هجمات متتالية في كينيا رغم إغلاق الحدود مع الصومال
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
شهدت كينيا هذا الأسبوع هجمات متتالية نفذها مقاتلو حركة الشباب المجاهدين بالرغم من إغلاق الحكومة الكينية للحدود مع الصومال للحد من هذه الهجمات.
وكان أحد أبرز الهجمات، الهجوم بالقرب من بلدة “كونتن” يوم أمس السبت في مقاطعة “وجير” في إقليم “إن إف دي” المحتل من كينيا، حيث هاجم مقاتلو حركة الشباب المجاهدين مركبة للشرطة الكينية تقّل 13 شرطيا، وقتل إثر الهجوم 11 شرطيا في حين هرب 2 منهم جرحى. كما اغتنم مقاتلو الحركة 10 قطع أسلحة.
واعترفت الشرطة الكينية بدورها بمقتل عناصرها في هذا الهجوم على لسان المتحدث باسمها، “شارلس أوينو”.
ويجدر الذكر أن المركبة التي استهدفت في هذا الهجوم كانت في دورية بحث عن 3 ضباط أسرى من الشرطة الكينية، تم أسرهم من قبل مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في الليلة التي سبقت وفي نفس البلدة “كونتن” حيث بعد مرور 24 ساعة جاءت دورية الشرطة للبحث عن الضباط الأسرى ولكن بدل أن تعثر عليهم وقعت في كمين لمقاتلي حركة الشباب المجاهدين.
وقبل يوم من هجوم مقاتلي حركة الشباب على مركبة الشرطة، شنّوا هجوما آخر بالليل على قرية “بوجو غرس” في مقاطعة “واجير”. وقتل في هذا الهجوم ضابط من الشرطة الكينية وتم غنم سلاحه.
مقاطعة جاريسا بدروها شهدت هجوما لمقاتلي حركة الشباب المجاهدين بعبوة ناسفة على قافلة للجيش الكيني كانت تتحرك بين منطقتي “كولن” و”ليبوي” وأصابت العبوة شاحنة محملة بالذخائر والأسلحة فانفجرت وانفجر معها جميع ما كانت تحمله من مواد قابلة للانفجار.
ولم تحدد بيانات حركة الشباب المجاهدين عدد القتلى في هذا الهجوم ولكن شهود عيان أكدوا نزول طائرتين مروحيتين كينيتين لنقل القتلى والجرحى من المكان.
هجمات حركة الشباب المجاهدين سجلت حضورًا أيضا في منطقة “مانديرا ” الحدودية حيث دمر مقاتلو الحركة صهريجًا للجيش الكيني قرب قرية “الشيخ برو” صباح يوم أمس.
وفي نفس المنطقة “مانديرا” وتحديدًا في قرية “فلاما” قرب بلدة عيل واق الحدودية، اقتحم مقاتلو حركة الشباب المجاهدين القرية وفرّ الجيش الكيني منها، وتمكن مقاتلو الحركة من إحكام سيطرتهم على القرية بشكل تام ومؤقت حيث ألقوا الخطب والمحاضرات التي توضح أهداف الحركة وسبب قتالها للجيش الكيني وواجب الجهاد في سبيل الله وأجابوا خلالها على أسئلة السكان واستفساراتهم، ثم انسحب المقاتلون بعد سيطرة دامت لساعات.
يجدر الذكر أن الحكومة الكينية كانت قد أغلقت الحدود مع الصومال في منطقة “لامو” للحد من هجمات حركة الشباب المجاهدين التي أرّقت جهازها الأمني وجيشها بشكل مستمر، وقال أحد المسؤولين في شرطة مقاطعة لامو أن الحدود ستبقى مغلوقة إلى أجل غير مسمى ولن يمر منها إلا رجال الأمن.
الحكومة الكينية شددت قبضتها أيضا على سكان المنطقة وحذّرتهم من مزاولة أي نشاط تجاري عبد الحدود مع الصومال.
ويذكر بأن الحكومة الكينية قد استنفرت قواتها في منطقة لامو بسبب تقارير استخباراتية تتحدث عن هجمات قوية محتملة قد تشنها حركة الشباب المجاهدين تستهدف كينيا.
وكان الرئيس أوهورو كينياتا النصراني قد زار مؤخرًا أكبر مسجد للمسلمين في العاصمة نيروبي وتظاهر بأداء الصلاة فيه في محاولة لاستعطاف الكينيين والصوماليين المسلمين في البلاد كما طلب بشكل علني مساعدتهم في التصدي لهجمات حركة الشباب المجاهدين ولكن يرى المراقبون أن للحركة حاضنة شعبية قوية تسمح لها بتوجيه الضربات المثخنة في أجهزة أمن وشرطة وجيش الحكومة الكينية في عمق التراب الكيني.
ويرى المراقبون أيضا بأن إغلاق الحدود الكينية الصومالية لن يجدي نفعا للحد من وتيرة الهجمات ذلك أن حركة الشباب المجاهدين قد نجحت في إنشاء جيش للمقاتلين من سكان كينيا أنفسهم يؤمنون بنفس أهداف الحركة ويقاتلون لقضايا يعتقدون بعدالتها في وقت تستمر المظالم والاعتداءات من الحكومة الكينية بحق المسلمين داخل البلاد ويستمر الفساد المستشري في مفاصل الحكومة الكينية في إقصاء المسلمين وسلبهم حقوقهم.