بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال تسحب المزيد من القوات مع استمرار هزائم الحكومة الصومالية أمام حركة الشباب المجاهدين
تستعد بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس) لسحب المزيد من قواتها في الصومال، بعد شهرين من سحب أول دفعة من قواتها، تنفيذا لقرار الاتحاد الإفريقي بسحب القوات من الصومال وتسليم القواعد والمهام الأمنية للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وتستهدف المرحلة الثانية من الانسحاب، سحب 3000 جندي تم اختيارهم بحذر من القطاعات المختلفة التابعة لأتميس. بعد سحب 2000 جندي من قوات الدول المشاركة في البعثة الذي تم في شهر يونيو 2023 السابق. بحسب بعثة الاتحاد الإفريقي.
وتستلم الحكومة الصومالية قواعد أتميس العسكرية، حيث تصر الحكومة المدعومة من الغرب على تأكيد استعدادها لاستلام مسؤولية الأمن والعمليات العسكرية في الصومال وأنها قد دربت ما يكفي من القوات لاستلام هذه المهمة من قوات التحالف الدولي.
وتدرب عدد من الميليشيات الحكومية في إريتريا وأوغندا وبعضها في إثيوبيا بحسب ما أعلنت الحكومة.
يذكر أن قوات خاصة صومالية تدربت على يد القوات الأمريكية وأخرى على يد القوات التركية أيضا.
وأكد محمد الأمين سويف، الممثل الخاص لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال ورئيس أتميس، أن خطة سحب القوات مستمرة كما هو مخطط لها، مشيرا إلى أن الحكومة قد وصلت إلى مستوى يمكنها تحمل مسؤولية أمنها بنفسها.
وقال سويف في بيان في مقديشو العاصمة:”في الوقت الذي نواصل فيه عملياتنا القتالية تستمر استراتيجيتنا في سحب القوات لحماية إنجازاتنا”. وشكر الأمم المتحدة لدورها في إنجاح المرحلة الأولى من عملية سحب القوات من الصومال.
وقال رئيس “يونيصوص” عيسى كيرابو كاسيرا أن هناك حاجة لتجهيز الجيش الصومالي بشكل مناسب، حتى يتمكن من التعامل مع تهديد حركة الشباب بعد انسحاب قوات أتميس، التي بقيت في البلاد منذ 16 سنة.
وقال:”دور الأمم المتحدة يتمثل في ضمان تجهيز القوات الصومالية في أعلى المستويات للممارسة عملها”.
ومع استمرار عملية سحب قوات أتميس طالبت الحكومة الصومالية إثيوبيا وجيبوتي وكينيا بإرسال قوات للصومال مستقلة عن مظلة أتميس، لتساعدها في تأمين نفسها بعد انسحاب قوات أتميس الذي جاء بسبب عجز دولي في تمويل القوات.
توالي هزائم الحكومة الصومالية
ويأتي سحب الدفعة الثانية من قوات أتميس في وقت سيطر فيه مقاتلو حركة الشباب على قواعد القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية في بلدة عوسويني وسط الصومال والتي سيطرت عليها الحكومة حديثا ثم ما لبثت أن تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وفرت قواتها منها، حيث قتل في هجوم الحركة الكاسح عليها يوم السبت، أكثر من 178 جنديا وأسر عدد آخر إضافة إلى استيلاء مقاتلي الحركة على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والمعدات والآليات العسكرية كانت في حوزة القوات الحكومية.
وقد أدى هذا الهجوم الكاسح لمقاتلي الحركة إلى بثّ الرعب في قلوب القوات الحكومية في بقية المناطق المجاورة التي استولت عليها الحكومة في حملتها الأخيرة، حيث فرت منها خوفا وهلعا، لتعود إلى يد سيطرة مقاتلي الحركة من جديد وبدون قتال. وأحبطت بذلك خطة الحكومة التي تسعى للسيطرة على مناطق وسط الصومال الواقعة تحت حكم حركة الشباب.
واستعادت حركة الشباب المجاهدين السيطرة من جديد على مدن عيل بور وعيل دير وجلعد وبلدات مسجواي وعوسويني وبدبد ووبحو في ولاية جلجدود وسط البلاد.
وتقاتل حركة الشباب المجاهدين لإسقاط الحكومة المدعومة من الغرب وطرد قوات التحالف الدولي وقطع حبال الهيمنة الغربية وإقامة نظام الشريعة الإسلامية الشامل والمستقل في الصومال.