هجمات نيروبي ودار السلام في تسجيل جديد قديم للشيخ أسامة بن لادن

نشرت مؤسسة السحاب، الجناح الإعلامي لتنظيم قاعدة الجهاد، القيادة العامة، تسجيلا جديدا قديما للشيخ أسامة بن لادن، مؤسس التنظيم الجهادي وأميره الذي قتل في هجوم أمريكي في 2 مايو من عام 2011م. حيث تحدث فيه عن هجمات القاعدة على السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام وذلك في 7 أغسطس 1998 بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة لقدوم القوات الأمريكية للسعودية.

ويبدو أن الإصدار الجديد من السحاب جاء تزامنا مع ذكرى استشهاد الشيخ الذي وصفه الإصدار بشهيد الإسلام.

الإصدار هو الحلقة الثامنة من سلسلة قناديل من نور بعنوان “خاتمة احتفال” استغرق عرضه نحو 20 دقيقة. وقد افتتح لقطاته بقسم الشيخ أسامة الشهير عن فلسطين: “إلى إخواننا في فلسطين نقول لهم: إن دماء أبنائكم هي دماء أبنائنا، وإن دماءكم دمائنا، فالدم الدم، والهدم الهدم، ونشهد الله العظيم أننا لن نخذلكم، حتى يتم النصر أو نذوق ما ذاق حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه”.

 

ويظهر الشيخ أسامة بجانبه الشيخ أبي حفص المصري، أحد كبار قيادات تنظيم قاعدة الجهاد الذين استشهدوا، حيث ظهر كلاهما في حفل بين الحضور يجيب خلاله الشيخ أسامة عن الأسئلة التي تصله بشكل مباشر أو في رسائل مكتوبة.

 

وأجاب الشيخ في هذا اللقاء عن سؤال بشأن الهجمات الأمريكية على العراق، حيث قال عنها: بالنسبة للضربة الأخيرة التي تمت على العراق، أشارت بوضوح جديد إلى ضعف في السياسة الأمريكية حاليا، وإلى حماقة شديدة أيضا، وأراد النظام الأمريكي والإدارة الجديدة، أن تسخّن الجو وتسحب الأنظار قليلا عن فلسطين بضرب العراق، قبل جولة كولن باول وزير الخارجية حتى يأخذ تأييد والمصداقية على أن الإدارة تريد أن تحجّم النظام العراقي، فكانت من أفشل الزيارات التي تمت على مدار العقد الماضي، وهي أول زيارة لهذا الوزير، قوبلت برفض شديد في المنطقة، ابتداء من مصر، وفي دول الخليج، بل إن الإذاعات العالمية بما فيها صوت أمريكا، نقلت افتتاحيات الصحف الخليجية والتي كانت تندد بهذا الضرب وترفض هذه السياسة، ولا يخفى أن الصحف الخليجية هي صحف حكومية، ولسان غير مباشر للحكومات الرسمية، فرجع خائبا خاسرا، والمتتبع لتصريحات الحكومة الجديدة في عدد من المواقف، يلاحظ هذا.. سواء في قدراتها السياسية أو في قدرتها على الاستمرار في الضغط على المنطقة، فهم في انحسار وبداية انحسار ولله الفضل والمنّة”.

وأضاف الشيخ:”وأما بالنسبة لنا فأمورنا مبشّرة، فبعد أن فتح الله سبحانه وتعالى على المجاهدين في نيروبي ودار السلام، ولم يحرك الخصم ساكنا يذكر، فتح الله عليهم في تدمير المدمرة في عدن، وهم يعلمون من الذي وفقه الله سبحانه وتعالى من إخواننا في ضرب هذه المدمرة، ولكن لضعفهم يتحاشون الإشارة المباشرة، والأمور تسير كما ذكرت في خطى جيدة وثابة ومبشرة نرجو الله  أن يثبتنا وإياكم وأن يفتح على إخواننا المجاهدين، الحمد لله”.

 

وعن سؤال بشأن إشاعة عن مفاوضات أمريكية مع تنظيم القاعدة، قال الشيخ أسامة كاشفا تفاصيل مهمة بشأن هجمات نيروبي ودار السلام:”الحمد لله، أقول بفضل الله أن الله سبحانه وتعالى وفق بعض الشباب المجاهدين لضرب الأعداء في نيروبي ودار السلام، وغيرهما ككول، بالنسبة للأمريكان حاولوا مرارا، أن يرسلوا رسائل غير مباشرة، ملخصها تفاوض وهدنة إذا صح التعبير، والقناة التلفزيونية أن بي سي، وهي أكبر قناة تلفزيونية في داخل أمريكا، وهم الذين أعدوا معنا لقاء قبل نيروبي بثمانية أسابيع، وخرج المذيع من عندنا، ولما وصل أمريكا التقى بالسي أي إيه، وجاء هذا في التلفاز، واستشعرت من الكلام الذي قيل في اللقاء، موعد العملية، فهو صرّح دون أن يصرّح، فقال أن الجديد في كلام أسامة هذه المرة، أن هناك عمل عسكري ضد الحكومة الأمريكية خلال 6 أسابيع، وكانت نيروبي بعد قوله بـ 8 أسابيع، فهذه القناة أرسلت إلينا مرارا فاكسات بعد كول أيضا وقبل كول، يسألون أسئلة كثيرة وفي منتصف الأسئلة ألغام تدور حول الأمور عندهم، قال في بعض أسئلتهم، لو أن الولايات المتحدة الأمريكية خرجت اليوم من جزيرة العرب فهل ستوقفون قتالكم ضدها؟ هذا السؤال تكرر في فاكسات كثيرة، وبأساليب مختلفة، من الأن بي سي أو من غيرها من الصحافيين الأمريكيين، من آخر الأسئلة التي جاءت حول هذا الأمر أيضا صحفي أمريكي جاء إلى هنا، وأراد أن يلتقي بنا، فالطلبة اعتذروا منه، قال لو أن الحكومة الأمريكية بعد تحرير الكويت في عام 1991، أي في عام 1411 هـ، خرجت مباشرة من جزيرة العرب، فهل كنتم ستبدأون القتال ضد الولايات المتحدة. السؤال التالي: قال لو أن الإدارة الحالية أي بوش هذا الولد، لو خرجوا الآن من جزيرة العرب، فهل ستوقفون القتال، فكلام حول هذا يدور،  مع محاولة سابقة قبل بوش، قالوا : كفوا عنا ونكف عنكم، ونطلق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن كذلك، ولكن الأمر أكبر من ذلك، فالأمر مصير أمة بأسرها من أجل لا إله الله، أن تظلل هذه الكلمة العظيمة جميع حياة العباد، فهذا بس هذا الموضوع، نرجو الله أن يخذلهم ويردهم رد”.

 

أجاب الشيخ أيضا عن سؤال بشأن نتائج ضربة كول على المستوى المحلي والمستوى العالمي. حيث قال: “بالنسبة لضربة كول يعني يضيق المقام عن الحديث عن آثارها ولكن كلما طال الوقت وانتبه الناس، فيعلمون الناس اليوم أن هذه الضربة العظيمة التي وفقنا إليها، الإخوة الكرام نرجو الله أن يتقبلهم من الشهداء، أخونا النبراس إبراهيم الثور والمساواة نرجو الله أن يتقبل منهم. هي منعطف خطير في تاريخ الأمة في الصعود إلى الأعلى وفي نفس الوقت أنا هابط للقسم، فهذا الطاغوت الأكبر الذي يشرّع للناس من دون الله، وتوجهت إليه وجوه حكام العرب والعجم، يسمعون له وبطبعونه من دون الله، بعيدا عن رب البيت العتيق سبحانه وتعالى، يهدد المنطقة بأسرها بهذه السفن االمدمرة العظيمة، فخضعت له الجبابرة، وإذا بأهل الإيمان الحق، واليقين الصادق، نحسبهم والله حسيبهم، أبوا أن يعطوا الدنية في دينهم فدمروا  أعظم مدمرة على وجه البحر بفضل الله سبحانه وتعالى، فلله الحمد والمنة، المدرمة آثارها خطيرة جدا على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي للأمريكان وعلى المستوى النفسي، حتى هم أصابهم ذل وقنوط”.

وأوضح الشيخ أن القيادة العسكرية الأمريكية وتحديدا الجنرال المكلف بالتحقيق في الحدث، رفع تقرير عن هذه الأفكار وكيف يمكن تفاديها.

وقال أيضا:”فلما رجعوا، ذكرت إذاعتهم بأنفسهم صوت أمريكا، عقدوا مؤتمر صحفي عندما رجعوا وكان أول ما تكلموا به، إن حجم التدمير مروع جدا، فلله الحمد والمنة، فبعد الضربة، كثر الاتصال عبر المراسلين، لمحاولة لمعرفة بما نفكر، بل في ضمن أسئلتهم : قالوا العداء عندكم ضد الغرب عموما، أو ضد أمريكا خصوصا، هل هناك شيء عند الغرب يعني يوافق أمزجتكم أو ترونه حسنا، أي شيء، يعني هم يريدون أن يعملوا دراسة لنفسيات المجاهدين ضد الغرب في محاولة لاحتواء هذه الظاهرة الصحية، التي منّ الله سبحانه وتعالى بها علينا نسأل الله أن يثبتنا وإياكم”.

وفي كلمة أخيرة في الحفل، قال الشيخ أسامة:” أذكر قصيدة لأخينا مهند هي أيضا حول نفس الحدث، حول المدمرة”.

حيث ذكرت القصيدة العمليات الجهادية للقاعدة من بينها تفجيرا السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام.

يجدر الإشارة إلى أن الرد الأمريكي على التفجيرين كان بقصف عدة أهداف في السودان وأفغانستان؛ بصواريخ كروز في  20أغسطس  1998حيث دمرت هذه الصواريخ في السودان مصنع الشفاء للأدوية الذي كانت تصنع به 50 % من الأدوية في السودان وأعلنت إدارة كلينتون أنه توجد أدلة كافية لإثبات أن المصنع ينتج أسلحة كيميائية ولكن أثبت تحقيق بعد القصف أن هذه المعلومات كانت كاذبة. تماما كما كانت كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق التي شن الجيش الأمريكي الحرب بحجتها على العراق.