مع انسحاب قوات “أتميس” من الصومال تقرير يوصي بالتركيز على حماية العاصمة مقديشو بقوات دولية لضمان أمن الجالية الدبلوماسية

نشرت صحيفة “إيست أفريكان” مقالا للكاتب بول ويليامز، الأستاذ في الشؤون الخارجية، في جامعة جورج واشنطن، يسلط الضوء فيه على واقع انسحاب قوات بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال “أتميس” من البلاد والتحديات التي تحاصر الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وقال الكاتب، لقد بدأ انسحاب قوات أتميس من الصومال باكرًا هذا العام لينتهي في شهر ديسمبر من عام 2024.
ويشكل سحب قوات أتميس من الصومال تهديدات في الصومال، فمن جهة، سيؤدي إلى خفض الضغط على حركة الشباب المجاهدين في وقت حرج، خلال الهجوم الحالي للحكومة الصومالية على الحركة. وهذا يهدد بإجهاض الهجوم.
ويقدم انسحاب قوات أتميس، الفرصة في الميدان والإعلام لحركة الشباب المجاهدين، فضلا عن أنه يضعف دعم القوات الصومالية التي تحاول أن تشن هجومها على الحركة، كما أن هناك أيضا خطر أن تقع القواعد التي تسلّمها قوات أتميس للقوت الحكومية فريسة سهلة لهجمات حركة الشباب المجاهدين.

 

انسحاب قوات أتميس

 

وبحسب الكاتب، وصلت بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال إلى العاصمة مقديشو في مارس 2007، وارتفع عدد قواتها إلى أن وصل 22 ألف في عام 2014، (بحسب ما هو معلن) ومنذ ديسمبر 2017، بدأت القوات بخفض أعدادها، وفي 2022، غيّرت البعثة اسمها إلى بعثة انتقالية، في إشارة إلى أن قوات الاتحاد الإفريقي قد دخلت المرحلة الأخيرة لنشر قواتها العسكرية في الصومال.
وقال الكاتب أن المرحلة المقبلة من الانسحاب، ستشمل 3000 جندي من 17.500 لا يزالون في البلاد. ومن المقرر أن تتم هذه المرحلة مع نهاية شهر سبتمبر الجاري.

 

التحديات أمام الحكومة الصومالية

 

ويرى الكاتب أن تحقيق انسحاب سلس يوجب على الحكومة الصومالية إصلاح وتقوية أمنها الداخلي. واستمرار الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في سد الصعوبات اللوجستية لخروج القوات.
ويرى الكاتب أن التحدي السياسي الرئيسي للحكومة الصومالية هو أن تتمكن من إتمام بناء هندسة أمنها الوطني، وهي مهمة عالقة منذ 2017، وتمت مراجعتها مؤخرًا. وقال الكاتب:”إنه أمر مصيري أن يكون نوع وعدد القوات وأيضا قيادتها ومراقبتها، وارتباطاتها المالية، واضحة لكل من الحكومة الصومالية والإدارات الإقليمية”.
كما يرى الكاتب أنه من المستحيل شن حملات هجومية ناجحة قبل أن تتفق الحكومة الفدرالية الصومالية مع الإدارات الإقليمية في البلاد.
ثانيا – أضاف الكاتب- إن الحكومة الصومالية وإداراتها الإقليمية بحاجة إلى تجنيد عدد أكبر من الموظفين في الأمن، بشكل رئيسي تجنيد الجنود في الجيش الوطني، وأيضا الضباط في الشرطة الفدرالية والمحلية.
وقال إن الأهداف المذكورة تتحدث عن 23 ألف جندي و32 ألف ضابط شرطة، وهذا أمر اتفقت معه قرارت مجلس الأمن للأمم المتحدة في 2022 و2023.
لكن تحقيق الانتصار في حرب، يتطلب أكثر من جنود حديثي عهد بالميدان وبدون خبرة. والجيش الصومالي لا يزال يعاني نقص الدعم بالمعدات، والمراقبة الميدانية، والبنية التحتية وحاجات المؤسسات الحكومية.

 

تصريح “متفائل للغاية”

 

وفي الختام نبه الكاتب إلى أن إعلان الرئيس الصومالي حسن شيخ عن عزمه هزيمة حركة الشباب المجاهدين خلال 5 أشهر، هو إعلان متفائل للغاية. كما أنه يضعف الانتاجية، لأنه يحدد حملة الهجوم الحالية كـ”ربيع”، بينما هي في الواقع حالة “ماراثون”.
وبعد سحب 2000 من قوات أتميس، والاستعداد لسحب 3000 في سبتمبر الجاري، فإنه من المتوقع أن يتم سحب الجنود من جميع قطاعات الدول المساهمة في البعثة (بوروندي، جيبوتي، إثيوبيا، كينيا وأوغندا).

 

حماية الجالية الدبلوماسية في مقديشو أولوية

 

وقال الكاتب أن خروج أتميس لا يعني خروج القوات الدولية من الصومال، فبرامج الدعم الأمني والعمليات من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا لا يبدو أنها ستنقطع فجأة بعد خروج قوات أتميس، وإن لم يتحقق شيئ، فعلى الأقل على الحضور الأمني الدولي أن يستمر في حدود العاصمة مقديشو لضمان أمن الجالية الدبلوماسية.
وأشار الكاتب إلى محاولة الحكومة الصومالية إبرام اتفاقيات ثنائية مع دول الجوار للحصول على قوات بعد انسحاب قوات أتميس، لتعويضها، ولكن لم يثبت شيء بعد على الأرض.
ويتوقع الكاتب أن تطلب الحكومة الصومالية من أوغندا قوات لحفظ العاصمة مقديشو، ولا يعتقد أن هناك قوات دولية يمكنها فعل ذلك غير القوات الأوغندية لخبرتها في قتال حركة الشباب في الصومال.
كما أشار إلى أنه من الواضح أن انسحاب القوات البوروندية سيكون نهائيا بعد انسحاب قوات أتميس من الصومال، ولكنه لا يرى في ذلك تغييرًا استراتيجيًا كبيرًا في دينامية هذه الحرب الطويلة.