مدير وكالة المخابرات المركزية يزور سرا الصومال وكينيا وسط تصاعد التوترات في شرق أفريقيا
زار وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ، سرا دولتين على الأقل من شرق إفريقيا الأسبوع الماضي، وسط تزايد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة. وأكدت الحكومتان الكينية والصومالية الرحلة بعد أن عاد بيرنز بالفعل إلى الولايات المتحدة. بحسب ما نشر موقع أنتل نيوز.
وتشير التقارير إلى أن بيرنز عقد اجتماعا رفيع المستوى يوم الاثنين في نيروبي مع الرئيس الكيني وليام روتو ونور الدين حاجي، مدير جهاز المخابرات الوطني الكيني. وأفيد أيضا بأن سفيرة الولايات المتحدة لدى كينيا، مارغريت ويتمان، كانت حاضرة في الاجتماع. وفي وقت لاحق من الأسبوع، يوم الخميس، التقى مدير وكالة المخابرات المركزية مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مقديشو قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة.
ولا تزال التفاصيل المحددة للمناقشات خلال زيارة بيرنز غير معلنة، مما أدى إلى تكهنات كبيرة. والجدير بالذكر أنه من غير المعتاد إلى حد كبير أن يزور كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية شخصيا أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تتواصل وكالة المخابرات المركزية عادة مع الحكومات المحلية من خلال رؤساء المحطات أو السفراء الأمريكيين. تشير زيارة بيرنز الشخصية إلى أسباب مقنعة للمشاركة المباشرة. بحسب الموقع.
ووفقا لبعض وسائل الإعلام الكينية، شملت المناقشات عدم الاستقرار المتصاعد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والذي ينبع من مصادر مختلفة. ويشمل ذلك الصراع المستمر في السودان بين القوات المتحالفة مع الحكومة والميليشيات الموالية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، هناك اضطرابات متزايدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد انتخابات الشهر الماضي، مما أدى إلى إعادة انتخاب الرئيس فيليكس تشيسيكيدي. وأدت الخلافات حول نزاهة الانتخابات إلى نشر قوات عسكرية للحفاظ على السلام وسط تصاعد التوترات في جميع أنحاء البلاد.
وتتمحور مخاوف واشنطن أيضا حول استمرار وجود حركة الشباب المجاهدين في شرق أفريقيا. وتعمل حركة الشباب، الجماعة الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة، في الصومال، وتخوض نزاعا مع الحكومة الصومالية. ولدى الولايات المتحدة حاليا حوالي 500 مستشار عسكري في الصومال، يدعمون الحكومة الصومالية في جهودها ضد حركة الشباب. بحسب الموقع.
والجدير بالذكر أن وكالة المخابرات المركزية لم تصدر بيانا رسميا بشأن زيارة بيرنز إلى شرق إفريقيا.
ويتوقع مراقبون أن من أهداف الزيارة إعطاء التعليمات للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب لعدم التصعيد مع إثيوبيا بعد استيلاء الأخيرة على موطئ قدم في البحر الأحمر بتوقيع اتفاقية مع إقليم صومالي لاند الانفصالي يقضي بالاعتراف بالإقليم كدولة.
إضافة إلى ارتفاع الأصوات الشعبية التي تؤيد حركة الشباب المجاهدين في معارضتها للاتفاقية وتوعدها بمواصلة الجهاد لقطع الأيادي الجشعة التي تحاول الوصول لثروات الصومال. مما يخيف الإدارة الأمريكية أن يقوي أكثر هذا التأييد موقع حركة الشباب في الصراع بصفتها حامية حمى البلاد المسلمة ضد اعتداء نصراني. خاصة وأن الاتهامات لا تزال تنهال على الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب بأنها متواطئة في عملية البيع لممتلكات الأمة لأعدائها، وتتظاهر بالاعتراض للتهرب من المحاسبة.