حركة الشباب تستعيد السيطرة على مدن وبلدات استراتيجية وسط الصومال أغلبها بدون قتال بعد انتصارها الكبير في “عوسويني”
استعاد مقاتلو حركة الشباب المجاهدين السيطرة الكاملة على عدة مدن وبلدات استراتيجية وسط الصومال بعد فشل الحملة العسكرية الثانية التي تقودها القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية برعاية التحالف الدولي لإسقاط نظام الشريعة في البلاد.
واستعاد مقاتلو الحركة اليوم الثلاثاء السيطرة الكاملة على مدينة عيل بور ومدينة عيل دير الساحلية وبلدة مسجواي بولاية جلجدود وسط البلاد، على إثر فرار القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية منها هلعا، وذلك بعد أن وصلهم خبر هجوم مقاتلي الحركة الكاسح على قواعد زملائهم في بلدة عوسويني المجاورة، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل أكثر من 178 جنديا وأسر عدد آخر وفرار المئات من القوات الخاصة والميليشيات، حيث تشير التقارير إلى أن عدد القوات التي كانت تتمركز في هذه القواعد في عوسويني يصل لـ 2000 جندي، فر جميع من نجا منهم من الموت وأسر منهم من أسر.
وسيطر مقاتلو الحركة يوم السبت بشكل كامل على بلدة عوسويني وغنموا جميع ما احتوته القواعد العسكرية الحكومية من أسلحة وذخائر ومعدات وآليات عسكرية مختلفة.
استعادة السيطرة على المدن والبلدات بدون قتال بعد الهجوم الكاسح
وجاءت سيطرة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين على مدينة عيل بور ومدينة عيل دير وبلدة مسجواي بعد ساعات فقط من استعادتهم السيطرة على بلدات بدبد ووبحو ومدينة جلعد الاستراتيجية في الولاية نفسها وسط البلاد بدون قتال حيث فرت القوات الحكومية خشية أن تلقى مصير القوات الحكومية في بلدة عوسويني.
واستعاد مقاتلو حركة الشباب المجاهدين السيطرة على بلدة وبحو بولاية جلجدود يوم أمس الاثنين، بعد فرار الميليشيات الحكومية منها خوفا من هجمات مقاتلي الحركة، وذلك بعد 48 ساعة من الهجوم الكاسح على القوات الخاصة الصومالية في بلدة عوسويني الذي شكل ضربة قاصمة للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، أفسد عليها جميع حساباتها في وسط الصومال.
كما استعاد مقاتلو الحركة السيطرة على مدينة جلعد بولاية جلجدود، بعد فرار القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية منها خوفا من هجمات مقاتلي الحركة، وذلك بعد أقل من 72 ساعة من الهجوم الكاسح على القوات الخاصة الصومالية في بلدة عوسويني الذي قال عنه مراقبون بأنه هجوم يؤكد مرة أخرى على أن الحركة لا تزال الأقوى.
واستعاد مقاتلو الحركة السيطرة على بلدة بدبد بولاية جلجدود، بعد فرار الميليشيات الحكومية منها خوفا من هجمات مقاتلي الحركة، وذلك بعد ساعات من الهجوم الكاسح على القوات الخاصة الصومالية في بلدة عوسويني.
وعادت جميع هذه المدن والبلدات إلى حكم الشريعة الإسلامية وارتفعت في سمائها من جديد رايات التوحيد. وحال سكانها يردد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “نصرت بالرعب”.
رغم التعتيم الإعلامي انتصارات الشباب مؤلمة للحكومة
وبحسب تقرير لإذاعة صوت أمريكا نشرته قبل إعلان الحركة السيطرة على مدينة عيل بور، انسحبت قوات الحكومة الصومالية يوم الاثنين من مدن وبلدات استولت عليها في الأشهر الأخيرة بعد هجوم مقاتلي الحركة الدامي على بلدة عوسويني بولاية جلجدود، التي دخلتها القوات الخاصة الصومالية حديثا ورجعت إلى سيطرة مقاتلي الحركة بعد الهجوم.
وبحسب الإذاعة الأمريكية، قال مسؤولان حكوميان رفضا الكشف عن هويتهما -لأنهما لا يملكان صلاحية التعليق على العمليات العسكرية الحساسة- أن القوات الحكومية انسحبت من مدينتي عيل دير وجلعد وبلدتي مسجواي وبدبد وسط الصومال.
من جانبه وبدون ذكر أسماء المدن والبلدات، قال قائد القوات الصومالية، إسماعيل عبد المالك، أن القوات الحكومية انسحبت من المناطق التي سيطرت عليها في حملتها العسكرية الأخيرة.
وقالت إذاعة صوت أمريكا إن انسحاب القوات الحكومية جاء بعد ما يبدو أنها الهجمات الأشد فتكا لمقاتلي الحركة على القوات الخاصة الصومالية يوم السبت في بلدة عوسويني التي رجعت لسيطرة مقاتلي الحركة من جديد.
وبحسب الإذاعة الأمريكية، مُنع المسؤولون الحكوميون من تقديم أية تفاصيل عن الهجوم الكاسح لحركة الشباب على القوات الصومالية، إلا أن عدة مصادر أمنية – رفضت الكشف عن هويتها- قالت أن القوات الحكومية التي سيطرت على منطقة عوسويني عانت من خسائر كبيرة ووصف أحد المسؤوليين المحليين هجوم حركة الشباب على عوسويني بأنه “مؤلم للغاية”.
ونشرت مصادر حركة الشباب الإعلامية فورا بعد الهجوم الصور التي توثق انتصار مقاتليها في عوسويني ما يشير إلى كفاءة التغطية الإعلامية للحركة التي توثق هجماتها من أرض المعركة، بالصوت والصورة واللقطات الحية، وتثبت مصداقية تصريحاتها وأخبارها.
وأشارت إذاعة صوت أمريكا للإحراج الذي سببه إعلام حركة الشباب، حيث ادعى إعلام الحكومة الصومالية أن قواتها دمرت سيارة الاستشهادي وتصدت للهجوم في عوسويني، لكن إصدار الكتائب الإخبارية – إحدى الأذرع الإعلامية للحركة – وثق يوم الاثنين مقتل القوات الحكومية في عوسويني وسيطرة مقاتلي الحركة عليها.
وأشارت إذاعة صوت أمريكا إلى تصريح من أحد قادة حركة الشباب وسط الصومال أكد فيه على أن الهجوم على القوات الخاصة الصومالية في عوسويني كان انتصارا تاريخيا. وأكد أيضا على أن قادة الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب قد أساءوا تقدير قوة حركة الشباب، في إشارة إلى الغرور الذي يقود حملة الحكومة على الولايات الإسلامية.
وأكد القائد -بحسب ما نقلت إذاعة صوت أمريكا- أن مقاتلي الحركة قد استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة في هجومهم على قواعد عوسويني ما يكفيهم للقتال لسنوات مقبلة.
الانتصار الكبير في عوسويني يحبط خطة الحكومة الهجومية
وبدأ هجوم مقاتلي حركة الشباب المجاهدين على قواعد القوات الحكومية في عوسويني بعملية استشهادية أعقبها اقتحام مقاتلي الحركة الذين أحكموا سيطرتهم على المنطقة بعد إلحاق خسائر كبيرة بالقوات والاستيلاء على كل ما كانت تحتويه القواعد العسكرية.
وتقع عوسويني على بعد 60 كم شمال غرب مدينة عيل دير الساحلية، وكانت هدفا استراتيجيا للقوات الحكومية للسيطرة على وسط الصومال، لكنها خطوة باءت بالفشل حيث استعاد مقاتلو الحركة السيطرة على عوسويني وعيل دير وعدة مدن وبلدات أخرى في وسط الصومال بما فيها مدينة عيل بور التي لم تلبث في يد القوات الصومالية إلا أياما معدودة منذ 25 أغسطس، وعادت إلى حكم الشريعة اليوم 29 أغسطس، بعد فرار القوات الحكومية منها خشية أن يكون مصيرها كمصير القوات الحكومية في عوسويني.
وبهذا تسبب انتصار مقاتلي الحركة في عوسويني في إحباط خطة الحكومة الصومالية في السيطرة على وسط الصومال والتي كلفتها الكثير من الخسائر المادية والبشرية بعد سيطرة هشة على المناطق التي انسحب منها مقاتلو الحركة تكتيكيا.
وحذر مراقبون منذ بداية حملة الحكومة، من عجز الميليشيات والقوات الحكومية عن إبقاء سيطرتها على المناطق التي انسحب منها مقاتلو الحركة بإرادتهم، ونبهوا إلى أن السيطرة لا تعني تحقيق إنجاز ما دامت الحكومة عاجزة عن إحكام سيطرتها على هذه المناطق بشكل مستمر.
كما حذروا من كون استراتيجة حركة الشباب ستكلّف الحكومة خسائر كبيرة في أرواح القوات وتستولي بفضلها على كميات من الغنائم تسمح لها بمواصلة هجماتها المستقبلية. وهو تكتيك حرب العصابات الذي يتقنه مقاتلو حركة الشباب بشكل محترف.
لكن الحكومة استمرت في تصريحاتها الساذجة التي يغلب عليها الغرور فكانت النتيجة دامية.
استعادة حركة الشباب السيطرة على مدينة عيل بور
وكانت مدينة عيل بور من أهم المدن التي تستهدفها حملة الحكومة الصومالية في وسط الصومال، ولم تتمكن القوات الحكومية من السيطرة عليها أكثر من 4 أيام.
وعادت مدينة عيل بور لسيطرة حركة الشباب بعد تصريح من أحد القادة التابعين للحكومة الصومالية والمشاركين في الحملة على المدينة قال فيه مطمئنا -بعد هزيمة قواتهم في عوسويني-:”عيل بور لا تزال هادئة، الجيش يقوم بتأمينها، إن قواتنا على استعداد للدفاع عن أنفسهم فيها”، وأكد المسؤول الحكومي أن قواتهم في عيل بور قادرة على التغلب على أي قوات تهاجمهم وأنكر التقارير التي كانت تحذر من أن قوات الحكومة في عيل بور أضحت محاصرة، بحسب ما نقلت إذاعة صوت أمريكا.
ثم لم تمض ساعات بعد تصريحاته “المطمئنة” حتى تأكد خبر فرار قوات حكومته من عيل بور هلعا، لترجع لسيطرة حركة الشباب دون أدنى قتال.
كما فشلت خطة الحكومة في الاستيلاء على مدينة جلهريري في ولاية جلجدود، حيث كانت قواتها في عوسويني تخطط للاستيلاء عليها، لكن هجوم مقاتلي الحركة الكاسح في عوسويني نفسها، أحبط مخططاتها.
وبهذا الهجوم الكبير لمقاتلي الحركة تمكنوا من استعادت السيطرة على أهم المدن والبلدات التي كانت في يد القوات الحكومية لفترة قصيرة وبدون أدنى قتال ما يعكس درجة الضعف التي تعاني منها القوات الصومالية التي تلقت لأشهر وسنوات، تدريبات مكثفة على يد قوات التحالف الدولي وتم تسليحها وإعدادها بشكل كامل، للسيطرة على المناطق التي خرجت منها اليوم خوفا وهلعا وبدون قتال.
غرور الحكومة سبب هزيمتها
وتأتي عودة المدن والبلدات لسيطرة حركة الشباب المجاهدين بهذه السرعة، بعد تصريحات قريبة من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قال فيها، أنه سيقضي على الحركة خلال 5 أشهر فقط، وأكد فيها أيضا على أنه لن يكون من المقبول البتة وسيكون مهينا لدماء الجنود الذين ساهموا في السيطرة على مدن وبلدات كانت تحت يد حركة الشباب، أن تعود ليد الحركة من جديد. في إشارة إلى عزم الحكومة إحكام سيطراتها على مناطق الحركة التي تستولي عليها.
وانسحب مقاتلو حركة الشباب بدون قتال من المدن والبلدات مع تقدم القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية المدعومة بتوجيهات القوات الأمريكية، في تكتيك حرب العصابات الذي تنتهجه الحركة في قتال الحكومة والتحالف الدولي الداعم لها، وذلك لأجل شن هجمات مباغتة والفتك بالقوات الحكومية والاستيلاء على الغنائم الكثيرة والتي لم تكن الحكومة تتوقع أن تستولي عليها الحركة بهذه الكميات مع تقدم قواتها المتهور في مناطق الحركة.
مدينة عيل بور والموقف التاريخي المتكرر
ومما يجدر تسجيله بإعجاب في خضم هذه الأحداث والتطورات السريعة في وسط الصومال، موقف سكان مدينة عيل بور، التي استولت عليها الحكومة الصومالية لأيام معدودة قبل أن ترجع لسيطرة حركة الشباب دون قتال.
حيث انسحب سكان المدينة برمتهم من مساكنهم ومتاجرهم ومصالحهم فيها حين سمعوا بقدوم القوات الحكومية للسيطرة عليها، وذلك في إعلان صريح لرفضهم سلطة الحكومة المدعومة من الغرب ورفضهم العيش تحت حكم غير حكم الشريعة الإسلامية.
ويقطن في مدينة عيل بور قبائل صومالية شديدة التمسك بالشريعة الإسلامية، وقد رفضت جميع الإغراءات والوعود الحكومية مقابل البقاء وقبول سلطة الحكومة الصومالية التي تنادي بالديمقراطية.
وليست المرة الأولى التي تسجل فيها مدينة عيل بور هذا الموقف التاريخي نصرة للشريعة الإسلامية، فقد سبق أن انسحب سكانها جميعا مع تقدم الغزو الإثيوبي للمدينة قبل سنوات، ودخلت القوات الإثيوبية لتجد المدينة الكبيرة فارغة من سكانها ومؤسساتها تماما. ولم تلبث أن خرجت منها منكسرة، ليعود السكان لمدينتهم بفرحة تحت حكم الشريعة وتعود الحياة إليها.
ويمكن القول أن مدينة عيل بور هي أول مدينة في العالم يأبى سكانها إلا حكم الشريعة الإسلامية.
وهو موقف نادر أن يخرج سكان مدينة جميعا، ويتركون خلفهم ممتلكاتهم ومساكنهم ومصالحهم، لإعلان معارضتهم العيش تحت حكم ديمقراطي أو أي حكم غير حكم الشريعة الإسلامية.
وهو موقف سجل في تاريخ مدينة عيل بور بشرف كبير عدة مرات، وسبب إحراجا كبيرا للحكومة المدعومة من الغرب، حيث لم يتوقف الأمر على قتال حركة الشباب المجاهدين بل إن الشعب الصومالي نفسه يرفض حكما غير حكم الشريعة.
وهذا يعني أن وعود الحكومة لن تجد قبولا بين القبائل الصومالية التي لا تقبل العيش إلا تحت ظل الشريعة الإسلامية – سواء بوجود حركة الشباب أو بدون وجودها- خاصة بعدما عاينته القبائل الصومالية من بركات العيش تحت حكم الشريعة الذي تطبقه حركة الشباب المجاهدين، وما تمتع به الصوماليون من استقرار وعدل وأمان لم يجده السكان الذين يعيشون تحت سيطرة الحكومة الصومالية والذين لا يزالون يشتكون الظلم والفساد والنهب الذي تمارسه الحكومة الأفسد على مستوى العالم، وهي الحكومة التي تسعى قوى الغرب مجتمعة على تثبيت حكمها في الصومال خشية أن تستقر البلاد المسلمة تحت حكم إسلامي واعد، تزدهر به وتستقل به عن الهيمنة الغربية.
وبهذه الانتصارات والسيطرات لحركة الشباب المجاهدين ترسل رسالة للمجتمع الدولي برمته، على أنها تتحلى بصبر طويل وقوة كبيرة وإعداد مستمر لمواصلة الصراع حتى إسقاط الحكومة العميلة وطرد قوات التحالف الدولي وقطع حبال الهيمنة الغربية وإقامة نظام الشريعة الإسلامية الشامل والمستقل في البلاد.
وأظهرت مرونة حركة الشباب في الانسحابات التكتيكية واستعادة السيطرة السريعة، أن الكلمة الأخيرة هي للأكثر قدرة على السيطرة وتثبيت حكمه، وأثبتت فشل الحكومة وعجزها عن السيطرة والحكم. وهو ما أكدته عدة تقارير غربية من أن حركة الشباب تتمتلك قدرات الحكم أفضل بكثير من الحكومة الهشة التي لم تكن لتستمر في العاصمة مقديشو لولا الدعم الدولي الكبير والمتواصل لها.
وخلاصة الصراع في الصومال أنه صراع بين الشعب الصومالي المسلم بقيادة أبنائه من حركة الشباب المجاهدين والنظام الدولي الغربي بواجهة الحكومة الصومالية العميلة، كما كان الحال في أفغانستان، وهو في الأخير صراع بين نظام غربي ونظام إسلامي، ستكون الكلمة الأخيرة فيه للأكثر ثباتا على عقيدة قتالية راسخة والأفضل جمعا وإعدادا والأكثر صبرا وإصرارا على تحقيق أهدافه مهما طال الزمن.