مصر: إثيوبيا تؤجل المحادثات من أجل “كسب الوقت” لملء سد النيل
تلقى الخلاف الجديد بين إثيوبيا ومصر ردود فعل متباينة في وسائل الإعلام المحلية المصرية. وأصدرت مصر مؤخرا تحذيرا جديدا ضد إثيوبيا في الوقت الذي تستعد فيه لملء السد. ويفتقر حوالي 65% من سكان إثيوبيا الذين يقدر عددهم بنحو 122 مليون نسمة إلى أي شكل من أشكال الكهرباء. بحسب صحيفة إيست أفريكان.
وقالت مصر إن إثيوبيا تتعمد تأجيل المحادثات بشأن نزاع النيل من أجل “كسب الوقت” من أجل مواصلة ملء سدها العملاق الذي يتم بناؤه على نهر النيل.
وقال نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية حمدي لوزا يوم الأربعاء: “من المؤسف أن يواصل المسؤولون الإثيوبيون التعبير عن عدم رغبتهم في استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي في محاولة جديدة لكسب الوقت ومواصلة ملء السد دون اتفاق”.
وجاء اتهام القاهرة الأخير بعد ساعات من إعلان أديس أبابا أنها ستملأ سد النهضة الإثيوبي الكبير دون الحصول على إذن من أحد.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية ميليس عالم للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء:”إثيوبيا ليست ملزمة بطلب إذن من أي شخص لملء السد”.
وتستعد إثيوبيا لملء السد الضخم للمرة الرابعة في تجاهل لتحذيرات مصر المتكررة.
وقال لوزا: “تصريحات إثيوبيا بالمضي قدما في ملء السد بغض النظر عن حقوق دول المصب هي دليل آخر على الأحادية التي تتجاوز نطاق المفاوضات”.
كما أدان المسؤول المصري تصريحات إثيوبيا التي اتهمت القاهرة بـ “تسييس” نزاع سد النيل.
وقال لوزا إن استمرار أديس أبابا في تسييس مصر لقضية سد النهضة هو محاولة للتهرب من المسؤولية القانونية ويعكس عدم اكتراث إثيوبيا بمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار.
وتلقى الخلاف الجديد بين إثيوبيا ومصر ردود فعل متباينة في وسائل الإعلام المحلية المصرية.
وقال المذيع البارز الموالي للدولة أحمد موسى إن أديس أبابا تعمدت بناء سد النهضة “للإضرار” بمصر والسودان.
وألقى المذيع التلفزيوني المعارض محمد ناصر باللوم على الحكومة المصرية ووسائل الإعلام لعدم اتخاذ موقف أقوى ضد هذه القضية.
مخاوف مصر بشأن إمدادات المياه
وتخشى مصر من أن السد الإثيوبي الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، والذي سيكون الأكبر في أفريقيا، سيقلل في نهاية المطاف من إمدادات المياه التاريخية من النيل. ومع ذلك، فإن إثيوبيا تضغط من أجل أمنها المائي.
تجادل أديس أبابا بأن السد لن يكون له تأثير كبير على تدفق المياه الطبيعي إلى دول المصب.
في الشهر الماضي، أعلنت إثيوبيا أن 90 في المائة من أعمال البناء في سد النهضة قد اكتملت.
وأصدرت مصر مؤخرا تحذيرا جديدا ضد إثيوبيا في الوقت الذي تستعد فيه لملء السد.
وقالت القاهرة إن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة” للتعامل مع أي تهديدات لإمدادات المياه التي يشكلها السد الإثيوبي الضخم.
“جميع الخيارات مفتوحة، وجميع البدائل لا تزال متاحة. مصر لديها قدراتها على التعامل مع علاقاتها الخارجية”، بحسبما حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري.
ويتم تمويل السد، الذي يتم بناؤه بالقرب من الحدود السودانية، فقط من قبل الإثيوبيين وهو مشروع حاسم لتنمية البلاد حيث من المتوقع أن يوفر طاقة متجددة نظيفة وينتشل الملايين من الفقر.
ويفتقر نحو 65 في المئة من سكان إثيوبيا البالغ عددهم نحو 122 مليون نسمة إلى أي شكل من أشكال الكهرباء.
ومن المأمول أن تسهل الكهرباء التي تشتد الحاجة إليها النمو الاقتصادي لإثيوبيا والمنطقة.
وتجري إثيوبيا والسودان ومصر مفاوضات منذ أكثر من عشر سنوات لتسوية النزاع على موارد مياه النيل، لكن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي.