دراسة أمريكية: العمليات الاستشهادية لحركة الشباب مخططة لاستهداف وتفكيك مؤسسات العدو ولا تستهدف المدنيين:
(شهادة) – في دراسة حديثة نشرها مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، عرض جيسن وارنر وإيلين شابن نتائج بحثهما الذي حمل عنوان ، الإرهاب المستهدف: الاستشهاديين في حركة الشباب المجاهدين.
وقد استهلت دراستهما بمقدمة تعريفية بحركة الشباب المجاهدين، أشار خلالها جيسن وشابن إلى أنه وبالرغم من الإدارك التام لجدية التهديد الذي يمثله الاستشهاديون في حركة الشباب المجاهدين، إلا أن المعلومات حول كيف ومتى تقرر حركة الشباب استعمال تكتيك العمليات الاستشهادية تعد قليلة، وهذا ما دفع الباحثين لجمع المعلومات اللازمة واستخلاص التحاليل والنتائج الهامة لتسليط الضوء على الموضوع.
إحصائيات
وسجلت الدراسة تاريخ 18 سبتمبر 2006، كتاريخ أول عملية استشهادية نفذتها حركة الشباب المجاهدين ، في حين نفذت الحركة خلال الفترة الممتدة بين سبتمبر 2006 وأكتوبر 2017، على الأقل 155 عملية استشهادية قادها 216 استشهادي. بمعدل من 0 إلى 4 عمليات في الشهر الواحد.
طبيعة الأهداف
كما سلطت الدراسة الضوء وبشكل رئيسي وبالاعتماد على المعلومات حول العمليات الاستشهادية لحركة الشباب المجاهدين على أهداف هذه العمليات، مؤكدة على أن الاستشهاديين في الحركة يستهدفون غالبا، أعضاء ورموز الحكومة الصومالية ومسؤولي القطاع الأمني وكذلك المؤسسات والبنايات التابعة للحكومة الصومالية، التي يتوجه إليها تقريبا 36.6 % من الاستشهاديين. كما تستهدف هذه العمليات الاستشهادية أعضاء ورموز المجتمع الدولي بما فيهم الأعضاء والمسؤولين في أميصوم (القوات الإفريقية)، والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، والتي يتوجه إليها حوالي 24.5% من الاستشهاديين. إضافة للمساحات التي تجتمع فيها الأهداف السابقة ، مثل الفنادق والمطاعم والتي يتوجه إليها حوالي 32.4% من الاستشهاديين.
استهداف العدو لا المدنيين
وتؤكد الدراسة على أن المتابعة والتحاليل الخاصة بالمعلومات التي جمعت حول العمليات الاستشهادية تبين بأن جهود العمليات الاستشهادية لحركة الشباب المجاهدين، تُظهر بأنها مخططة بشكل تكتيكي لاستهداف وتفكيك مؤسسات عدو خاص بعينه، وخاصة الأعضاء التابعين له ، وليست فقط لإثارة الصدمة واستهداف المدنيين.
من جهة أخرى تضيف الدراسة بأنه يبدوا واضحا أن العمليات الاستشهادية لحركة الشباب المجاهدين لا تستهدف المدنيين غير المقاتلين بشكل عشوائي.
توجيهات العمل الجهادي
وقد أسندت الدراسة خلاصاتها بإحصاءات وجداول تشخص أهداف العمليات الاستشهادية التي نفذتها حركة الشباب، مشيرة إلى أن الحركة لديها اهتمام واضح في استعمال هذه العمليات في اغتيال الأعضاء من المستوى الرفيع، والتي هي أهداف 13.9% من عملياتها. وتحاول في ذات الوقت أن تتفادى سقوط خسائر في المدنيين غير المقاتلين خلال تنفيذ عملياتها، متبعة توجيهات العمل الجهادي العامة المعلنة من قبل تنظيم القاعدة الذي بايعته الحركة. حسب الدراسة.
وأكدت الدراسة مرة أخرى أن حركة الشباب نشرت الاستشهاديين ، بنية استهداف أعداء مخصصين بعينهم بحسب نتائج الدراسة.
الاستشهاديون
أما فيما يخص الاستشهاديين الذين ينفذون هذه العمليات فقد خلصت النتائج إلى أنهم أشخاص مدربون بشكل جيد، وأصحاب عزيمة، يقومون بتفجير أجهزتهم بأنفسهم، وتصل نسبتهم إلى 59.7% استشهادي عن طريق سيارات مفخخة، و28.7 % عبر أحزمة ناسفة ، وتنفذ هذه العمليات غالبا في أيام العمل خلال الأسبوع، مع أنه نادرا ما يتم القبض على استشهادي من الحركة.
اقتراحات الدراسة
وتحاول الدراسة في خاتمتها تقديم حلول للحد من خطر العمليات الاستشهادية كتفكيك برنامج التدريب للاستشهاديين، وتوظيف حملات استخباراتية مضادة، وتحصين الأهداف، وتبادل المعلومات بين الشركاء الدوليين، والاستمرار في برنامج مكافحة الارهاب.
ويجدر الإشارة إلى أن تكتيك العمليات الاستشهادية يعد من أهم الوسائل الهجومية التي تستعين بها الحركات الجهادية في قتالها، وتعد عقبة كؤود أمام القوات الغربية والمنظمات الدولية التي شنت حربا على هذه الحركات، عقبة لم تجد لها بعد حلا وتسقط بسببها أكبر نسبة من الخسائر البشرية في الصومال كما في أفغانستان والعراق وغير مكان.