مقتل أكثر من 274 شخصاً وإصابة 1246 آخرين في قصف عنيف على لبنان وحزب الله ينفي مقتل علي كركي الرجل الثالث في قيادته
كشفت الإحصاءات الرسمية اللبنانية أن الضربات الإسرائيلية المتصاعدة، التي استهدفت مناطق متفرقة في لبنان، أسفرت عن مقتل أكثر من 356 شخصاً وإصابة 1246 آخرين، وفق البيانات الرسمية اللبنانية.
وبحسب المسؤولين اللبنانيين فإن الأعداد لمن جرى التعرف على هوياتهم.
وبين الأبيض أن الطرقات شهدت حركة نزوح كبيرة لآلاف اللبنانيين من المناطق المستهدفة بالضربات الإسرائيلية باتجاه مناطق أكثر أماناً.
خريطة الهجمات على لبنان اليوم.
وفي مؤتمر صحفي الإثنين، أكد الأبيض تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بالنازحين، مشيراً إلى تخصيص مراكز الرعاية في مراكز الإيواء لتقديم المساعدة وفق الأولوية، وتشمل الأولويات النازحين المصابين أو من يحتاجون إلى غسيل الكلى، مرضى السرطان، النساء الحوامل، الأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار الوزير إلى تخصيص خط ساخن لتقديم المساعدة للنازحين، الذي سيكون متاحاً ابتداءً من يوم غدٍ من الساعة 8 صباحاً حتى 8 مساءً، للرد على استفسارات النازحين وتوجيههم إلى أماكن تقديم الخدمات المناسبة.
فشل استهداف علي كركي
ونفى حزب الله مقتل علي كركي، الرجل الثالث بقيادة حزب الله، التابع لإيران في لبنان، وذلك بعد نجاته من قصف للاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الإثنين.
واستهدف الكركي بـ6 صواريخ لم يتفجر أي منها.
وتأتي الغارة بالتزامن مع سماع دوي صافرات الإنذار في مدينة حيفا الساحلية الشمالية والبلدات المجاورة، وهذه هي المرة الأولى خلال الحرب التي يؤدي فيها هجوم صاروخي لحزب الله إلى إطلاق صافرات الإنذار داخل المدينة، وليس ضواحي حيفا.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نفذ ضربة محددة الأهداف في بيروت لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل عن تلك الأهداف، فيما قال في بيان سابق أنه قصف نحو 800 هدف مرتبط بجماعة حزب الله في جنوب لبنان ومنطقة سهل البقاع يوم الإثنين.
وذكر الجيش في بيان “من بين الأهداف التي جرى ضربها مبان كانت جماعة حزب الله تخفي فيها صواريخ وقذائف ومنصات إطلاق وطائرات مسيرة وبنى تحتية إرهابية إضافية”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الجيش الإسرائيلي “يسحق” البنية التحتية لحزب الله التي تم بناؤها على مدى عقود في الضربات التي شنتها إسرائيل اليوم في لبنان، وأن زعيم الجماعة الإرهابية حسن نصر الله أصبح الآن وحيداً”.
ونقلت تايمز أوف إسرائيل عن مكتب وزير الدفاع قوله “في الأيام الماضية، هدمنا ما بناه حزب الله على مدى عشرين عاماً، وبقي نصر الله وحيداً، ولم تعد وحدات كاملة من قوة الرضوان فاعلة، وتم تدمير عشرات الآلاف من الصواريخ”.
ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، فإن علي كركي يعد من أحد كبار القادة في مجلس الجهاد التابع لحزب الله، و كان يقود القيادة الجنوبية ومسؤولاً عن العمليات العسكرية في جنوب لبنان.
وقد ورد اسم كركي في قائمة “عقوبات الإرهاب” التي فرضتها الولايات المتحدة، عام 2019، على عدد من قادة حزب الله، برفقة فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد حيدر.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه “يعمل على احتواء التصعيد في لبنان”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، فيما عبّر متحدث باسم الأمم المتحدة بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “يشعر بالقلق إزاء تصعيد الوضع في لبنان”، مشيراً إلى أنه قلق “إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين أعلنت السلطات اللبنانية عنهم”.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعب اللبناني إلى “أخذ تحذير إسرائيل على محمل الجد”، وقال إنهم “سيكونون قادرين على العودة إلى ديارهم بعد انتهاء القتال”.
وقال نتنياهو في بيان مصور: “حرب إسرائيل ليست معكم، بل مع حزب الله”، مضيفاً “منذ فترة طويلة، يستخدمكم حزب الله كدروع بشرية”.
وأضاف نتنياهو “لقد وضع صواريخ في غرف معيشتكم وصواريخ في مرآبكم، هذه الصواريخ والقذائف موجهة مباشرة إلى مدننا، مباشرة إلى مواطنينا”.
وأضاف نتنياهو، في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان: “ابتداء من هذا الصباح، حذركم الجيش الإسرائيلي من التعرض للخطر”.
حركة نزوح كبيرة
كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن أوتوستراد ومثلث خلدة شهد ازدحاماً كبيراً في كلا الاتجاهين وصولاً إلى بيروت، نتيجة إغلاق الجامعات والمدارس وحضور الأهالي لاصطحاب أبنائهم، بالإضافة إلى النزوح المتزايد من الجنوب بسبب التطورات الأمنية.
وفي مدينة صيدا، شهدت الشوارع الرئيسية ازدحاماً خانقاً بعد تقليص ساعات التدريس في المدارس والمعاهد وطلب الأهالي اصطحاب أبنائهم، نتيجة تفاقم الأوضاع في الجنوب، كما سجل المدخل الجنوبي للمدينة ازدحاماً في اتجاهها بسبب حركة نزوح أهالي القرى الجنوبية المستهدفة بالضربات الإسرائيلية.
وأفادت مراسلة بي بي سي في بيروت بأن مئات المركبات اصطفت أمام محطات الوقود لتعبئة البنزين، وسط تصاعد الأعمال الحربية، حيث شهدت جميع المحطات في منطقة المتن ازدحامات كبيرة.
وذكر مراسل من رويترز في جنوب لبنان أن سكان الجنوب تلقوا اتصالات هاتفية من رقم لبناني تأمرهم بالابتعاد فورا مسافة ألف متر عن أي موقع تستخدمه جماعة حزب الله اللبنانية. وتلقى مراسل رويترز المكالمة.
ووصلت هذه المكالمات حتى العاصمة بيروت.
وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الوزارة تلقت مكالمة مماثلة لإخلاء المبنى، لكنه أشار إلى أن الوزارة لن تفعل، وقال لرويترز “هذه حرب نفسية”.
وقال آندريا تيننتي المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لرويترز إن القوة شهدت في جنوب لبنان “تكثيفا للقصف في جميع أنحاء منطقة العمليات، بالقرب من الخط الأزرق وأيضا في عمق الجنوب”، في إشارة إلى الخط الذي يرسم الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
الرئيس الإيراني يمد يده
وقال الرئيس الإيراني في تصريحات مع التصعيد الإسرائيلي:”اغتالت إسرائيل هنية في طهران لجرنا إلى حرب إقليمية لكننا مارسنا أقصى درجات ضبط النفس” ، “اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية في طهران لن يبقى دون رد وردنا قادم”.
وأضاف الرئيس الإيراني:”مستعدون لوضع كل أسلحتنا جانبا لكن السؤال هو عن مدى استعداد إسرائيل لفعل الشيء نفسه. مستعدون للحوار مع واشنطن وحل الخلافات ويجب عليها الالتزام بتعهداتها”.
وبشـأن امتلاك السلاح النووي الذي تسعى له طهران قال:” لا نسعى لامتلاك القنبلة النووية وهذا النوع من السلاح ليس في عقيدتنا العسكرية”.
لكن بعد تداول تصريحاته على القنوات الإخبارية الدولية، فالت قناة PressTV إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ينفي التصريحات المنسوبة إلى الرئيس بزشكيان من قبل بعض وسائل الإعلام، والتي ادعت أنه “مستعد لتهدئة التوترات مع إسرائيل”، مؤكداً أن الرئيس لم يدلِ بمثل هذه التصريحات.