منظمة العفو الدولية تؤكد مقتل مدنيين بالغارات الجوية الأمريكية في الصومال وتنتقد إصرار أفريكوم على الإنكار
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
منذ تصاعدت وتيرة الهجمات الأمريكية في الصومال تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سواء عن طريق ضربات الطائرات بدون طيار أو عن طريق إنزالات القوات الخاصة، ارتفعت معدلات القتلى في صفوف المدنيين بشكل لافت.
ورغم تواتر الشهادات والأدلة التي تثبت قتل الأمريكيين لمدنيين في الصومال، أصرت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) على إنكار مقتل هؤلاء الضحايا واعتبرتهم جميعًا مقاتلين في صفوف حركة الشباب المجاهدين بما فيهم الأطفال الصغار الذي أثبتت منظمات حقوقية مقتلهم بأيدي أمريكية.
أدلة موثوقة
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها يوم الثلاثاء يحمل عنوان “الحرب الأمريكية المخفية في الصومال” نشر على موقعها، أن لديها أدلة موثوقة تؤكد على أن الغارات الجوية الأمريكية في الصومال تسببت في مقتل ما يقرب من عشرين مدنيًا، في 5 غارات من عشرات الغارات الأمريكية في الصومال، ونُفذت هذه الغارات الخمس بطائرات دون طيار من نوع ريبر وطائرة مزودة بطيار في ولاية شبيلي السفلى الإسلامية. وقالت المنظمة: “يبدو أن الهجمات قد انتهكت القانون الإنساني الدولي، وقد يصل بعضها إلى جرائم حرب”.
كما وجهت المنظمة أصابع الاتهام للبنتاجون كونه لا يحقق بشكل محايد وشامل في أدلة موثوقة بأن غاراته الجوية المتصاعدة حدتها بسرعة في الصومال أودت بحياة العديد من المدنيين.
وكما جرت العادة، كان الرد المتوقع والسريع من جهة أفريكوم هو الطعن في نتائج تقرير منظمة العفو الدولية، والإصرار على أن الجيش الأمريكي أجرى تحقيقات في 18 حالة من الإصابات المحتملة بين المدنيين منذ عام 2017 ولم تكن أيا منها حقيقية.
تقارير صحفية توثق
من جانبه أشار تقرير صحيفة الجارديان الذي تناول هذه القضية باهتمام إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية صدر في نفس اليوم الذي أكد فيه مسؤولون في الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وسكان محليون، أن غارة أمريكية بطائرة بدون طيار قتلت مدنيين يوم الإثنين.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية شهادة محمد سياد، الرجل المسن في قرية “لانتا بورو” بالقرب من بلدة أفغوي الزراعية جنوب الصومال، الذي أكد مقتل أربعة مدنيين بينهم موظفون في شركة اتصالات محلية معروفين بين السكان، وقال في الهاتف: “لم يكن لديهم أي علاقة بحركة الشباب”.
كما نقلت شهادة عبد العزيز حاجي، أحد السكان المحليين في نفس المنطقة والذي أكد بدوره أن الطائرة بدون طيار دمرت السيارة التي كان يركبها الضحايا وقال:” لقد احترقت الجثث حتى أننا لم نتمكن من التعرف عليها، لقد كانوا مدنيين أبرياء قتلوا على أيدي الأمريكيين دون أدنى سبب.. ولطالما أفلت الأمريكان من هذه الأخطاء الفظيعة”.
ارتفاع ملحوظ
ويجدر الإشارة إلى أن عدد الضربات الأمريكية في الصومال ارتفع بشكل كبير بعد 30 مارس/آذار 2017، عندما وقع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي يعلن جنوب الصومال “منطقة عمليات عدائية فعلية”. ومنح الجيش الأمريكي سلطات أكبر وصلاحيات أوسع في قيادة العمليات العسكرية ضد حركة الشباب المجاهدين.
ونفذت القوات الأمريكية 34 غارة في الأشهر التسعة الأخيرة من 2017 – أكثر مما كانت عليه في السنوات الخمس بأكملها من 2012 إلى 2016. ثم ارتفعت مرة أخرى في 2018، إلى 47 غارة؛ وكان هناك بالفعل 24 غارة في أول شهرين من عام 2019 وحده.
تحقيقات وأدلة محرجة لأفريكوم
وكشفت منظمة العفو الدولية عن أدلة دامغة على أن الغارات الجوية الأمريكية قتلت ما مجموعه 14 مدنيًا، وأصابت ثمانية آخرين، في خمس هجمات، يظهر أنها انتهكت القانون الإنساني الدولي، ويمكن أن تشكل في بعض الحالات، جرائم حرب. ووردت أنباء تفيد بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين بغارات أخرى لا يمكن تأكيدها بما يكفي لإدراجها في التقرير. بحسب ما جاء في تقرير المنظمة.
وأدرج تقرير المنظمة مثالًا القصف الأمريكي الذي نفذ بالقرب من قرية دار السلام، حيث أسفر عن مقتل ثلاثة مزارعين محليين في ساعات الصباح الباكر من يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وكانوا يستريحون في العراء بعد العمل خلال الليل في حفر قنوات الري.
وبعد أن قامت منظمة العفو الدولية بتحليل الأدلة الفوتوغرافية للجثث وجدتها تتفق مع شهادات شهود العيان.
وقال أحد المزارعين من قرية دار السلام لمنظمة العفو الدولية: “كان صوت الطائرة أعلى من ذي قبل، في اليوم الذي وقع فيه الهجوم ففي الأسابيع السابقة، اعتادت المجيء والمغادرة، وفي تلك الليلة فقط لم تغادر. كان تأتي وتأتي وتأتي. وعندما سمعنا الصوت [ضربة جوية]، توقف كل شيء … كنت خائفًا للغاية. لم أستطع مراقبة المزرعة على الإطلاق. لجأت إلى ملجأ تحت الشجرة واختبأت … هؤلاء الشباب الثلاثة لم يتوقعوا أن يقتلوا بالطائرة، ولم نتوقع أن يصمت العالم إزاء هذا الأمر”.
وكما في الحالات الأخرى التي حققت فيها منظمة العفو الدولية، حدد العديد من السكان المحليين الضحايا بأنهم مدنيون وليسوا مقاتلين من “حركة الشباب”.
وقد سمحت صور المزارعين الثلاثة القتلى والمنطقة المحيطة بها لفريق التحقق الرقمي التابع لمنظمة العفو الدولية بتحديد موقع الغارة الجوية.
وأضاف تقرير منظمة العفو الدولية : “كما أنها (الصور) تقدم أدلة مهمة أخرى، مثل تفتت التربة، والحفرة التي يبلغ ارتفاعها متر واحد، التي سببتها الذخيرة شديدة الانفجار، فضلاً عن شظايا الذخائر التي من الواضح أنها من ذخيرة من طراز GBU-69/B Small Glide Munition. ولا يمكن إطلاق هذا النوع من الأسلحة إلا من طائرة AC-130 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وهي غالبًا ما تستخدم في الدعم الجوي المباشر للمشاة، وليس في غارات جوية معزولة. ولم تشاهد في الصومال منذ أكثر من عشر سنوات، ويمثل وجود الطائرة تصعيدًا للنزاع. ولم تبلغ أفريكوم عن استخدام طائرات AC-130، لكنها أكدت أنها نفذت غارة جوية في منطقة شبيلي السفلى في حوالي الساعة الثالثة صباحًا في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، زاعمة أنها قتلت “عدة” مسلحين.”
ويجدر الإشارة إلى أن شهود عيان أكدوا استخدام القوات الأمريكية لطائرات AC-130 في مرات عديدة في الهجمات في الصومال ولكن أفريكوم تنكر ذلك.
وجاء في تقرير المنظمة: “في حالة أخرى، قُتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، عندما انفجرت شاحنة يشتبه في أنها لـ “حركة الشباب” أثناء مرورها عبر قرية إيليمي في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017. وتظهر صور الأقمار الصناعية أن ما يصل إلى 10 مبان قد دُمرت جزئيًا في الانفجار، وأدى ذلك إلى اندلاع الحرائق”.
ونقلت المنظمة شهادة صديق لأحد الذين قتلوا في الانفجارَ الذي وقع في فرسولي، وهي قرية تبعد 14 كم حيث قال: “لقد كان ضخمًا … خلال حوالي خمس دقائق، استطعت رؤية دخان مظلم كبير يتصاعد. قلنا جميعًا حدث شيء فظيع حقًا … هرعت إلى مكان الحادث … الشاحنة دمرت بالكامل. تم إحراق القرية بأكملها. كما تم حرق جميع الأشجار القريبة. كان هناك حفرة كبيرة حيث أصيبت الشاحنة”.
وقالت المنظمة : “في حين أن أفريكوم تنفي بشكل قاطع شن الهجوم على إيليمي، إلا أن هناك أدلة دامغة على تنفيذ غارة جوية، وقد تكون وكالة أمنية أمريكية مسؤولة عنها”.
وذكرت تقارير إعلامية وشهود عيان أن الانفجار وقع عندما أطلقت ذخيرة على الشاحنة من الجو. وقد فحصت منظمة العفو الدولية صور الأقمار الصناعية وجدتها تتفق مع أن الغارة الجوية هي التي تسببت في الانفجار.
مراوغة أمريكية للإفلات من العقاب
قال برايان كاستنر، كبير مستشاري برنامج الأزمات بشأن الأسلحة والعمليات العسكرية، في منظمة العفو الدولية: “إن عدد القتلى المدنيين الذين اكتشفناهم في عدد قليل من الضربات الجوية يشير إلى أن السرية التي تحيط بالدور الأمريكي في حرب الصومال ما هي إلا ذريعة للإفلات من العقاب”.
“فنتائجنا تتناقض بشكل مباشر مع شعار الجيش الأمريكي المتمثل في عدم سقوط ضحايا مدنيين في الصومال. ويبدو هذا الادعاء بمثابة خيال عندما تأخذ بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة قد ضاعفت غاراتها الجوية في جميع أنحاء البلاد ثلاثة أضعاف منذ عام 2016، متجاوزة عدد غاراتها في ليبيا واليمن مجتمعين”.
وأكدت المنظمه بأن باحثوها خلال التحقيق سافروا إلى الصومال، وأجروا أكثر من 150 مقابلة مع شهود العيان والأقارب والأشخاص النازحين بسبب القتال، والمصادر ذات الخبرة – بما في ذلك في الجيش الأمريكي – وقاموا بتحليل الأدلة الداعمة بدقة، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وشظايا الذخيرة، والصور إثر الضربات الجوية.
ويتواجد في الصومال بحسب ما أعلنت أفريكوم ما بين 500 إلى 600 جندي أمريكي.
نتائج توسيع الصلاحيات تخالف القانون الإنساني
وفقًا للجنرال الأمريكي المتقاعد دونالد بولوكيد (قائد أفريكوم السابق الذي تقاعد في منتصف عام 2017) والذي تحدثت إليه منظمة العفو الدولية، قلل هذا الأمر من العبء على الجيش الأمريكي لضمان عدم قتل المدنيين في الغارات الجوية. ومما يدعو إلى القلق، أن الجنرال يعتقد أيضًا أن الأمر التنفيذي وسّع شبكة الأهداف المحتملة ليشمل أي شخص بالغ يعيش في قرى متعاطفة مع “حركة الشباب”، ويُشاهد بالقرب من المقاتلين المعروفين.
وعلى سبيل المثال، في هجوم على قرية فرح وايس، تدعي أفريكوم أن “جميع الأفراد الذين أصيبوا أو قُتلوا كانوا أعضاء في “حركة الشباب” أو منتسبين إليها”، بينما وثقت منظمة العفو الدولية مقتل رجلين مدنيين، وجرح خمس نساء وأطفال، بالإضافة إلى الإصابات في حركة الشباب. بحسب ما جاء في تقرير المنظمة.
وعارضت أفريكوم تعليق بولوكيد، ورفضت تقديم توضيح بشأن معايير الاستهداف التي تتبعها لأسباب أمنية.
من جانبها قالت المنظمة: “إن الإذن بتوسيع الأهداف هذا ينتهك القانون الإنساني الدولي، ويؤدي إلى القتل غير المشروع للمدنيين”.
من المرجح ارتفاع عدد القتلى
وبحسب منظمة العفو الدولية فإن من المعروف أن القوات الأمريكية قد نفذت 76 غارة جوية أخرى في الصومال خلال الفترة التي فحصتها منظمة العفو الدولية، بالإضافة إلى 24 في الشهرين الأولين من 2019، وبالتالي فإن عدد القتلى المدنيين قد يكون أعلى بكثير.
أما بالنسبة للصوماليين المتضررين من الغارات الجوية الأمريكية، فقد كانت فرص الحصول على العدالة ضئيلة، إن توفرت أصلاً. ويكاد يكون من المستحيل الإبلاغ عن مقتل أو إصابة أفراد الأسرة أو المجتمع، بالنظر إلى موقع هذه الهجمات والمخاطر الأمنية المرتبطة بالقيام بذلك.
وقالت إيلا نايت، الباحثة في الشؤون العسكرية والأمنية والشرطية في منظمة العفو الدولية: “يتعين على حكومة الولايات المتحدة ضمان إجراء تحقيقات في جميع الادعاءات الجديرة بالتصديق بوقوع إصابات بين المدنيين، مع محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وتقديم التعويضات للضحايا والناجين”.
وأضافت: “ويتعين على كل من الولايات المتحدة والحكومات الصومالية وضع حد لغياب الشفافية، ويجب عليها بذل المزيد من الجهد لتمكين المجتمعات المتأثرة من الإبلاغ عن الضحايا المدنيين – وبدون ذلك، من المرجح أن يظل تحقيق العدالة أمرًا بعيد المنال”.
ومع استمرار أفريكوم في إنكار الجرائم التي تنفذها في الصومال رغم الأدلة الدامغة على ذلك، لا يزال رقم الضحايا المدنيين مرشحًا للارتفاع.
تاريخ أسود للأمريكيين في الصومال
وللولايات المتحدة الأمريكية تاريخًا أسودًا في الصومال، منذ حادثة “بلاك هوك داون” حيث أسقطت المروحيات العسكرية الأمريكية في عام 1993 ، ومنذ انتشرت صور جثث القتلى الأمريكيين التي كان يجرها الشعب الصومالي في شوارع العاصمة مقديشو.
ترك هذا التاريخ من الهزيمة المريرة آثارًا نفسية سلبية في القوة الأمريكية العظمى لدرجة تغيرت معه بشكل جذري سياسة واشنطن بشأن قرارات المخاطرة، وهو ما تجلى لاحقا بعد عام واحد من الحادثة برفضها التورط في رواندا متأثرة بما جرى مع جنودها في الصومال.
ولكن بعد أن استقرت الصومال في عام 2006 تحت سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية أزعج إدارة جورج دبليو بوش الإبن هذا الاستقرار وأدخل الصومال في حربه “الصليبية” الجديدة المعلنة على العالم الإسلامي.
وتجلى هذا الانزعاج بدفع الولايات المتحدة بقوة الجيش الإثيوبي لغزو الصومال، بهدف التخلص من المحاكم الإسلامية.
فتفاجأت الولايات المتحدة بعد ذلك بمقاومة شرسة لحركة الشباب المجاهدين التي قادت حرب التحرير بشجاعة كبيرة والإحساس بمرارة الاحتلال بحسب ما علقت صحيفة الغارديان البريطانية.
ومنذ هزيمة الإثيوبيين وانسحابهم من الصومال علا نجم حركة الشباب المجاهدين، ما دفع بالولايات المتحدة لتغيير أسالبب الحرب باستعمال قوات أميصوم وشن ضربات جوية انطلقت في تنفيذها منذ عام 2007 والتي أسفرت عن مقتل 21 شخصًا في نفس العام، واستمرت الهجمات الأمريكية بهذا الاتجاه إلى يومنا هذا لترسم منحنى متصاعد وصل ذروته تحت إدارة ترامب.
فشل الاستراتيجية الأمريكية في الصومال
ومع كل هذا التركيز في الضربات على حركة الشباب المجاهدين فشل التحالف الدولي في تأمين المراكز الحساسة للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في قلب العاصمة مقديشو، بحسب ما قال سيمون أليسون في تقريره على صحيفة الغارديان، واستمرت حركة الشباب في توجيه ضربات قاتلة ومفاجئة طالت القصر الرئاسي ومبنى الرئيس الصومالي عبد الله محمد فرماجو كما سيطرت على المشهد الأمني في العاصمة لتوثّق فشل الجهود الأمريكية والميليشيات الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي أميصوم التي تحصل على تمويل مستمر ومتكامل ولتثبت عجز الجميع في إيقاف هذه الهجمات.
إضافة إلى أن الضربات الجوية الأمريكية لم تحدث فرقًا كبيرًا – كما تدرك ذلك بوضوح الولايات المتحدة الأمريكية شدد أليسون.
وسبق وأن قال الجنرال توماس والدهاوسر – قائد أفريكوم- في خطاب له أمام الكونغرس الأمريكي الشهر الماضي. “في نهاية المطاف لم تهزم هذه الضربات حركة الشباب المجاهدين” ، ورغم اعترافه قال أليسون:” لم يتوقف عن المطالبة بالمزيد من الضربات الجوية في الصومال أكثر من أي شخص آخر في التاريخ”.
كما انتقد أليسون إصرار والدهاوسر على إنكار أن الولايات المتحدة متورطة في حرب حقيقية في الصومال.
وقال: “ولكنها بالنسبة للصوماليين الذين يقعون ضحية الذخائر الأمريكية، فهي بالتأكيد الحرب”.
من جانبها اعتبرت منظمة العفو الدولية موقف أفريكوم في الإصرار على إنكار جرائمها الموثقة بالأدلة الدامغة خطأ كبيرًا.
ويرى المراقبون أن هذا الاستهداف للمدنيين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ثم الإنكار يزيد من الحقد والكراهية التي يكنها بالأصل الصوماليون للأمريكيين ويحفز الرغبة في الانتقام كما يتفق وأهداف حركة الشباب المجاهدين المعلنة في قتال العدو الأجنبي المحتل للبلاد ويجعل مهمة واشنطن مستحيلة في الهيمنة على بلد القرن الإفريقي.