مسؤول في الأمم المتحدة: المعاناة الرهيبة “تتزايد” في السودان

 

في الوقت الذي يدفع فيه القتال العنيف في دارفور مرة أخرى آلاف السودانيين إلى الفرار من ديارهم، يجب بذل المزيد من الجهود للتخفيف من معاناة الملايين النازحين بالفعل، بحسب ما قال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس.

“ستة أشهر وستة ملايين شخص أجبروا على الانتقال، أي بمعدل مليون شخص شهريا، إنها معاناة مروعة،” كما أفاد مامادو ديان بالدي، كبير المسؤولين الإقليميين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

خلفت الحرب بين القوات الموالية لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو- حميدتي- أكثر من 9000 قتيل منذ أبريل، وفقا لتقرير للأمم المتحدة.

وقال المسؤول الأممي إنه من بين ما يقرب من ستة ملايين فروا، غادر 1.2 مليون البلاد، “وهم أشخاص فخورون جدا يجدون أنفسهم يتسولون” وحياتهم “تعطلت تماما”.

وحذر من أنه في الوقت الذي تحول فيه انتباه العالم إلى الحرب في غزة، بدأ عدد الأشخاص الفارين من ديارهم في السودان في الارتفاع مرة أخرى، مع تقدم قوات الدعم السريع نحو نيالا، ثاني أكبر مدينة في البلاد في قلب دارفور.

وقالت مسؤولة أخرى في الأمم المتحدة في المنطقة، دومينيك هايد، على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس إنها شهدت “مشاهد دراماتيكية على الحدود مع السودان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول قوله إن “10 آلاف شخص يبحثون عن الأمان وصلوا في الأيام الثلاثة الماضية”.

وقال مامادو ديان بالدي إن الأولوية هي وقف الأعمال العدائية، مشيرا إلى أن المفاوضات الجارية في جدة السعودية تحتاج إلى “النجاح في وقف القتال”.

واستؤنفت المحادثات بين الأطراف المتحاربة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول. ولم تسفر المحاولات السابقة للوساطة إلا عن هدنات قصيرة انتهكت بصورة منهجية.

وقال إنه في غضون ذلك، “يجب أن نخفف من معاناة (اللاجئين) من خلال توفير الموارد لهؤلاء الأشخاص الذين تتزايد أعدادهم فقط”.

ودعت خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في أغسطس إلى تمويل حوالي مليار دولار، متوقعة وصول عدد اللاجئين إلى 1.8 مليون لاجئ بحلول نهاية عام 2023.

 

وقال المسؤول الأممي إن هذه الخطة لم تتلق سوى 38 بالمائة من التمويل المطلوب، في حين أن “الاحتياجات آخذة في الازدياد”، مشيرا إلى أن معظم اللاجئين يذهبون إلى أفقر المناطق في جنوب السودان وجنوب تشاد، حيث لا تستطيع المجتمعات المحلية استيعابهم.

وهذا يعني أن الأمم المتحدة ستحتاج إلى بناء مخيمات جديدة.

وقال المسؤول الأممي: “إنه آخر شيء نريد القيام به»، لكننا «بحاجة إلى إنشاء مخيمات جديدة، لأن السكان على الحدود» وفي «ظروف بائسة للغاية”.

كما دعا إلى مساعدة المجتمعات المحلية.

“نريد التنمية. علينا أن نستثمر في هذه الأماكن لأننا إذا قدمنا الدعم للاجئين فقط، فإن ذلك سيخلق توترات ويمكن أن تترجم التوترات إلى عنف”.