وصول طائرتين عسكريتين مصريتين إلى مطار مقديشو وإثيوبيا تحرك قوات عسكرية إضافية إلى إقليم أوغادين الصومالي

وصلت طائراتان عسكريتان مصريتان، يوم الثلاثاء، إلى مطار آدم عدي الدولي في العاصمة الصومالية مقديشو وكان على متنهما معدات عسكرية وضباط ضباط سيُراقبون مراكز القيادة العسكرية فى منطقة هيران وسط الصومال على طول الحدود الاثيوبية.

ويعد وصول الأصول العسكرية المصرية جزءا من الاتفاقية المبرمة بين الحكومتين الصومالية والمصرية بشأن الدفاع والأمن التي تم توقيعها مؤخرا.

وتزامنا مع ذلك، تحركت قوات عسكرية إثيوبية إضافية إلى إقليم أوغادين الصومالي المحتل، حسب مصادر رسمية إثيوبية. وتأتي هذه الخطوة رداً على التحرك العسكري المصري.

وبحسب تقديرات الوكالة الإثيوبية “أمهرة نيوز” بدأت مصر بنشر قوات عسكرية يصل عددها بين 5 آلاف إلى 10 آلاف جندي فى مناطق جنوب غرب وهيرشبيلي وجلمدوغ في الصومال.

كما نشرت الوكالة الإثيوبية أمهرة نيوز فيديو يظهر وصول طائرات نقل عسكري مصرية تحمل معدات عسكرية وجنود وضباط مصريين.

ووفقًا لتقارير إعلامية دولية، سينضم 5 آلاف جندي مصري لقوات الاتحاد الإفريقي فى الصومال، بينما سيعمل الخمسة آلاف الباقون بشكل مُستقل عن بعثة الاتحاد الإفريقي.

وإقليم أوغادين هو منطقة متنازع عليها تاريخياً، حيث يقطنه عدد كبير من الصوماليين الذين احتلت أراضيهم إثيوبيا وترفض تسليمها لكونها تعتبره جزءاً من أراضيها السيادية.

وبحسب عربي 21، أثار تعهد حكومة عبدالفتاح السيسي بإرسال قوات عسكرية إلى الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي مطلع العام المقبل، التساؤلات حول ما قد يتبع الموقف المصري من تشابكات دولية وإقليمية خاصة مع إثيوبيا والإمارات، صاحبتي الأدوار المثيرة للجدل في إقليم “صومالي لاند” غير المعترف به دوليا، والمنفصل عن حكومة مقديشو.

وستحل القوات المصرية محل بعثة الاتحاد المكونة من بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، والتي تنتهي مهمتها في نهاية العام الجاري. بعد أن فشلت في أداء مهمتها في القضاء على حركة الشباب المجاهدين وقد خرجت متكبدة خسائرة بشرية ومادية كبيرة.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل، لـ”عربي21″: “لا توجد رؤية لدى مصر الحالية في السيادة والسياسة الخارجية، والمصالح جميعها تخضع لمصالح النظام وليست لمصالح مصر”.

وأضاف: “وبالتالي فإن دخولنا للصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي قد يكون له هدف شخصي، وأنفي تماما أن تكون هناك قرارات مصرية مدفوعة بدوافع وطنية تماما”.

الدبلوماسي المصري السابق أشار إلى احتمال أن “تقع البعثة العسكرية المصرية فريسة لحركة الشباب الصومالية، وبالتالي يكون السيسي بطلا كونه يطارد الجماعات الإسلامية في أي مكان، وبالطبع هذا لحساب إسرائيل”.

وأكد أن “إرسال قوات عسكرية مصرية للصومال ليس هدفه أبدا استعادة دور القاهرة الأفريقي والعربي المفقود، لأنه لا توجد رؤية عامة وطنية”، متوقعا أن “تتوافق إثيوبيا مع حركة الشباب الصومالية وتشترك في إفناء القوة المصرية”.

وختم حديثه بالقول: “نحن في عصر المصالح الشخصية للنظام الحاكم لا المصالح الوطنية”.

يذكر أن الحكومة المصرية لن تتحمل أية تكلفة مالية بل إنها قد تجني بعض الأموال، فـ”القاهرة لا تريد أن تتحمل الأعباء الاقتصادية لنشر قواتها، إنما ستحصل على مقابل مالي من ميزانية بعثة الاتحاد الأفريقي”.

 

وماذا عن غزة

وسخر ناشطون على مواقع التواصل من الاستنفار المصري للذهاب إلى الصومال بينما على بعد أمتار تقع غزة بين مخالب الاحتلال الإسرائيلي والشعب الغزاوي يموت جوعا وخوفا بينما لم تحرك مصر قوات لنجدتهم وتزعم نجدة الشعب الصومالي الذي فشل التحالف الدولي في منعه إقامة نظام الشريعة الإسلامية على أرضه.

ويتوقع أن تستهدف حركة الشباب المجاهدين القوات المصرية كما استهدفت قوات التحالف الدولي، وفي ظل حكومة مصرية لا تهتم لحياة جنودها فسيكون مصيرهم كمصير القوات التي خرجت بمطالب التعويضات المالية على خسائرها البشرية. فقد سبق أن أبادت حركة الشباب المجاهدين كتائب كاملة للقوات الأوغندية والبوروندية والكينية، ما يعني أن تجربة القوات المصرية في أرض عسيرة كالصومال لن تكون رحلة سياحية. وبعد فشل أميصوم ثم أتميس، لا ينتظر أوصوم كبير أمل لتغيير شيء في البلاد التي تمرست فيها حركة الشباب المجاهدين فنون القتال والحرب.