وزير الدفاع الأمريكي في جولة إفريقية ولقاءات لمناقشة سبل مواجهة حركة الشباب المجاهدين بعد انتصاراتها على القوات الصومالية
وصل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، يوم الأحد إلى جيبوتي، في جولة إفريقية تشمل كلا من كينيا، جيبوتي وأنغولا لتعزيز التعاون الأمني والشراكة مع الدول الأفريقية ومكافحة ما يسمى الإرهاب.
والتقى أوستن رئيس البلاد، إسماعيل عمر جيله، في أول رحلة له إلى قارة إفريقيا، حيث تتواجد في جيبوتي قاعدة عسكرية كبيرة للقوات الأمريكية.
وناقش أوستن وعمر جيله العلاقات الدفاعية الثنائية وقضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك دعم جيبوتي لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال “أتميس” في الحرب ضد حركة الشباب المجاهدين.
وشكر أوستن الرئيس جيله على قيادة بلاده وعلى الشراكة الأمنية الطويلة والفعالة بين البلدين.
والتقى أوستن أيضا نظيرة الجيبوتي حسن البرهان لمناقشة تقدم الأولويات الأمنية الثنائية في شرق إفريقيا.
كما التقى وزير الدفاع الأمريكي الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في زيارته هذه، لبحث سبل مواجهة حركة الشباب المجاهدين بعد الهزائم الكبيرة التي منيت بها القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة.
وكان حسن شيخ محمود قد وصل إلى جيبوتي قبل وزير الدفاع الأمريكي لمناشدة الدعم الجيبوتي لقواته في حربها ضد حركة الشباب المجاهدين.
وتقود الولايات المتحدة الحملة العسكرية ضد حركة الشباب المجاهدين، وتؤمّن الدعم العسكري والمالي والتدريب للقوات الحكومية لضمان منع إقامة نظام الشريعة الإسلامية في البلاد.
استجداء دعم الولايات المتحدة
ويأتي لقاء أوستن مع حسن شيخ محمود، عقب طلب الحكومة الصومالية، الثلاثاء الماضي، تعليق سحب الدفعة الثانية من قوات “أتميس” لإعطاء فرصة للقوات الحكومية للتعافي وإعادة تنظيم صفوفها بعد هزائمها أمام مقاتلي حركة الشباب المجاهدين.
ويسعى حسن شيخ محمود بشدة لضمان توفير دعم دولي من أجل قواته التي لا يمكنها الصمود ولا التحرك ضد مقاتلي حركة الشباب، بدون دعم دولي.
ويأتي اجتماع حسن شيخ محمود وأوستن في توقيت صعب للحكومة الصومالية، التي تستجدي التدخل الأمريكي لحسم عدد من الملفات، منها قبول طلب الحكومة الصومالية تأجيل سحب القوات الأفريقية مؤقتا من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. والحصول على المزيد من الدعم الأمني والعسكري إضافة إلى رفع الحظر عن الأسلحة المفروض على البلاد منذ ثلاثة عقود أو رفعه بشكل كامل بناء على مطالب مقديشو.
أوستن في كينيا
ووصل أوستن يوم الاثنين إلى كينيا للقاء المسؤولين العسكريين بشأن الملفات الأمنية وما يسمى مكافحة الإرهاب.
وقبل سفره إلى العاصمة الكينية، نيروبي، شكر أوستن القوات الأمريكية، في القاعدة الأمريكية “معسكر ليمونيير” في جيبوتي. مسلطا الضوء على ما وصفه “دورهم المثير للإعجاب” في إخراج المسؤولين الأمريكيين من السودان في شهر أبريل.
وأكد أوستن على أهمية قاعدتهم العسكرية في جيبوتي، منذ هجمات 11 سبتمبر، خاصة في حربهم ضد الجماعات الجهادية، ومنذ ذلك التاريخ، لم يكن فقط موقع هذه القاعدة مساعدا للولايات المتحدة فحسب، بل سمحت هذه القاعدة بتغطية أعمال أخرى من موقعها، مثل المساعدة المقدمة بإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من السودان. بحسب وزير الدفاع الأمريكي.
وجاءت زيارة أوستن لكينيا بعد يومين من هجوم لمقاتلي حركة الشباب المجاهدين على القوات الأمريكية والكينية، حيث نفذ مقاتلو حركة الشباب المجاهدين مساء الجمعة، قصفا على قاعدة كولبيو التي تضم القوات الأمريكية والكينية في مدينة كولبيو على مقربة من الحدود المصطنعة بين كينيا والصومال، ما أدى إلى إصابة 4 جنود أمريكيين من بينهم ضباط، إضافة إلى 9 جنود كينييين. حيث شوهدت المروحيات تنقل الجرحى بينما فرت القوات الأمريكية من القاعدة.
ويجري حاليا سحب 3 آلاف من قوات أتميس مع نهاية شهر سبتمبر الجاري، بينما من المقرر سحب بقية القوات مع نهاية السنة المقبلة، في ديسمبر 2024. وتسعى الحكومة الصومالية لتعطيل سحب دفعة الـ 3 آلاف لكون قواتها تعاني بعد خسائرها أمام مقاتلي حركة الشباب المجاهدين.
وسيسمح خروج القوات الدولية من الصومال، أو ضعف الدعم الدولي لقتال المجاهدين في إفريقيا، للجماعة الجهادية بالسيطرة على البلاد مثل ما فعلت طالبان عندما انسحبت القوات الأمريكية من هناك، بحسب بيل روجيو، وهو جندي سابق، ومحرر موقع “لونغ وور جورنال” التابع لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، التي تهتم بنشر تقارير وتحليلات بشأن الجهود الدولية لمكافحة ما يسمى الإرهاب.
مرتزقة فاغنر في إفريقيا
تصريحات أوستن في جيبوتي، شملت الحديث عن مرتزقة فاغنر الروسية، حيث قال أوستن للصحافة في جيبوتي، إن فاغنر لا تزال تملك حضورا في القارة.
وسبق أن لاحظ المسؤولون العسكريون الأمريكيون، أن الولايات المتحدة لم ترصد انسحابات لعدد من قوات فاغنر بعد وفاة قائدهم الشهر الماضي.
وبعد أكثر من شهر منذ وفاة الزعيم الروسي يوفجيني بريغوجين، لم تشاهد الولايات المتحدة تغيرا جادا في علاقة فاغنر مع الكريملين أو أي إشارات على أن موسكو قد استوعبت عمليات فاغنر في إفريقيا بحسب مسؤول كبير في وزارة الدفاع.
ويتوقع أوستن أن يتضح في المستقبل من سيكون القائد المقبل لفاغنر، ويتوقع أن يشاهدوا تحركات للحكومة الروسية لاستبدال فاغنر ببعض أدواتها الأخرى، أو بالقوات الروسية لدعم جهودها في إفريقيا.