قصوفات بالطائرات الكينية ليلًا تستهدف منازل المدنيين ومدرسة للأطفال ومرآبا في مدينتي بؤالي وعيل عدي وتتسبب في خسائرة مادية (صور)

نفذت الطائرات الحربية الكينية ليلة البارحة قصفًا وحشيًا على مدينتي بؤالي وعيل عدي بولايتي جوبا وجذو، جنوب وجنوب غربي الصومال.
وقصفت الطائرات الكينية، على الساعة التاسعة مساء، أحياء مدينة بؤالي، مستهدفة في 4 غارات، أهدافًا مدنية، ما أدى إلى تدمير مدرسة دار الهدى للأطفال، ومنازل للمدنيين العزّل ومرآبًا للسيارات يملكه أحد التجار المعروفين في المدينة.
وفي حين لم تسجل خسائر في الأرواح، فقد سجلت خسائر مادية في ممتلكات السكان والبنية التحتية.
وكذلك قصفت الطائرات الكينية مدينة عيل عدي، واستهدفت على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أحياء المدينة في 3 غارات، ما أسفر عن خسائر مادية في ممتلكات السكان والبنية التحتية.
وحصلت وكالة شهادة على صور لآثار الدمار الذي خلفته القصوفات الكينية، ويظهر في الصور طلاب مدرسة دار الهدى يحملون المصاحف التي تضررت من القصف وهي ممزقة، كما تظهر الصور الأطفال يتجولون بين أنقاض مدرستهم التي دمرها القصف بشكل كبير.
كما تعرض الصور آثار الدمار الذي خلفه القصف الكيني على مرآب للسيارات، حيث تدمرت السيارات المصطفة بجانب المرآب بشكل كبير.
وأما الصور من مدينة عيل عدي فقد نقلت حجم الدمار الذي ألحقته القصوفات بمنازل المدنيين، حيث تظهر المنازل مهدمة والأثاث تحت ركام الأنقاض، بينما يقف السكان ينظرون لخسائرهم المادية من القصوفات الكينية.
ولم تقع خسائر بشرية لكون السكان في الولايات الجنوبية قد تعودوا على الخروج من منازلهم والاحتماء في مناطق بعيدة عنها، كلما سمعوا أزيز الطائرات الكينية تقترب من مدنهم، لعلمهم بأنها تستهدف المدنيين بشكل مباشر.
وتواصل الطائرات الكينية استهداف المدنيين وممتلكاتهم في الولايات الجنوبية في الصومال في محاولة لإلحاق الخسائر بهم وإرهابهم، وسبق أن نفذت كينيا سلسلة قصوفات، تتعمد تنفيذها بالليل، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين أغلبهم من النساء والأطفال.
وكان من بين الأهداف التي قصفتها الطائرات الكينية مسجدًا وامرأة وأطفالها كانوا في طريقهم للاحتماء بالمسجد.
وتزامنا مع هذا العدوان، أصدرت القيادة العسكرية لحركة الشباب المجاهدين بيانًا تحذيريًا لكينيا من أنها ستدفع ثمن هذه الاعتداءات الجبانة على المدنيين، ويبدو أن مواصلة كينيا للقصوفات في جنوب البلاد ستنتهي إلى اشتداد الصراع في الأراضي الكينية.
حيث تملك حركة الشباب فرعًا جهاديًا، يتمتع بحاضنة شعبية قوية وتجهيزات وخبرات تسمح له بشن حرب عصابات على غرار الحرب في الصومال، ستكون ملكفة جدًا لكينيا التي تعتمد في اقتصادها بشدة على السياحة.
ويرى المراقبون أن استهداف كينيا للمدنيين في الولايات الإسلامية تحت حكم الشريعة الذي تطبقه حركة الشباب المجاهدين يؤزم الوضع وينذر بإطالة الصراع بين كينيا وحركة الشباب المجاهدين، حيث تستفيد الحركة من ارتفاع معدلات التجنيد في صفوفها من الصوماليين الساخطين من القصوفات الكينية، وتحظى رسالتها بمزيد شرعية وقبول في وسط القبائل الصومالية. وبالتالي فإن القصوفات الكينية على الأهداف المدنية تقوي صفوف التجنيد والدعم المحلي لحركة الشباب المجاهدين وتعود بمزيد ضرر على كينيا.
وهكذا ينتهي الانتقام اللحظي الكيني إلى حرب طويلة الأمد تجعل من كينيا ومصالحها هدفا لحركة الشباب إلى أجل غير مسمى.
ولا تزال القصوفات الكينية مستمرة في ظل صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية التي اكتفت بالمشاهدة دون تعليق، على الرغم من كون الأهداف الكينية مدنية بحتة والخسائر في المدنيين الصوماليين ثابتة وموثّقة. ما يجعل من هذه الأطراف راضية عن جرائم كينيا بحق المدنيين الصوماليين بل ومشاركة لها في عدوانها على الشعب الصومالي.

صور القصف في مدينة بؤالي

 

 

صور القصف في مدينة عيل عدي