بعد استجداء أتميس لإيقاف سحب قواتها .. الرئيس الصومالي يزور جيبوتي لاستجداء دعمها في الحرب ضد حركة الشباب
وصل رئيس الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، حسن شيخ محمود إلى جيبوتي في زيارة غير معلنة لمناشدة دعم الجيبوتيين بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قواته على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين.
وخلال زيارته عقد حسن شيخ محمود اجتماعا مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي لمناقشة التعاون في الحرب على حركة الشباب وسبل القضاء عليها.
وطلب حسن شيخ من نظيره الجيبوتي تقديم دعم حيوي للحرب على حركة الشباب حيث كانت جيبوتي جزءًا من الدول المساهمة بقوات في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أتميس” التي بدأت الانسحاب من البلاد، وكانت قد تعهدت بالمشاركة في المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تستعد لها الحكومة.
ومع أن الدول المجاورة (جيبوتي وكينيا وإثيوبيا) كان من المتوقع أن ترسل قوات لدعم الحكومة الصومالية، لكن لم تف أي دولة بوعودها دون توضيح الأسباب .
حاجة ماسة لدعم دولي للقوات الحكومية
وأكد مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الصومالية أن هناك حاجة ماسة لأن يركز المجتمع الدولي على تجهيز القوات الحكومية وتمويلها مع انسحاب قوات أتميس من البلاد.
وقال عبد الرحمن محمد توريري، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الحكومية “نيسا”، أنه يعتقد أنه بدون تجهيز القوات الحكومية، فإن خروج قوات أتميس سيترك فراغا ضخما في المشهد الأمني في البلاد.
وقد انسحبت دفعة أولى من قوات أتميس من 2000 جندي من الصومال، ويتم حاليا سحب دفعة ثانية من 3000 جندي، مع نهاية شهر سبتمبر الجاري. وخلال هذا الأسبوع سلمت القوات البوروندية قاعدتها العسكرية في بلدة “بيو عدي”، في شبيلي الوسطى، للقوات الحكومية، وهي أول قاعدة من 10 قواعد تشغيلية أخرى التي من المقرر تسليمها للقوات الحكومية قبل نهاية الشهر.
ومن المقرر أن ينخفض عدد قوات أتميس مع نهاية ديسمبر 2023، إلى أن يصبح 12 ألف جندي، لينسحبوا بشكل كامل في ديسمبر 2024.
وقال توريري، إن الموارد مثل المعدات العسكرية والتمويل، الذي كان مخصصا لقوات أتميس، يجب أن يحول للجيش الصومالي لتقوية عملياته العسكرية ضد حركة الشباب المجاهدين.
وقال لإذاعة صوت أمريكا:”إن لم يمكنهم تحويله كله، فعلى الأقل أن يحولوا جزءًا منه”.
المطالبة بتأجيل سحب قوات أتميس
وطالبت الحكومة الصومالية الأمم المتحدة تأجيل سحب 3 آلاف جندي من قوات أتميس بعد الهزائم الكبيرة التي تعرضت لها قواتها على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين وسط البلاد.
وطلب مستشار الأمن القومي في الصومال حسين شيخ علي في رسالة إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول الجاري تأجيل الانسحاب المقرر بحلول 30 سبتمبر/أيلول الجاري لمدة 3 أشهر لإفساح المجال أمام القوات الصومالية لإعادة تنظيم صفوفها، وقال إن “قواتنا تحتاج إلى فترة راحة للتعافي”.
وأضاف أن الهجوم الذي شنته حركة الشباب في منطقة “عوسويني” في 26 أغسطس/آب الماضي في ولاية جلجدود (وسط البلاد) أدى إلى انسحاب القوات الحكومية من عدة بلدات كانت قد سيطرت عليها مؤخرا.
وكتب مستشار الأمن القومي الصومالي إن “هذا التحول غير المتوقع في الأحداث أدى إلى إجهاد قواتنا العسكرية وكشف نقاط الضعف في خطوطنا الأمامية واستلزم إعادة تنظيم شاملة لضمان الحفاظ على الزخم في مواجهة تهديد حركة الشباب”.
وكبّدت حركة الشباب المجاهدين القوات الحكومية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وحصلت على غنائم بكميات ضخمة بما فيها الذخائر والأسلحة والمعدات والآليات العسكرية. وفرت القوات الحكومية من عدة مناطق دون قتال من الذعر لما أصاب زملاءهم في “عوسويني”.
وتقاتل حركة الشباب المجاهدين لإسقاط الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وطرد قوات التحالف الدولي وقطع حبال الهيمنة الغربية وإقامة نظام الشريعة الإسلامية الشامل المستقل في البلاد.