مقتل أكثر من 27 عنصرًا حكوميًا على الأقل بعملية استشهادية في مقديشو

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

نفّذت حركة الشباب المجاهدين يوم أمس الأربعاء 17 رمضان عملية استشهادية بسيارة مفخخة عند مدخل القصر الرئاسي للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في العاصمة مقديشو.

 

العملية التي ضربت أحد أحصن مناطق الحكومة استهدفت موكبًا لمسؤولين حكوميين ونواب في البرلمان وضباط في الميليشيات، وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.

 

وبحسب شهود عيان فقد سمع دوي انفجار العملية في معظم أنحاء العاصمة وتصاعدت أعمدة الدخان من منطقة القصر الرئاسي في حين شوهدت سيارات الإسعاف تتحرك مسرعة لنقل الجرحى والقتلى من مكان العملية.

 

وسجلت الحصيلة الأولية للعملية مقتل أكثر من 27 عنصرًا حكوميًا.

 

العملية تسببت في تدمير أكثر من خمس سيارات في المكان، وأظهرت الصور الملتقطة بعد التفجير آثار الدمار الكبير في المباني والسيارات.

 

وتؤكد التقارير الواردة من مكان العملية أن من بين القتلى وزير الخارجية السابق للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب “حسين عيلابي فاهيي” وسكرتير وزارة التخطيط “تبني” وسكرتير وزارة الزراعة “فنح” وضابط في المخابرات يدعى بـ “يوسف ديري” بالإضافة إلى عناصر من المليشيات الحكومية كانوا على متن عربة عسكرية تزامن مرورها في المنطقة مع وقت التفجير.

 

وزير الخارجية السابق “حسين عيلابي فاهيي”

 

كما تسببت العملية بإصابة العشرات من بينهم النائب البرلماني “أحمد إسماعيل شبيل” والنائبة “زينب محمد عامر” والنائبة “مريم عريف” في حين قتل أغلب حراس هؤلاء النواب المرافقين لهم.

 

مؤتمر صحفي للتفاصيل

من جانبها أعلنت حركة الشباب المجاهدين مسؤوليتها عن العملية على لسان المتحدث العسكري الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، خلال مؤتمر صحفي أعلن فيه المتحدث تفاصيل عدة عمليات تم تنفيذها في هذه الأيام.

 

وقال المتحدث العسكري: ” اليوم هو 17 من رمضان 1440 هـ سنتحدث عن العمليات الأخيرة للمجاهدين. أما العملية الأولى فكانت العملية الاستشهادية التي نفذها المجاهدون في أحد أوكار العدو في منطقة تقع بين القصر الرئاسي وسجن المخابرات (جودكا جلعو)”.

 

وأضاف المتحدث موضحًا تفاصيل العملية: “بفضل الله بعد مدة من الرصد والمراقبة استهدف المجاهدون بعملية استشهادية موكبًا يضم الطواغيت في البرلمان  وعناصر من مليشيات الردة”.

 

ووجه المتحدث العسكري شكرًا لمقاتلي الحركة قائلا: “ونقول لمن خطط لهذه العملية جزاكم الله خيرا، ونقول للاستشهادي الذي نفذها نسأل الله أن يغفر لك ويسكنك الفردوس الأعلى”.

 

وعن الأسباب وراء تنفيذ هذه العملية ومثيلاتها في العاصمة قال الشيخ عبد العزيز: “لقد أصبحت مدينة مقديشو سجنًا كبيرًا يقبع فيه سكانها تحت جبروت المرتدين الذين يؤذونهم ويضايقون عليهم، حيث أغلقوا جميع الطرقات مع اقترب شهر رمضان المبارك بلا مبالاة لحاجات الناس وذلك بحجة أنهم سيتفادون عمليات المجاهدين التي تستهدفهم، ولكن هذا الإغلاق زاد من معاناة المسلمين، مع أنه بفضل الله لم يؤثر أو يوقف عمليات المجاهدين والدليل على ذلك آخر عمليتين للمجاهدين تم تنفيذهما بالقرب من القصر الرئاسي ما يعني أن بقية المناطق هي أسهل بكثير لاستهدافها بالنسبة للمجاهدين”.

 

وبحسب المتحدث الرسمي ” نفذ المجاهدون منذ منذ بداية رمضان في العاصمة مقديشو لوحدها أكثر من 30 عملية بين عمليات اغتيال وإغارات وعبوات ناسفة واستشهادية” مضيفا أن “عمليات المجاهدين ستستمر”.

 

ووجه الشيخ عبد العزيز في المؤتمر تنبيهًا لسكان مقديشو لتفادي مواقع الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب والقوات الأجنبية حيث قال: “ونقول لإخواننا المسلمين ابتعدوا عن مقرات العدو قدر ما تستطيعون لكي لا تتأذو من عمليات المجاهدين التي تستهدفهم، فالمجاهدون يبذلون أنفسهم لطرد المحتلين من بلادكم ولا يطيب لهم أن تتأذوا في هذه الحرب”.

 

كما وجه رسالة للمقاتلين في حركة الشباب المجاهدين قال فيها: “وأخيرا أقول للمجاهدين جزاكم الله خيرا ضاعفوا عملياتكم أين ما كنتم وأخص بالذكر فرسان مقديشو فقد أشفيتم قلوب قوم مؤمنين”.

 

تصاعد العلميات في مقديشو

العملية التي استهدفت القصر الرئاسي في يوم 17 من رمضان تأتي بعد أقل من أسبوع من استهداف ضابط وعناصر من الميليشيات الحكومية بالقرب من القصر الرئاسي بسيارة مفخخة أودت بحياة عدد منهم وجرح عدد آخر.

 

ويجدر الذكر أن مجموع العمليات خلال 15 يوم منذ بداية شهر رمضان – بحسب بيانات حركة الشباب المجاهدين – بلغ 83 عملية، موزعة على عدة مناطق كانت أبرزها العاصمة مقديشو وولاية شبيلي السفلى، بـ 35 و21 عملية على التوالي. كما سجلت 4 عمليات في داخل كينيا.

 

وكانت حصيلة القتلى في صفوف القوات الإفريقية خلال النصف الأول من شهر رمضان، 23 قتيلا من إثيوبيا وأوغندا وكينيا وبورندي بينما جرح 20 من هذه القوات.

 

وبلغت حصيلة القتلى في صفوف الميليشيات الحكومية 53 قتيلا والجرحى 39 جريحًا خلال الأسبوعين.

 

من جانبها لم تعلق الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب حول الأسباب التي جعلت من تنفيذ العمليات العسكرية لحركة الشباب المجاهدين في أكثر المناطق تحصينا في العاصمة أمرًا مألوفا رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الحكومة وإغلاق الطرقات الرئيسية والفرعية.

 

وكذلك التزمت القوات الإفريقية الصمت أمام الإحصاءات بشأن قتلى وجرحى قواتها في النصف الأول من شهر رمضان الجاري.