مصر والسودان تجريان تدريبات عسكرية مشتركة مع تفاقم التوترات بشأن السد الإثيوبي

أجرت القوات البحرية المصرية والسودانية مناورات عسكرية مشتركة استمرت عدة أيام مع تصاعد التوترات بشأن مشروع سد إثيوبيا الضخم الذي يجري بناؤه على نهر النيل الأزرق بحسب صحيفة مونيتور.
وأعلن الجيش المصري في بيان، أن التدريبات التي أطلق عليها اسم “سود إيجي تي 1″، والتي استمرت عدة أيام، أجريت في قاعدة بورتسودان البحرية على البحر الأحمر.
يأتي هذا الإعلان المصري بعد أيام فقط من كشف إثيوبيا عن اكتمال بناء السد الضخم المثير للجدل، سد النهضة الإثيوبي، بنسبة 90%.
كما يأتي في وقت تستعد إثيوبيا لملء السد للمرة الرابعة متجاهلة التحذيرات المصرية الجديدة.
في أواخر الشهر الماضي، أصدرت مصر تحذيرًا جديدًا ضد إثيوبيا بشأن مشروع السد الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات والذي سيكون الأكبر في إفريقيا عند اكتماله.
وقالت القاهرة إن “جميع الخيارات مطروحة” للتعامل مع أي تهديدات لإمداداتها المائية من السد الإثيوبي الضخم.
وحذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من أن “كل الخيارات مفتوحة وكل البدائل متاحة ومصر لديها إمكانياتها وعلاقاتها الخارجية وقدراتها”.
ردت أديس أبابا في اليوم التالي، بغضب على تصريحات وزير الخارجية المصري ووصفتها بأنها “غير مسؤولة”.
وقالت وزارة الخارجية الاثيوبية إن “مثل هذا التهديد يشكل خرقا صارخا لميثاق اللأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي”.
وأضاف البيان الإثيوبي أن هذا يعد انتهاكًا واضحًا لاتفاقية إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير الموقع في 23 مارس 2015 بين إثيوبيا ومصر والسودان.
ودعت إثيوبيا كذلك جميع الأطراف المعنية إلى الإحاطة علما بما وصفته بانتهاك مصر الصارخ لمبادئ العلاقات الدولية، مؤكدة أنه لا يمكن دفع أي مصلحة من خلال التهديدات والترهيب.
مع اندلاع خلاف جديد بين إثيوبيا ومصر بشأن سد النيل، تتزايد المخاوف من تصعيد عسكري في ظل تعثر المحادثات.
قال الجيش المصري إن التدريبات العسكرية الأخيرة تهدف إلى تعزيز الاستعداد القتالي وتعزيز التعاون العسكري المشترك بين البلدين.
وركز على تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الأنشطة البحرية غير المشروعة في البحر الأحمر والتصدي للتهديدات الأمنية التي يشكلها العدو المشترك.
وأضاف أن “التدريب تضمن محاضرات وورش عمل حول الأمن البحري والهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والتهديدات غير النمطية”.
وقال الجيش المصري إن التدريب يأتي في إطار خطة التدريب المشترك للقوات المسلحة مع الدول الصديقة لتعزيز الشراكة والتعاون العسكري في مختلف المجالات.
وتعتبر المناورات العسكرية المشتركة أحدث علامة على تعميق العلاقات العسكرية بين البلدين العربيين.
يتمتع الجاران، مصر والسودان، اللذان يشتركان في البحر الأحمر في شمال شرق إفريقيا، بسنوات من التعاون العسكري والصداقة.
وسبق أن أبرمت مصر والسودان عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون العسكري بينهما خاصة بعد الخلاف على السد الإثيوبي الذي يقام بالقرب من الحدود السودانية.
بعد أن بدأت إثيوبيا في ملء السد في يوليو 2020، بدأت السودان ومصر في إجراء عدة مناورات عسكرية في السودان.
في مارس 2021، ورد أن الجيشين المصري والسوداني وقعا اتفاقية تعاون عسكري تغطي التدريب وأمن الحدود.
تخشى القاهرة والخرطوم من أن السد الضخم الذي يتم بناؤه بالقرب من الحدود السودانية سيؤدي في النهاية إلى تقليص حصصهما المائية التاريخية من نهر النيل، وبالتالي يعتبر السد الإثيوبي تهديدًا لأمنهما المائي.
يصر البلدان المصبّان على أن إثيوبيا يجب أن توقف عمليات ملء المياه حتى يتوصل الطرفان إلى اتفاق ملزم قانونًا مع إثيوبيا بشأن التشغيل الكلي للسد.
ومع ذلك، تجادل أديس أبابا بأن السد لن يكون له تأثير كبير على تدفق المياه الطبيعي إلى دول المصب.
انخرطت إثيوبيا والسودان ومصر في مفاوضات منذ أكثر من عقد لتسوية النزاع على موارد مياه النيل، لكن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي.