بيان من القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين:”وترجل الفارس خالد باطرفي مهاجرًا مجاهدًا شهيدًا”

أصدرت القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين بيانا بعنوان “وترجل الفارس خالد باطرفي مهاجرًا مجاهدًا شهيدًا”، تعزية للأمة الإسلامية بوفاة أمير تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الشيخ خالد باطرفي، حيث أعلنت مؤسسة الملاحم، الجناح الإعلامي للتنظيم، عن وفاة أميره في إصدار حديث ظهر فيه الشيخ خبيب السوداني أحد كبار قادة التنظيم.
وجاء في بيان القيادة العامة:”بسم الله الذي كتب الموت على كل حيّ وجعل أشرفه الموت في سبيله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد، الإمام المجاهد الأوّل، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم القيامة، أما بعد.
قال الله عز وجل ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)﴾ (سورة التوبة).
بشّر الله تعالى المهاجرين المجاهدين في سبيله تعالى بأعظم الدرجات، وبمرتبة الفوز المبين، لما لعبادة الهجرة والجهاد من فضل ومرتبة جليلة لا تباريها مرتبة في دين الله عز وجل. فكتب أجر المهاجر المجاهد كيفما كانت خاتمته، شهيدًا في سبيله تعالى، سواء قضى نحبه في قتال أو وافته المنية على فراشه.
قال تعالى ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100)﴾ (سورة النساء)
وفي هذا السبيل المهيب، سبيل الهجرة والجهاد، ارتقى اليوم قائد نجيب من أبرز قادات الأمة المسلمة، وفارس نبيل من أخلص فرسانها كما نحسبه، رجل سطر مسيرة عطاء وبذل وتفانٍ ممهورة بالدماء، منذ  أيام الجهاد في أفغانستان إلى يومنا هذا، كانت مزدحمة بالابتلاءات وامتحانات الصدق فوفّى، مقتديًا بالسابقين الأولين في ذلك لم ينحرف عن غايات الجهاد السامقة ولا كَلّ من أعباء وتكاليف الهجرة! قد حفظ بيعته إلى آخر رمق كما نحسبه”.
وأضاف البيان:”وإننا في هذا المقام، مقام تهنئة وتعزية، نبارك لأمة الإسلام ارتقاء الشيخ المجاهد الداعية الصابر المصابر، خالد باطرفي، ثابتًا لم يبدل، عزيزًا لم يُرخص دينه للطواغيت والكفار. تقبله الله تعالى وأعلى مقامه في عليين، ونبارك ونعزي جنوده المجاهدين في جزيرة العرب وفي كل مكان، ونوصيهم بالاحتساب والاستبشار، فإن أمة لا يتراجع قاداتها إلى آخر رمق، لحق لها أن تفتخر وتعتز وتنتصر”.
“فحمل رسالة الإسلام ليس شعارات رنانة ولا كلمات جوفاء، بل معاني تستقي من أرواحنا ودمائنا، نُمتحن لها طيلة سنين حياتنا، فترخص لها المهج والغالي والنفيس، والحمد لله الذي أرانا نماذج كالشيخ الأمير خالد ليكون حجة على كل قاعد ومبدل، وليربطنا بقدوة الجيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبايعوا على الموت لإعلاء كلمة الله تعالى، يحدوهم اليقين بوعد الله الحق. فكيف بحال أمتنا اليوم وقد فتك فيها الوهن والاستهانة بعظمة العمل لإقامة شريعة الله تعالى.
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة
غداة ثوا إلا اشتهت أنها قبرُ
عليك سلام الله وقفاً فإنني
رأيت الكريم الحر ليس له عمرُ
ترجل الشيخ الأمير عزيزًا مثابرًا، قد ترك خلفه كتائب المقاتلين الأشداء، أنصارًا للشريعة الغراء، لا تأخذهم في الله لومة لائم كما نحسبهم”.
وواصل البيان:”وسلّم الراية لقائد جديد، صديق في درب الهجرة والجهاد قد استقى من المعين نفسه، واستقام على سبيل البذل والفداء كما نحسبه، فنبارك للشيخ أبي الليث سعد بن عاطف العولقي، حمل الراية من بعد قائدنا الشهيد، كما حملها قادة الإسلام تباعًا، فتلك سنة ثابتة في صناعة البطولات والأمجاد، ونسأل الله عز وجل أن يحفظه ويثبته ويفتح على يديه ويشفي بقيادته للجهاد في جزيرة العرب، صدور قوم مؤمنين”.
وفي الختام جاء في البيان:” رحل الشيخ خالد، وكل نفس ذائقة الموت، لكنه ترك خلفه ميراثًا علميًا وجهاديًا وأخلاقيًا يُحفظ ويُوصى به، فالله الله في حفظ ميراث الشهداء والعمل به.
اللهم تقبل شيخنا الأمير البطل خالد باطرفي، وأسكنه دار الصديقين والشهداء، واجعل من سيرته لهيب وذخيرة جهاد ممتد إلى يوم الملاحم الكبرى.
وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”.