تدعي مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان للتنديد بها ولو بالكلمات.

لقد كشف الغرب عن وجهه الكالح حين الحديث عن حقوق الإنسان والانتهاكات التي تجري على قدم وساق في الصومال المنسي.

ولذلك لم يعد للخطاب الغربي أي تأثير في وسط الصوماليين الذين عاينوا بأنفسهم كيف تسفك دماؤهم باستهانة ولا مبالاة من دول تزعم أنها حامية حقوق الإنسان والديمقراطية وتريد فرضها على الصومال. ما يدفعهم للتمسك أكثر والدفاع عن الشريعة الإسلامية ورفض كل الأجندات الغربية.