بيان من القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين: تهنئة ومباركة بغزوة «طوفان الأقصى»
نشرت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين، بيانا للقيادة العامة للحركة، بعنوان:” تهنئة ومباركة بغزوة “طوفان الأقصى”، جاء فيه:
“الحمد لله القائل: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي قال في الحديث الشريف «لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل»، أما بعد:
فقد بلغتنا بطولات ملحمة «طوفان الأقصى» تحدوها التكبيرات والتهنئات والمباركات، فما كان لنا التخلف في هذا المقام المهيب من الظفر والنصر على اليهود المغضوب عليهم، واجتماع الحزن والذلّة عليهم وعلى إخوانهم الصليبيين، أن نبارك لإخواننا المجاهدين في فلسطين الحبيبة ونهنئهم على هذه الغزوة المبشّرة، ونحيي كل الأبطال البواسل والمغاوير الأشاوس والمرابطين في الأرض المقدسة، ونقول لهم جميعًا، جزاكم الله خيرًا عن أمة الإسلام، وشكر الله لكم جهادكم وصنيعكم الأبيّ، فقد أشفيتم صدور قوم مؤمنين، وفرح المسلمون في كل مكان بالنيل من الصهاينة المجرمين والقصاص منهم وإذاقتهم العذاب الأليم بما اقترفت أيديهم الخبيثة من طغيان وعدوان، أعوامًا مديدة”.
وأضاف البيان:”وإننا ونحن نشاهد الردود العالمية تتوالى على غزوة «طوفان الأقصى»، نرى كيف اجتمع الصليبيون في أمريكا وأوروبا، وفي كل أرض يرفع فيها الصليب وتعبد فيها الأوثان، على مساندة اليهود المعتدين، وتجريم البطولة الماجدة، ووصمها بالإرهاب والتطرف، كما هي عادتهم دائمًا مع المسلمين، في تصنيف كل دفع للعدو الصائل بـ”الإرهاب”، وكل جهاد ومقاومة ضد المحتلين بـ”التطرف”. وإن هذا الموقف الذي اجتمع فيه الحكومات والدول الكافرة مع الاحتلال اليهودي، لدليل واضح على أن الكفر ملة واحدة، وأن أحزانهم أفراحنا، وأفراحنا أحزانهم، فما كان الغرب الكافر وربيبته التي يسمونها “إسرائيل”، ليتوقعوا مثل هذه الضربة المزلزلة لكيانهم اللقيط، الذي أقاموه في أرض فلسطين المسلمة منذ 75 سنة، وقدموا له أرتال الدعم المتواصل وأطنان التمويل اللامحدود، ثم في الأخير فضحت عملية “طوفان الأقصى» مدى هشاشته وضعفه وخواره. وذلك مصداقًا لقول الله جل جلاله: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.
“فالكيان الصهيوني المحتل الخبيث، الذي يقبع تحت حماية النظام الدولي الكافر، يتبجح بصلف وغطرسة وتجبر وطغيان في أرض فلسطين المسلمة يسوم أهلها سوء العذاب، ويدافع عنه المجتمع الدولي الكافر، بصفاقة بلا خجل، ويعطيه جميع الصلاحيات والشرعية الدولية، التي يقابلها غصب كامل لحقوق الشعب الفلسطيني المسلم واستعباده وظلمه، ونهب لأراضيه وتحريف لتاريخه وطمس لوجوده، وإن هذا الدعم على كبره ونفوذه واتساعه، لم ينفع اليهود اليوم، لنستحضر أمام بطولات أبناء فلسطين الأباة التي فضحت خواره، قول الله تعالى (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)”.
وواصل البيان:”وإن هذه المعركة مع اليهود المجرمين ليست معركة الفصائل الإسلامية في أرض فلسطين بعينها، إنما هي معركة الأمة المسلمة كاملة، فعلى المسلمين أن يجمعوا ويقدموا كل ما أمكنهم لدعم المجاهدين ضد اليهود وحلفائهم الكافرين والمنافقين، فإنما قوة هذه الأمة في قوة ثغورها الجهادية، وعزّتها بدعم العمليات الجهادية ضد التحالف الدولي والمحتلين”.
“فيا أمتا المسلمة، أمدوهم بالمال والرجال وارعوهم بالدعاء، لا تنفكوا مرابطين على ثغور المدد والدعم للمجاهدين في فلسطين والشام وكل مكان تصله أيديكم وقدراتكم، لتتخلص أمتنا من المحتلين المعتدين وتتحرر من هيمنة الغرب الكافر وتستلم قيادتها على نور من شريعة ربها، فلا تخشى ذلةً ولا مكرًا ولا عدوانًا”.
وأضاف البيان:”وفي حين أن إخوانكم المجاهدين في شرق إفريقيا يباركون هذه الملاحم في أرض فلسطين المكلومة، فإننا نؤكد لكم أننا لم نكن لنتخلف عنكم في مواقع الفداء والتضحية بالنفس والنفيس هذه، ولو وجدنا طريقًا إليكم لما تأخرنا عنكم، ولكنكم تجاهدون في أرض فلسطين هناك، ونحن نجاهد في أرض شرق إفريقيا وعينونا ترقب القدس وقلوبنا معكم. عدونا وعدوكم واحد، قد اجتمعوا على أمة الإسلام وتواصوا بالإثم والعدوان على الشعوب المسلمة شرقًا وغربًا جنوبًا وشمالًا، فلا نزال في جهاد ومدافعة لهم، وموعدنا في باحات الأقصى، مهللين مكبرين بإذن الله الواحد الأحد.
وفي الختام نذكر المسلمين أن سبيل عزتهم ورفعتهم في هذه الدنيا وفي هذه الأرض هو الجهاد في سبيل الله تعالى والإعداد وقتال أعدائهم، والتحرر من الوهن، وتحمل لمسؤولياتهم كأمة مسلمة ترفض الذلّة والاحتلال والهيمنة، فاللهم أقرّ أعيننا بانبعاث لأمة الإسلام وإقامة شريعتك في الأرض ودحرٍ لكل أحلاف الكفر والردّة”.
“ونذكر إخواننا المسلمين في فلسطين أن لكل مجد ثمنا، ولكل حرية فداء، وأن ما ينالكم في سبيل دينكم وحريتكم واستقلالكم لا يضيع عند الله تعالى إن رافقكم الإخلاص والاحتساب في سبيل الله تعالى. فاستعينوا بالله واصبروا فإنما النصر صبر ساعة، تقبل الله شهداءكم وعجل بشفاء جرحاكم وألهمكم الصبر والمصابرة والسلوان، وأيّدكم بجند من السماء والأرض، واعلموا أنكم في خط الدفاع الأول عن بيت المقدس (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)”.
وجاء في خاتمة البيان:”وإننا نقاتل في الصومال وأعيننا على بيت المقدس.
اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذلُّ فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم ثبتنا وثبت المجاهدين في كل مكان، في الشام والعراق وجزيرة العرب ومغرب الإسلامي وشبه القارة الهندية وخرسان وبلاد الهجرتين وغيرها.
اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم ومُدَّهم بمدد من عندك، وانصرهم على عدوك وعدوهم فإنه لا ناصر لنا ولهم إلا نَت يا قوي يا عزيز.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
والله أكبر
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ”.