مدير مكتب قناة الجزيرة السابق رئيسًا لجهاز المخابرات الصومالية

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

شهدت الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في الآونة الأخيرة تغييرات في المؤسسة العسكرية والأمنية شملت كل من قيادات الجيش والمخابرات ومصلحة السجون. كان منها ترقية مدير مكتب قناة الجزيرة السابق “فهد ياسين” من مرتبة نائب رئيس جهاز المخابرات الصومالية إلى مرتبة رئيس لهذا الجهاز خلفا لرئيسه السابق حسين عثمان الذي استقال من منصبه.

 

وتأتي هذه التغييرات بعد عجز الحكومة في ضبط الأمن في مقديشو نظرا لتصاعد الهجمات التي تنفذها حركة الشباب المجاهدين ضد مقراتها وقواعدها في العاصمة.

 

ويرى المراقبون أن عمل فهد ياسين كرئيس لمكتب مركز الجزيرة للدراسات في شرق أفريقيا منذ عام 2013 وقبل ذلك كمدير لمكتب قناة الجزيرة في الصومال، خوّله صلاحيات واسعة لتوطيد علاقاته مع المسؤولين الحكوميين في الحكومة الصومالية كان يغذيها بالتمويل الذي ترسله الدوحة لاستمالة الحكومة لصفها في الأزمة الخليجية التي تتصارع فيها مع المحور السعودي الإماراتي.

 

وهذا ما يفسر اندلاع الأزمة الإماراتية في البلاد وسحب أبو ظبي لقواتها المتكفلة بتدريب الميليشيات الصومالية بعد استيلاء حكومة فرماجو على ملايين الدولارات الإماراتية كانت على متن أحد الطائرات في مطار مقديشو.

 

واستلم فهد ياسين في عام 2017 منصب رئيس ديوان الرئاسة في مقديشو، بعد إدارته سرا لحملة الرئيس الحالي محمد فرماجو خلال انتخابات الرئاسة في نفس السنة.

 

وتأتي هذه الترقية في وقت توجه فيه أصابع الاتهام للدوحة بالتدخل في الشأن الصومالي وتوظيف بعض الهجمات على يد تنظيم الدولة في بوصاصو لطرد الإمارات من المنطقة بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير حديث لها عن تسريب لاتصال هاتفي بين مسؤولين قطريين والسفير القطري لدى الصومال.

 

وفي ظل استمرار الخلاف بين الحكومة المركزية في مقديشو والإدارات الإقليمية يأتي تنصيب فهد ياسين في رئاسة جهاز المخابرات الصومالية خطوة أخرى لتؤجج مشاعر العداء لقطر من قبل هذه الولايات ولتعمق أكثر المسافة بين فرماجو وخصومه الذي يوالون السعودية والإمارات.

 

فهل ستشهد الساحة الصومالية في الأيام المقبلة معركة جديدة للصراع بين دول الخليج أم أنها ستؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني وانفلاته وبالتالي انهيار الحكومة الهشة بالأصل والتي تصنّف بالأكثر فسادا في العالم.