منذ عهد بوش الأب إلى عهد ترامب البنتاغون يستغل الصومال وينتهك حقوقه
فيما يلي ترجمة لتقرير نشر على موقع “وركرز وورد” للكاتب جون كاتالينوتو والذي نشر بتاريخ 2 أبريل 2019م
ترجمة خاصة لوكالة شهادة الإخبارية
سلطت منظمة العفو الدولية (أمنستي) الضوء في تقرير صدر في 20 مارس / آذار ، على النقاط الثلاث التالية بشأن التدخل العسكري الأمريكي في الصومال، في الجزء الشمالي الشرقي من إفريقيا المعروف باسم القرن:
1- يقدم التحقيق الجنائي أدلة موثوقة عن مقتل 14 مدنيًا في خمس غارات جوية فقط.
2- كانت هناك أكثر من 100 غارة شنتها طائرات أمريكية بدون طيار وطائرة بطيار منذ أوائل عام 2017.
3- تضاعفت الضربات في الصومال ثلاث مرات تحت حكم دونالد ترامب، متجاوزة عدد الضربات في اليمن وليبيا مجتمعتين.
وقال التقرير “في الحوادث المعروضة في هذا التقرير ، قُتل مدنيون وجُرحوا في هجمات يبدو أنها قد انتهكت القانون الإنساني الدولي، وقد يصل بعضها إلى جرائم حرب”. وتقع هذه الهجمات تحت أمر القيادة الأمريكية العسكرية في إفريقيا “أفريكوم”، التي يتمركز فيها أكثر من 7000 جندي أمريكي متواجدين في عدة قواعد عبر أنحاء إفريقيا.
ومع أن الضربات الأمريكية قد تصاعدت إلا أن التدخل الأمريكي في القرن الأفريقي ليس بالأمر الجديد. فقد بدأ هذا التدخل منذ عقود سواء مع الإدارات الديمقراطية أو الجمهورية تحت ذرائع شتى.
وتأتي هذه الذرائع كغطاء للمصالح الجيوستراتيجية والاقتصادية للإمبريالية الأمريكية في المنطقة.
حرب أوغادين 1977-1978
في عام 1977، في عهد الرئيس جيمي كارتر، عملت الولايات المتحدة على مواجهة حكومة ثورية مؤيدة للاشتراكية استولت على السلطة في إثيوبيا وبدأت تتقرب من الاتحاد السوفيتي وحلفائه في ما كان يمثل آنذاك المعسكر الاشتراكي.
الصومال التي تقع بجوار إثيوبيا، كانت حينها تطالب بأراضيها في منطقة أوغادين، والتي يقطنها سكان صوماليون، فعمد كارتر إلى تسليح الصومال لقيادة حرب ضد إثيوبيا بزعم أن ذلك جاء للدفاع عن حق تقرير المصير.
ثم بعد فشل محاولات الرئيس الكوبي فيدل كاسترو في جمع زعماء الصومال وإثيوبيا لتفادي الحرب، هاجمت الصومال إثيوبيا.
ووقف الاتحاد السوفيتي وكوبا وجمهورية ألمانيا الديمقراطية في صف إثيوبيا التي هزمت الجيش الصومالي.
ثم سقطت الحكومة الصومالية في البلاد في عام 1991، ولم تترك خلفها أي سلطة دولة مركزية مسؤولة.
وفي نفس الفترة وبالتزامن مع انهيار الاتحاد السوفيتي، أطيح بالحكومة الإثيوبية الثورية على أيدي جماعة مؤيدة للولايات المتحدة الأمريكية.
“بلاك هوك داون” – 1993
تحت إدارة جورج بوش الأب. تدخلت الولايات المتحدة بغزو الجيش الأمريكي للصومال في عام 1992، وزعمت هذه المرة أنها تتدخل في مهمة إنسانية – لإطعام الصوماليين الجائعين- واستمر الاحتلال تحت حكم بيل كلينتون كذلك تحت ذريعة “إنسانية”، حتى تم إسقاط طائرة هليكوبتر في العاصمة مقديشو وقتل الجنود الأمريكيين. فانسحبت قوات الولايات المتحدة في عام 1994.
ويكفي فيلم شوفيني المعروف بـ “بلاك هوك داون” ليعرف الناس ذلك، وهو الفيلم الذي ترك حسنة واحدة وهي أنه أبقى حقيقة التدخل الأمريكي الإجرامي في الصومال موثقة باستمرار، وإن تم تشويهها فإن الحقيقة هي أن الغارات الجوية الأمريكية قتلت 50 من الشيوخ الصوماليين خلال اجتماع لهم. وتسببت جرائم القتل الأمريكية في غضب السكان من الولايات المتحدة مما أدى إلى مقتل العديد من القوات الأمريكية.
ثم غزت القوات الإثيوبية – بقيادة حكومة موالية للغرب- الصومال المضطرب في عام 2006. كما عملت القوات الإثيوبية والكينية وقوات إفريقية أخرى بدعم جوي أمريكي على دعم نظام صومالي ضعيف في مقديشو.
ويُزعم أن الذريعة الحالية لتدخل الولايات المتحدة في الصومال هي مواجهة “الإرهاب”. ويوجد تنظيم رئيسي هناك يقتال حكومة مقديشو ويسمى “حركة الشباب”، على الرغم من مزاعم للولايات المتحدة تدعي أن تنظيم الدولة الإسلامية ينشط هناك أيضًا.
وهكذا وعلى مدار الـ 42 سنة مضت، استخدمت واشنطن ثلاث ذرائع مختلفة لمحاولة تبرير جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات العسكرية الأمريكية بحق الشعب الصومالي.