من وصايا شهداء غزة وتوصيات من طوفان الأقصى

نشرت مؤسسة بيت المقدس بذكرى طوفان الأقصى تأليفا يتناول الطوفان من عدة زوايا للكاتب سندر الغافقي، ومما نقله فيه:

 

من وصايا الشهداء

الشهيد محمد زبيدي أبو زكريا:
وصيتي آخر كلام لي لكم، أنا شاب لم يتجاوز (20) عام لي أحلام وطموحات كثيرة كنت أعلم أن بعون الله ستتحقق أحلامي، كنت أعشق الحياة لرسم البسمة على وجه من أحب، لكن أي حياة هذه التي يقتل فيها نسائنا وأطفالنا وشبابنا ظلما، ويدنس أقصانا ومسرى سيدنا وحبيبنا ونحن نائمون، أليس من العار علينا الجلوس.

أبي الغالي: ها أنا قد حققت أمنيتي وأقبلت على الشهادة في سبيل الله بعزيمة المجاهدين ورحلت عن هذه الدنيا الفانية مسرعا إلى الدار الباقية الخالدة في جنات النعيم لألقى المصطفى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ولتعلموا يا أهلي بأني لن أترككم ضيقا ولا وحشة منكم ولكن الشهادة نادتني بعد أن تمنيتها منذ حين.

إلى أمي: سامحيني، إن رضى رب العالمين علي مرهون برضاك وإن أمنيتي لن تتحقق بفك هذا الرهان ولن تكتمل أمنيتي دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيدا مجاهدا في سبيله وإعلاء كلمته أولا وثأرا لشهداء فلسطين ولا تبكي علي وزغردي فهذا عرس ابنك الشهيد.

الشهيد إسلام خمايسة:
أنا أخوكم الشهيد الحي بإذن الله إسلام فرج خمايسة، أريد أن أوصيكم بعض الوصايا وأريد أن تلتزموا بها وإذا لم يقع الالتزام بها والله أنه خصيم يوم القيامة، عدم رفع رايات صفراء وراية سايكس بيكو علم فلسطين، لأنه لا يمثلنا إن لم تفتخروا بدينكم، نحن نؤمن فقط براية رسول الله صلى الله عليه وسلم راية العقاب.

الشهيد أشرف نافع أزكيهم:
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}، فاليوم أكتب وصيتي لا نعرف ماذا كتبلنا الله من العمر.

اليوم أقاتل تحت راية الله، هكذا علمنا الإسلام أن رايتنا واحدة ولا نقبل بأن نكون تابعين لأي فصيل، لأن الفصائل مجرد وسيلة فراية لا إله إلا الله محمدا رسول الله هي الأحق وبهذه الراية سوف أزف إلى الأحسن فوالله أن هذه الدنيا الفانية وجئت لهذه الدنيا لكي أجاهد وأكسب محبة الله لأنني أحببت لقائه، على درب العدي (أبا الصقر).

ها أنا أمشي وأحمل دربه وأمشي به سندا فبعت الحياة رخيصة لله واشتريت الجنان، فيا أهل مخيمنا الصامد سيروا في درب الله واعملوا لرايته، فوالله إنها فانية كلنا لله راجعون، فاللهم أصلحنا وأحسن خواتمنا وارحمنا يوم لا يسمع لقلوبنا نبض، فأنتم جميعكم أهل لي والله كل ما رأيته منكم يزيد إيماني بالجهاد، وإما حياة تسر الهدا وإما جهاد يرعب العدا.

دامت محبتكم ودمتم سندا لنا ولهذا المخيم، ولمن سيكمل هذا الدرب فمن مات منا باسلا مأواه جنات الخلود.

أخوكم المحب لكم أشرف ظاهر (ازكيهم)

الشهيد الطفل محمد الحسيني:
إن مت ورحلت واستشهدت في الحرب لن أسامح كل حكام العرب الذين خذلونا..

عشنا أيام صعبة بدون طعام ولا شراب وحصار، وقد شاب شعري رغم صغر سني، لا سامحكم الله ولا عفا عنكم والله لأشكيكم لخالق سبع سماوات.

سامحيني أمي أحبك كثيرا لا تحزني لفراقي، رسالتي للشعب المصري، والشعب اليمني، والشعب الأردني، والشعب الجزائري، والشعب الليبي، والشعب التونسي، والسودان والصومال وماليزيا، أمانة عليكم ما تسيبوا غزة لحالها، أمانة عليكم ما تنسوا غزة أنا حلفتكم وبوصيكم عليها، أنا بحبكم كثير، فأمانة ما تخذلونا، أي حدا يلاقي رسالتي أمانة “ينشرها”، أنا الشهيد بإذن الله محمد عبد القادر الحسيني.

 

وتحت عنوان: مواساة وبشارة

نقل الكاتب، كلمات الشيخ سالم الشريف، من كتابه:
هذه غزة.. حرب وجود لا حرب حدود (4) الذي نشرته مؤسسة السحاب الجناح الإعلامي لتنظيم قاعدة الجهاد، حيث جاء فيها:

تعجز الحروف أن ترص لتجد من كلمات المواساة ما تعبر به عن عميق ألمنا لأهلنا في غزة وفلسطين وللمهمومين بما يحدث للمسلمين في غزة، ولكن أحيانًا تكون قوة العجز أفتك من عجز القوة، فما يحدث في غزة – إن شاء الله – له ما بعده على مستوى العالم وعلى مستوى الأمة وعلى مستوى الشعوب والمجتمعات، والأجيال – التي لم تدنسها يد الغرب والصهيونية – قادمة ترفل برياح التغيير لبناء مستقبل أكثر إنسانية وأكثر أخلاقية وأكثر فدائية، يا أهل غزة وفلسطين ويا كل المخلصين في العالم لن تذهب تضحياتكم سدى، ولقد انتصرتم في أهم معار ك التاريخ، معركة إعادة بناء الإنسان. وأنا أجزم – إن شاء الله – أن أحداث غزة هي المسمار الأخير في نعش الغرب الاستعماري الصليبي الصهيوني، وأن العالم أوشك أ ن يتحرر من فسادهم وضلالهم، لقد أخذ الغرب والصهيونية خلال القرون الأخيرة فرصتهم كاملة لقيادة البشرية على سطح هذا الكوكب، إلا أنه فشل فشلًا ذريعًا، فبدلًا من النهوض بالبشرية والسمو بها أمسى النموذج الغربي انقلابًا أنانيًا انتهازيًا على منظومة القيم والأخلاق البشرية في جميع أنحاء المعمورة، وقد حط الغرب والصهيونية من كل الموروثات الصحيحة والأصيلة، وكان انتقامه من الإنسان أشد وأقسى من كل محاولات إبليس وبنيه ، بحق؛ لقد تجاوزوه في الظلمات وأتلفوا ما عجز عنه إبليس، لقد قام الجنس البشري على تعظيم الله، والالتزام بالدين، وحب الأوطان، والرعاية والعناية بالأسرة، وتقدير القيم والأخلاق، والتضحية والفداء، فهدم الغرب والصهيونية وحكوماتنا المتصهينة الوظيفية كل هذا، وأشعلوا في البشر حال الفردية والأنانية والانتهازية وأسقطوا معها منظومة القيم والأخلاق التي اتسم بها بني آدم ، ولا مجال في هذ ه المقال لذكر حالة الانهيار الأخلاقي والتفكك الاجتماعي والفساد الفردي والانحراف الفطري، ولكن .. جاءت غزة بصبرها وصمودها لتعيد بناء حس المعاناة بآلام الآخرين على مستوى العالم، فنفضت الرماد عن جمرة الأخلاق المتقدة تحته، وكان البعض قد يأس من هذا الجيل في التغيير إلا أن غزة – بفضل الله وتقديره – أحيت الروح التي حاول الغرب وأدها، وأظهرت الوجوه التي عملت الصهيونية على طمسها، وأعادت بناء حس التضحية فيهم بعدما كاد أن يكون من مآثر الماضي، فصحوة الشباب التي تعم العالم اليوم من بركات غزة ، والحركة الطلابية لا يمكن إسكاتها، والشباب هم صناع الحياة، ولهذا؛ لا بد من استثمارها في إعادة إحياء البشرية من جديد، لا بد من العودة لتعظيم الله.. والالتزام بالدين.. وحب الأوطان.. والرعاية والعناية بالأسرة.. وتقدير القيم والأخلاق.. وإشاعة روح التضحية والفداء.

 

وتحت عنوان غرق الاقتصاد الصهيوني

قال الكاتب:
إن من الخسائر الفادحة والكبيرة جدا التي مني بها اليهود المحتلين كان انجراف اقتصادها في هذا الطوفان المبارك، فبالرغم أن الاقتصاد الإسرائيلي المدعوم من النظام العالمي وشركات عالمية صهيونية، إلا أن خسائر الغاصبين في هذا الصعيد بلغ الملايين والمليارات، وهنا بعض الأرقام التي تكشف عن خسائرهم البالغة وتدهور اقتصادهم في فج عميق:

– بلغت تكلفة الحرب 60 مليار دولار للمحتل الغاصب.
– أغلقت 726 ألف شركة إسرائيلية أبوابها مما زاد من نسبة البطالة وتدهور الصناعة.
– انسحاب 40% من المستثمرين الأجانب من السوق الإسرائيلي، إذ تدهورت الاستثمارات الأجنبية من 25 مليار دولار إلى 15 مليار دولار.

80%- من المجتمع الإسرائيلي يعانون من ديون متراكمة و25% يعانون من الفقر. – تبلغ خسائر الاحتلال على الصعيد الزراعي 520 مليون دولار شهريا. – أدت شلل حركة السياحة لدى المحتل الغاصب إلى خسارتهم 1,5 مليار دولار بالتزامن مع إغلاق الكثير من المنشأت السياحية.

وإن القائمة تطول وما خفي كان أعظم، ونقول ما قال موسى عليه السلام عندما دعا ربه على فرعون وملائه {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}.

كما وجه الكاتب توصيات تحت عنوان: هل أنت مرابط على ثغرك قائم بدورك وواجبك؟
جاء فيها:
إن كنت عالما أو خطيبا أو داعيا، فهل تحرض الناس على الجهاد وتدعو للنفير وتنصر المجاهدين على منبرك وفي خطبك وفي كتاباتك، وتقول كلمة الحق أمام الطغاة الجائرين؟

إن كنت إعلاميا، فهل تجعل من صفحاتك وقنواتك على منصات التواصل الاجتماعي ثغرا لنصرة إخوانك وخدمة هذا الدين، بالتحريض والدعوة وفضح جرائم وكذب طغاة الأرض؟

إن كنت تاجرا أو رجل أعمال، فهل تجعل من ما أكرمك الله عز وجل به من أموال دعما للجهاد وأهله ولإخوانك المستضعفين، وهل يعقل أن تخصص شركات الغرب جزءا من دخلها لحرب الدين وأنت لا تخصص قسما لنصرته؟

إن كنت أبا أو كنت أما، فهل غرستم في قلوب أبنائكم مبادئ الإسلام وحب الجهاد وضرورة نصرة هذا الدين، وربيتموهم على قصص خالد وصلاح الدين وقطز، وأعددتموهم ليكونوا جند الإسلام غدا؟

إن كنت معلما ومدرسا، فهل تعلم طلابك دروس العز وتاريخ المجد الإسلامي لتخرج جيلا مجاهدا أبيا، وتنقش فيهم معاني الإسلام التي يسعى الغرب الصهيوصليبي بمحوه وطمسه عن قلوبهم؟

إن كنت مهندسا أو عالما في العلوم والصناعات، فهل تجعل علمك وعقلك في خدمة الإسلام وفي معاونة المجاهدين في مواجهتهم للنظام الصهيوصليبي بكل ترسانته وتكنولوجيته واختراعاته؟

فأيا من كنت وأيما كان ما تتقنه، فهل جعلته في خدمة الإسلام وجعلت غايتك إعلاء كلمة الله ونصرة شرعه، وهمك نصرة إخوانك المجاهدين والمستضعفين، فإن لك دور في حرب الإسلام ضد الكفر وأهله، فهل تؤديه؟

 

وتحت عنوان: لا حل في إسقاط المجرمين المتواطئين إلا بالعصيان المدني

أدرج الكاتب مقتطفا من كتاب هذه غزة.. طليعة الأمة للتغيير للشيخ سالم الشريف كانت قد نشرته مؤسسة السحاب.
وجاء فيه:
هذه المظاهرات عليها أن تنتقل إلى المرحلة التالية، في بلادنا العربية والإسلامية على قطاعات جماهيرنا الغاضبة الشروع في عصيان مدني طويل الأمد حتى تسقط أنظمة الحكم، عطلُوا كافة وسائل المواصلات في البلاد من القطارات والحافلات والطائرات، لا تذهبوا لأعمالكم الحكومية، ولا تدفعوا فواتير الكهرباء والمياه والغاز وغير ذلك، عطلوا الدورة الاقتصادية فلا تذهبوا إلى المصانع والمتاجر والشركات التي تستنزفكم في مقابل النزر اليسير من الفتات الذي يلقى إليكم، الجنود والضباط العاملون والمجندون لا تذهبوا لوحداتكم بعد اليوم حتى يأتيكم قرار الحرب على اليهود من قادة الأمة الحقيقيين، على الجماهير أن يسيطروا بكل وسيلة متاحة على القصور والوزارات والبرلمانات ومجالس المدن والقرى والمؤسسات الحزبية ومقار الشرطة، أطلقوا سراح المعتقلين والمغيبين والمقهورين خلف الأسوار، شكلوا في مدنكم وقراكم ومحافظاتكم مؤسسات موازية تدير مصالحكم وتعبر عنكم، إن كلمة عصيان مدني تعني إصابة الحياة السياسية بالشلل التام لتسقط النظام العميل، من أجل بناء النظام الذي يعبر عن طموحكم ويحقق أهدافكم، وعلى رأس تلك الأهداف تحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية.
عصيانكم هو الشرارة التي ستحرك من بقي فيه خير من جيوشكم للانضمام إلى صفوفكم. وعلى قطاعات أخرى من جماهيرنا الغاضبة أن تقوم بتنظيم مجموعات أمنية سرية وعلنية وكلاهما مسلح، المجموعات العلنية مهمتها حماية العصيان المدني من رد فعل أدوات النظام من خونة الجيش والشرطة والبلطجية، هذه القطاعات يجب أن تكون حازمة في رد فعلها ودفاعها عن إخوانهم المعتصمين في كل مكان، إن الدرس الذي تلقاه الشعب المصري من هؤلاء الخونة لم تبرد ناره بعد، فكونوا مستعدين وبلا شفقة للقضاء عليهم قبل أن يقضوا عليكم، وأحرقوهم كما أحرقوكم، إنها نار أشعلها السيسي وميليشياته الخائنة من جيش وشرطة وإعلاميين ودعاة، وحان وقت القصاص، إن اغتيالهم هو مهمة المجموعات السرية. هل تشعرون بفتور عزيمتكم، اشحنوا عزائمكم وغضبكم بالنظر في عيون الأطفال والنساء المهجرين من أرض لأرض، عيون لا حياة فيها، إنها نظرات تائهة حائرة لا تعرف ما يفعل بها، أكبر أمانيها خيمة يأوون إليها تستر عنهم العيون، وشربة ماء ولحاف يدفئهم من البرد، فلا يلفحهم إلا مزيد من نيران القصف الصهيوني، يا أهل غزة: قال تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} سورة الرعد.

أن يقضوا عليكم، وأحرقوهم كما أحرقوكم، إنها نار أشعلها السيسي وميليشياته الخائنة من جيش وشرطة وإعلاميين ودعاة، وحان وقت القصاص، إن اغتيالهم هو مهمة المجموعات السرية. هل تشعرون بفتور عزيمتكم، اشحنوا عزائمكم وغضبكم بالنظر في عيون الأطفال والنساء المهجرين من أرض لأرض، عيون لا حياة فيها، إنها نظرات تائهة حائرة لا تعرف ما يفعل بها، أكبر أمانيها خيمة يأوون إليها تستر عنهم العيون، وشربة ماء ولحاف يدفئهم من البرد، فلا يلفحهم إلا مزيد من نيران القصف الصهيوني، يا أهل غزة: قال تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} سورة الرعد. يا جماهير أمتنا الغاضبة؛ اعلموا أن الله معينكم وناصركم، قال سبحانه وتعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}سورة الصافات ، اليوم لا يصح بحال من الأحوال التأخر عن نجدة أهلنا في غزة العزة، ولا يصح لعاقل أن يتركهم فريسة ينفرد بهم التحالف الصهيوصليبي، و تظل الحكمة الخالدة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) محرضًا لكل ذي لب يستنهض بها من حوله ليقوموا بدوره في هذا الصراع ليزيحوا هذه الكربة عن إخوانهم في غزة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:’’ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.’’ هذا حديث صحيح، متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، واعلموا أيها الأشاوس أن هذه الحرب لها ما بعدها، فإن تقاعسنا عن النصرة كل في ميدانه، فسينفرد بنا العدو ولن نجد وقتها من يزم شفتيه تأسفًا على ما صار الأمر إليه. ارفعوا شعارات النصرة لغزة، وللتغيير في بلادكم، ولكل مسلم الحق بأن يطلق ما يشاء من الشعارات التي ينصر بها قضيته، وليس مطلوبا منه إلا أن يوافق قوله عمله، فالبدار البدار فكل كلمة وفعل لبنة في صرح النصر القادم لا محالة إن شاء الله، والأفعال هي الأرقى والأنجع في تغيير حال الأمة، من أجل هذا؛ لم يعد صالحا بحال الاكتفاء بالمظاهرات، ولا بد من التغيير، الذي يعني إسقاط أنظمة الحكم العميلة للغرب، ولن يحدث هذا إلا بالعصيان المدني.

 

وتحت عنوان: من حجر لسلاح.. عزيمة تناطح السحاب

قال الكاتب:
قبل بضعة أعوام، لم يكن يملك شباب الإسلام في فلسطين لمقاومة المحتل الغاصب إلا الحجر والمولوتوف الحارق والسكاكين، ورغم ذلك لم يستكينوا أو يهونوا، بل استمروا في التنكيل بأعداء الله بما استطاعوا، ملبين نداء الله عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وأيضا: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ }، فظلوا يذودون عن دينهم ومسرى نبيهم بصدور عارية ويد فيها صخرة وعزيمة تكفي لإحراق العالم، حتى يسر الله عز وجل لهم وتمكنوا من امتلاك بعض الأسلحة، فأضافوا قوة إلى عزمهم وجلدهم، ورغم شح السلاح وقلته لم يهنوا قائلين: لا نملك ما يكفي، بل نفذوا قول الله عز وجل : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}، فكانوا يتناوبون على استخدام البارودة الواحدة، فلربما كانت متداولة بين شخصين أو ثلاثة، فمضوا في عزمهم وجهادهم، حتى من الله عز وجل عليهم، فبعد الأحجار أمست البواريد في أيدي الشباب ترمي اليهود إلى الردى، وبعد زجاج المولوتوف كانت العبوات التي تخرق مدرعاتهم التي ظنوها حصنا حصينا وتمنعهم من عذاب الله، فسير الله لهم عباده، وبعد أن كانوا فرادى، أضحوا كتائب وجماعات ترعب المحتل ويحسب لهم الغاصب ألف حساب، فنفذوا على اليهود العمليات الخاطفة وهدوا بأمن المستوطنات، ونزعوا أرواحهم بصيلات الرصاص في المفترقات والطرق والشوارع والحواجز. وبعد هذه الصولات التي أرعبت المحتل، عزم المغضوب عليهم على سحق عزيمتهم ودفن جهادهم، فاغتالوهم وأسروهم وطاردوهم واعتقلوا أهاليهم وفجروا منازلهم وسلطوا عليهم سلطة أوسلو العميلة، فلم يزد شباب الجهاد في فلسطين بذلك إلا إصرارا على الجهاد، ولم تجعلهم دماء وأشلاء رفاقهم إلا عازمين على المضي في درب المقاومة التي ارتوى بدم أحبائهم.

وإن خير شاهد على عزيمة وإصرار أولئك الفتية الذي باعوا أنفسهم لله هي آخر حملة شنها الغاصبون على الضفة المجاهدة لإطفاء شعلة الجهاد وشل حركة المقاومة التي أسموها (صيف المخيمات) وأسماها المجاهدين (رعب المخيمات) والتي كانت كذلك على أحفاد القردة والخنازير الذين حشدوا آلاف الجنود ومئات الآليات، واستنفروا استخباراتهم وجواسيسهم، فقتلوا وأسروا ودمروا وأحرقوا وقالوا.. انتصرنا وغلبنا، رغم خسائرهم الفادحة، ولكن هيهات، فما هي إلا أيام وخرج عليهم مجاهدي الضفة بثأر أعظم وعزيمة أكبر، فأسقط في يد اليهود.. فيا شباب الإسلام، إن شباب ومجاهدي الضفة لمثال حي أمامكم، بأن من يرد الجهاد ورفع الظلم عن أمته ودينه، فما عليه إلا العزم والمضي قدما {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ }، فاعزموا على الجهاد ورد صيال الأعداء عن أمتنا المكلومة ورفع كلمة الله على الأرض، واسعوا إلى ذلك بما تستطيعون وتقدرون عليه، ولا عليكم بقلة النصر وشح الإمكانيات، فالله متول أموركم، فقد بدأ إخوانكم في الضفة بالحجارة في أيديهم وأصبحوا الآن يمتلكون السلاح ويصنعون العبوات وينصبون الكمائن، ولا يرهبنكم قوة العدو ولا سجونه ولا استخباراته، فإخوانكم هناك تترصد لهم جهاز استخبارات مدعوم بكافة استخبارات العالم، وتتربص بهم سلطة من أخس السلطات بوسائلها القمعية البشعة، وتواجههم واحدة من أقوى ترسانات العالم، إلا أن ذلك لم يمكنهم من التنكيل بالكتائب والجماعات التي جعلت من قراهم الصغيرة وبيوتهم البسيطة وأزقتهم الضيقة عرائن يرتعب اليهود من فكرة دخولها، فكانوا ولا زالوا كابوس الصهاينة وأرق سلطة الجواسيس. فاعزموا وتوكلوا على الله واقتدوا بإخوانكم في فلسطين لإسقاط سلطات بلدانكم، التي تطعن في دينكم، وتحول بينكم ونصرة إخوانكم، وتنهب خيراتكم، وتتحالف مع كل عدو مجرم.. فإن أول ما يمنعكم عن نصرتكم لدينكم هي أنفسكم، فقَوﱡوا عزيمتكم وامضوا واسعوا، فإنا لقوم إذا عزمنا تناطح عزائمنا السحاب وتهد بأسنا الجبال.. والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

 

وفي مؤلفه قال الكاتب: إليكم تيجان رؤوسنا

أبطال الجهاد وأهل الثغور في أرجاء العالم

كلمات الشيخ الجليل مصطفى أبي اليزيد رحمه الله:

نستحضر ما يفعله الأعداء في أمة الإسلام، ما فعلوا من انتهاك للأعراض، ومن سجن للمجاهدين، ومن تعذيب لهم ومن اضطهاد، ومما حصل مثلا الآن في غزة من قتل للأطفال والنساء بالمئات، كل هذا نستحضره في لقاء هؤلاء الأعداء، وهؤلاء الأعداء هم أنفسهم مثل اليهود أو هم واليهود وجهان لعملة واحدة، لا فرق، والذين يثبتون اليهود في فلسطين هم هؤلاء الغرب، أمريكا والغرب هم الذين يثبتون اليهود، وهم الذين زرعوها من الأصل، فعندما نتذكر المجازر التي حصلت لإخواننا وأهلينا في فلسطين، في غزة، عند ذلك ننتقم من أعداء الله هنا، ونعزي أنفسنا بعدم قتالنا في غزة وفي فلسطين بأننا نقاتل هنا من يحمون هذا الكيان الصهيوني، ومن يدافعون عنه ومن يقفون خلفه .

 

التحذير من الرافضة

ووجه الكاتب تحذيرا من الرافضة قال فيه:
احذروهم فهم الخائنون والخنجر المسموم
يا أمة الإسلام، إن تاريخ الرافضة كله خيانة وخذلان، ولم تكن لهم شوكة في كل تاريخهم إلا على الإسلام والمسلمين، ولم تكن لهم نكاية إلا بأهل السنة، ومهما هتفوا من شعارات رنانة ووعود كبيرة، فما هي إلا كلام فارغ، لا يتبعه شيء، فكما رأينا في الآونة الأخير هددوا وواعدوا اليهود بعظيم الانتقام والبأس الشديد، فكانت بأسهم الشديد الذي وعدوا به، صواريخ فارغة أشبه ما كانت بالألعاب النارية وما ذلك إلا ذرا بالرماد في عيون الجماهير التي بدأت برؤية وجههم القبيح وكذبهم الفظيع.. فيا إخواني المسلمين، إن الرافضة لم يتولوا أمرا من أمور المسلمين إلا أفسدوه، ولكنهم دائما يدعون الصلاح والإصلاح، فانظر كيف أقنع الوزير الرافضي المستعصم بنقص عدد الجنود داخل بغداد وغير ذلك تحت مسمى مصلحة الدولة حتى يسلمها ذاك الوزير الخائن في ما بعد لهولاكو، فيضع السيف في أهلها والنار في أرجائها؟ وانظروا كيف تسلم العبيديين الروافض مدينة القدس بقولهم أننا ذات شوكة وبأس ونحن أقدر على حمايتها، فما إن جاء الصليبيون ضمنوا سلامتهم وسلامة أموالهم بالتعاون والاتفاق مع الصليبيين، ثم سلموا القدس للصليبيين ليدنسوا الأقصى بأقدامهم النجسة ويلطخوا باحاته بالدماء المسلمة.. وانظروا كيف كان شاور وزير الدولة العبيدية الرافضة على استعداد ليسلم مصر للصليبيين مقابل أن يقضوا على صلاح الدين وعمه أسد الدين شيركوه؟ وانظروا كيف كانوا خنجرا مسموما في جسد الأمة.. ففي الخلافة العثمانية، كلما كانت تقوم بحملاتها على الغرب الصليبي تدك قلاعه وتعلي راية الحق فوق ربوعه وتفتح مدنه واحدة تلو الأخرى، كان الصفويين يستغلون هذه الفرصة بالإغارة على أراضي المسلمين فتتوقف الحملات في الغرب لردع الصفويين.. وانظروا كيف اغتالوا عدد من أعلام أمتنا وقاداتها، فقد اغتالوا القائد مودود والمجاهد الأمير آق سنقر وحاولوا اغتيال صلاح الدين وهناك أقوال تقول أنهم من اغتالوا عماد الدين الزنكي، وكل أولئك العظماء لم يكن همهم إلا جهاد الصليبيين وتحرير الشام والأقصى من أيديهم.. ويكفي النظر إلى العقود الأخير لنرى كيف تلطخت أيدي الروافض بدم أهل السنة، وكيف يسعون إلى تشيع الجماهير المسلمة بطرق خبيثة ووسائل ماكرة وجعلهم يعتنقون معتقداتهم الباطلة التي تدعو إلى القول بتحريف القرآن وسب الصحابة وتقديس بعض أئمتهم وتحليل ما حرم الله وغير ذلك من أفكارهم الضالة.. وإن تاريخهم الأسود المليء بالخيانة أطول من أن يسرد هنا في بضع سطور، وإن ما يحدث اليوم لخير شاهد على خيانتهم وتلاعبهم بالمسلمين، فهل مناوشاتهم مع اليهود خففت عن أهل غزة شيئا، وهل ثأرهم وردهم على مجازر لا تتوقف منذ عام ودماء عشرات الآلاف من المسلمين هي بضعة صواريخ فارغة وقعت في مناطق خالية..؟؟! فيا أهل الإسلام، الحذر الحذر، فكيف تأمنون أولى قضاياكم التي هي فلسطين ومصير أقصاكم إلى أولئك الخونة الروافض الذين ما إن تنتهي مصلحتهم من تبني القضية، سيخونونكم كما خانوا من قبل أهل بغداد وأهل القدس.. ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين..

 

وتحت عنوان: للذل ضريبة وللكرامة ضريبة

نقل الكاتب مقتطفات من كتاب «متعة مجاهد» الشيخ أبي البراء الإبي رحمه الله

•وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ” رواه الترمذي وصححه الألباني. • قال الشيخ عطية الله تقبله الله: ” إن المآسي التي يواجهها المسلمون اليوم في العراق وسيواجهونها فيه وفي غيره، هي ضريبة لابد، بحسب سنة الله تعالى، أن يدفعوها ثمناً لسكوتهم الطويل عقوداً وربما قروناً على المنكر والفساد وتركهم للجهاد وابتعادهم عن دين الله تعالى..!!! أوَ يظن مسلمٌ يعرفُ دينه ويعرف سنة الله أن ذلك يمكن أن يمرّ بدون جزاء أو يمشي سدىً؟!”. “ضريبة الحق.. وضريبة الباطل: ضريبة الحق مهما عظمت فهي بين أمرين: إما نصر، وإما شهادة، وهما في حقيقتهما كلاهما نصر وعز وكرامة! أما ضريبة الركون إلى الباطل والرضى به، فهي توجب على صاحبها الدخول في عبودية العبيد..! توجب عليه أن يقدم النفس، والعرض، والأرض، والولد، والمال وكل ما يملك في سبيل الطاغوت. توجب عليه أن يفقد عزته، وكرامته، وشخصيته، ليذوب في شخص الطاغوت! أعجب من أناس يشحون على الخالق الرازق – سبحانه وتعالى – بالقليل.. بينما في سبيل الطاغوت يجودون بالنفس والمال وكل ما يملكون. (بصير).
قال الأستاذ سيد قطب تقبله الله: “إن للذل ضريبة كما أن للكرامة ضريبة. وإن ضريبة الذل لأفدح في كثير من الأحايين. وإن بعض النفوس الضعيفة ليخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة رخيصة، مفزعة قلقة، تخاف من ظلها، وتفرق من صداها، يحسبون كل صيحة عليهم، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة.. هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة. إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة. يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون “.

يقول سيد قطب رحمه الله في الظِلال: “فحين كان بنو اسرائيل يؤدون ضريبة الذل لفرعون وهو يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم لم تتدخل يد القدرة لإدارة المعركة. فهم لم يكونوا يؤدون هذه الضريبة إلاّ ذلا واستكانة وخوفا. فأمّا حين استعلن الإيمان، في قلوب الذين آمنوا بموسى واستعدوا لاحتمال التعذيب وهم مرفوعو الرؤوس يجهرون بكلمة الإيمان في وجه فرعون دون تلجلج ودون تحرج، ودون اتقاء للتعذيب. فأمّا عند ذلك فقد تدخلت يد القدرة لإدارة المعركة، وإعلان النّصر الذي تمّ قبل ذلك في الأرواح والقلوب”. • لما سقطت غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس، وأخذ رنين وبكاء يتردد في غرف قصر الحمراء وأبهائه وكانت الحاشية منهمكة في حزم أمتعة الملك المخلوع في ركب قاتم مؤثر يحمل أمواله وأمتعته ومن ورائه أهله وصحبه القلائل وبعض الفرسان المخلصين وكانت أمه الأميرة عائشة تمتطي صهوة جوادها يشع الحزن من محياها الوقور. وحين بلغ الباب الذي سيغادر منه المدينة إلى الأبد ضج الحراس بالبكاء وتحرك الركب نحو منطقة البشرات وفي شعب من الشعاب المطلة على غرناطة وقف أبو عبد الله الصغير مودعا لمدينته وملكه، فاجهش بالبكاء على هاتيك الربوع العزيزة، فصاحت به أمه عائشة الحرة: “ابكِ مثل النساء مُلكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال”؟

قال أحد الناجين من الجحيم الهندي في سريناغار عاصمة كشمير المحتلة “إن العملية مكلفة، والخسائر باهظة، ولكن لابد من دفع الضريبة والثمن، فدفع ضريبة العز والحرية لا تقارَن بدفع ضريبة الذل والمهانة “.

قالوا: فتقتلُ، قلتُ: تلك شهادةٌ
ولها خرجتُ أريدُ خيرَ جِوَارِ
قالوا: فتُجرَحُ أو تُصَابُ، فقلتُ
ذا يومَ المعادِ لدى الإلهِ فخاري
قالوا: فتُؤسر، قلتُ: يوسف أُسوتي
في السِّجنِ قضّى زهرة الأعمار
قالوا: فدربكَ بالمكارهِ مُوحــــشٌ
فعلام تبغي العيشَ في الأخطار؟!
قلتُ: المكارهُ وصفُ دربِ جِنَانِنَا
أما النَّعيمُ فوصفُ دربِ النَّار

 

نجميل المقالة بصيغة PDF L من هنا