قوات الدفاع الكينية تبني 14 قاعدة على الحدود الكينية الصومالية قبل الانسحاب

شيدت كينيا 14 قاعدة عمليات أمامية مجهزة تجهيزا كاملا على طول الحدود الكينية الصومالية كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن في المنطقة بحسب صحيفة ستار الكينية.
ويأتي ذلك قبل الانسحاب المخطط للقوات الكينية من الصومال، حسبما قال أمين مجلس الوزراء آدن دوالي. وقال:”نحن ملتزمون تماما بأنه عندما يأتي الانسحاب من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس)، فإننا نشعر بالأمان كدولة من خلال ضمان عدم قدوم حركة الشباب إلى كينيا عندما تشعر بحرارة قوات الأمن الصومالية”.”جيشنا له وجود واضح على طول الخط الحدودي لضمان أمن الكينيين”. على حد تعبيره.
وتوجد القوات الكينية في الصومال في حملة غزو بدأ بالقوات الكينية مستقلة ثم انضمت الأخيرة تحت مظلة بعثة الاتحاد الإفريقي في البلاد ومنها استمرت تحت مظمة البعثة الانتقالية الجارية (أتميس).
ومنذ بدأ الغزو الكيني لم تزدد حركة الشباب المجاهدين إلا قوة وتمددا وبعد أن كانت محددة في الصومال أضحت نشطة في الداخل الكيني وتنفذ هجمات نوعية في العاصمة نيروبي وتستهدف القوات الأمريكية في قواعدها في كينيا. وهو عكس ما خططت له كينيا من غزوها حيث وعدت بإضعاف الحركة.
وقال الرئيس وليام روتو في مقابلة سابقة إن الانسحاب سيبدأ في عام 2024 للسماح للصومال بالاستقرار.
وأدلى دوالي بهذه التصريحات عندما مثل أمام لجنة الدفاع والاستخبارات والعلاقات الخارجية بالوزارة للدفاع عن ميزانية الوزارة للسنة المالية 2023/24.
وقال إن قوات الدفاع الكينية واصلت الاضطلاع بولايتها الأساسية في حدود ميزانيتها وفي الوقت نفسه تعاونت مع الوكالات الأخرى كلما طلب منها ذلك.
وقال إن الوزارة لديها تقليد في كونها فعالة من حيث التكلفة والقيام بمشاريع في أقصر وقت ممكن، قائلا إن الوزارة لا تزال ملتزمة بتنفيذ مشاريع حكومية لدعم السلطات المدنية.
والتمس دوالي دعم البرلمان لتوفير مخصصات كافية في الميزانية لوزارة الدفاع لتيسير جهودها الجارية في مجالي التوسع والتحديث لتعزيز وضع قوات الدفاع الكينية.
كما ناشد المشرعين توفير التمويل اللازم لتمكين التوظيف قبل نهاية عام 2023، وهي عملية لم تتم خلال العامين الماضيين بسبب قيود الميزانية.
وقال:”لقد بنينا مجمع أولينزي في 18 شهرا قياسيا. سيتم تسليم حدائق أوهورو، التي أشرفنا على بنائها بحلول ديسمبر من هذا العام “. “نحن نشرف على بناء ملعب إمبو، الذي سيستضيف احتفالات يوم ماداراكا لهذا العام. سنكون مستعدين للإشراف على أي مشروع سنقوم به بدقة عسكرية في أقصر وقت ممكن ودون إهدار للموارد”.
وأخبر دوالي اللجنة أن قيادة وزارة الدفاع تقوم بتحليل لمعرفة ما إذا كان من الممكن جعل الوكالات الحكومية شبه المستقلة (SAGAS) مقرها في الوزارة شبه حكومية مستقلة.
وقال:”لدى الوزارة ثلاث ملاحم ويرأسها رئيس قوات الدفاع الحالي (CDF) وقادة الخدمة. في الأيام الـ 60 المقبلة، سيكون لدينا آلية لمعرفة ما إذا كانوا سيكونون مستقلين بميزانيتهم الخاصة لضمان عدم مواجهة أي من جنرالاتنا للتقاضي”.
وتحملت المنطقة الحدودية وطأة الهجمات المتكررة من مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الذين يساعدهم السكان المحليون.
ولم يكن للصومال حكومة مستقرة بعد سقوط سياد بري في عام 1991.
وتقع المنطقة بالقرب من الحدود الصومالية وعادة ما يعبر مقاتلو الحركة الحدود ويشنون هجمات قبل أن يرجعوا إلى قواعدهم.
ويشن مقاتلو حركة الشباب هجمات على أماكن في المنطقة، لا سيما في مقاطعتي مانديرا وغاريسا بعد اختراقهم للمناطق الأمنية، ما خلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف الكينيين. كما يقوم مقاتلو الحركة بزرع المتفجرات على الطرق التي تستخدمها الأجهزة الأمنية.
ويأتي إنشاء قواعد جديدة على الحدود الكينية ليشير إلى إدراك القيادة الكينية أن خروج القوات الإفريقية من الصومال سيعزز من فرص سيطرة حركة الشباب المجاهدين في دحر الميليشبات الحكومية الهشة، ولكن الخطر الذي لم يذكره القادة الكينيون هو حقيقة أن حركة الشباب المجاهدين قد أسست لنفسها فرعا كينيا ذاتي النشاط داخل الأراضي الكينية وفي مواقع استراتيجية، فتشديد الحراسة على الحدود جاء متأخرا بعد أن استقوى الفرع الكيني لحركة الشباب في داخل البلاد، ما ينذر بتمرد طويل الأمد سيستمر في الضغط على كينيا حتى تحرير الأراضي الصومالية التي احتلتها في الماضي.
وهو ما يحظى بترحيب السكان من أصل صومالي الذين يعانون التهميش والاضطهاد تحت الحكم الكيني ما يوفر حاضنة شعبية قوية لمقاتلي حركة الشباب ويؤمن مزيدا من التجنيد للحركة الجهادية في شرق إفريقيا.
وهكذا ستخرج القوات الكينية وهي لم تحقق بعد أهدافها المعلنة من الغزو الكيني للصومال بالقضاء على حركة الشباب المجاهدين.
وهي تتجهز لمرحلة جديدة من محاولة تشديد الحراسة على حدودها مع الصومال بعد عودة قواتها إلى وطنهم وهو ما أكده قادة حركة الشباب المجاهدين مرارا وتكرارا للحكومة الكينية، بأن مصير القوات الكينية الخروج الفاشل بدون تحقيق أهدافها.