هدوء في العاصمة السودانية مع سريان وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة

ساد الهدوء نسبيا في العاصمة السودانية الخرطوم صباح اليوم السبت مع سريان وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية لمدة 24 ساعة مما أتاح نافذة للمساعدات الإنسانية ومنح الشعب استراحة من القتال العنيف. بحسب وكالة رويترز.
ويأتي وقف إطلاق النار القصير في أعقاب سلسلة من الهدنات المنتهكة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي تحول صراعها على السلطة إلى أعمال عنف قبل ثمانية أسابيع، مما أثار أزمة إنسانية.
وقالت الولايات المتحدة والسعودية إنهما تشتركان في حالة “الإحباط” إزاء الانتهاكات في بيان أعلنتا فيه الهدنة الأخيرة، وهددتا بتأجيل المحادثات، التي استمرت بشكل غير مباشر، إذا استمر القتال.
وقد حول القتال منطقة العاصمة بما في ذلك الخرطوم والمدن الشقيقة بحري وأم درمان إلى منطقة حرب، وأدى إلى الصراع في منطقتي دارفور وكردفان إلى الغرب.
وقبل بدء الهدنة في الساعة السادسة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) أبلغ سكان عن إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في جنوب الخرطوم ومنطقة شرق النيل عبر النيل والتي شهدت أيضا ضربات جوية.
وأدى القتال إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، عبر 200 ألف منهم أو أكثر الحدود إلى مصر.
أولئك الذين قاموا بالرحلة الطويلة اشتكوا من سوء الظروف وأوقات الانتظار الطويلة.
وقال شخصان كانا يحاولان عبور حدود أشكيت يوم السبت إنهما أعيدا بعد أن دخلت قاعدة جديدة حيز التنفيذ تتطلب من جميع السودانيين الحصول على تأشيرة قبل دخول مصر، مما يلغي إعفاء طويل الأمد للنساء والأطفال وكبار السن.
قالت سندس عباس، وهي طبيبة تحدثت إلى رويترز عبر الهاتف من بين نقاط التفتيش بين البلدين:”قضينا ليلتين في المنطقة المحايدة والآن يعيدوننا إلى الوراء” وقالت: “بعض الناس يرفضون المغادرة”.
وتأكيدا للقاعدة الجديدة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن السلطات رصدت “انتشار أنشطة غير قانونية من قبل بعض الأفراد والجماعات على الجانب السوداني” بما في ذلك إصدار تأشيرات مزورة.
وقال إن مصر لا تهدف إلى حظر الدخول بل تنظيمه، مضيفا أنه تم توفير المعدات اللازمة لإصدار التأشيرات على وجه السرعة.

 

مراقبة الأقمار الصناعية

 

في الأسبوع الذي انقضى منذ انتهاء وقف إطلاق النار الأخير في 3 يونيو/حزيران، كان هناك قتال عنيف، بما في ذلك حول قواعد الجيش الحيوية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت متأخر يوم الجمعة إنها تدعم منصة تسمى مرصد الصراع في السودان ستصدر نتائج مراقبة القتال بالأقمار الصناعية ووقف إطلاق النار.
ووثق تقرير أولي للمرصد دمارا “واسع النطاق ومستهدفا” لمنشآت المياه والكهرباء والاتصالات.
كما وثقت ثماني هجمات حرق “منهجية” دمرت قرى في دارفور وعدة هجمات على المدارس والمساجد والمباني العامة الأخرى في الجنينة، المدينة الواقعة في أقصى غرب البلاد، والتي شهدت هجمات عنيفة من الميليشيات وسط انقطاع الاتصالات.
وصفتها نقابة الأطباء في المدينة بأنها “مدينة أشباح” وزعمت وقوع العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك حصار المدينة، وحرمان المدنيين من المياه، وقتل كبار السن.
وقال مواطنون إن بعض الرجال الذين هاجموا المدينة كانوا يرتدون زي قوات الدعم السريع.
وكانت اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة قد سمحت بوصول بعض المساعدات الإنسانية، لكن وكالات الإغاثة أفادت بأن القتال والسيطرة البيروقراطية وأعمال النهب لا تزال تواجه عراقيل.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود يوم السبت إن جنود الدعم السريع أوقفوا موظفيها و”أجبروا” على الإدلاء ببيان وزعته القوات في وقت لاحق.
واختلف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهي قوة موازية تعمل بشكل قانوني منذ عام 2017، حول خطط لدمج قواتهما وإعادة تنظيم سلسلة قيادتهما كجزء من الانتقال نحو الحكم المدني بعد أربع سنوات من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس القوي عمر البشير.