“لا يستوي الخبيث والطيّب”: كلمة بمناسبة عيد الأضحى لأمير حركة الشباب المجاهدين

نشرت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين، كلمة لأمير الحركة، الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر، بمناسبة عيد الأضحى، في تسجيل استغرق عرضه نحو ساعة من الزمن، وتناول تهنئة للمسلمين بعيد الأضحى وتذكرة بفضل أيام ذي الحجة ثم 7 وصايا تتعلق بالصراع في الصومال وشرق إفريقيا.

واستفتح الشيخ الأمير كلمته بآيات قرآنية والتكبيرات، ثم قال:”الحمد لله الذي بلّغنا هذا العيد المبارك، وأنعم علينا بنعمة الإسلام والأمن تحت ظلال الشريعة الإسلامية، وهذه النعمة إنما تدوم علينا إذا قمنا بواجب الشكر والتعظيم لله عز وجل حتى يزيدنا منها، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾”.

وأضاف:”أود أن أغتنم هذه الفرصة لأرسل تحياتي إلى الأمة الإسلامية في كل مكان، وعلى رأسهم إخواننا المجاهدين المرابطين في جبهات القتال المختلفة والمسلمين عامة، وأقول لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. إنه يوم مبارك في شهر مبارك وختام للعشر الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، هو يوم فرح وسرور الذي أبدل الله لنا به أعياد الجاهلية مثل الأعياد الوطنية وبما يسمى بأعياد الاستقلال”.

واستدل الأمير بحديث نبوي ثم قال:”شرع الله لنا في هذا اليوم المبارك التقرب إليه بالأضحية والذبيحة اقتداء بسنة نبينا إبراهيم عليه السلام، فنسأل الله تعالى أن يتقبل حجكم وأضحيتاكم وهداياكم، ولا تنسوا المحتاجين والفقراء وشاركوهم في فرحتكم. قال الله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾، أكثروا من التكبير والتحميد والتهليل وعظّموا شعائر الله في هذه الأيام المباركة”.

ثم انتقل الشيخ للحديث عن الهدف من كلمته فقال:”فمع اقتراب نهاية عام 1443هـ أود أن أذكّر نفسي والشعب الصومالي المسلم ببعض القضايا والأمور الهامة في الوقت الراهن”.

 

قضية الجفاف
وقال الشيخ:”القضية الأولى التي أود أن أتطرق إليها هي الجفاف الحالي الذي أصاب إخواننا المسلمين في الصومال والوضع الصعب الذي تعيشها الأمة جراء قلة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية، والتي تأثر بها العديد من الناس في مناطقهم وتسببت في معيشية قاسية في جميع أنحاء البلاد”. “يأتي هذا الجفاف في وقت تترنح العالم بالكوارث مثل انتشار وباء كورونا، والفيضانات التي أصابت أجزاء من قارة آسيا، وتشهد أوروبا موجات حرارة غير مسبوقة وحروب طاحنة بين دول الكفر التي كانت متحدة منذ زمن طويل في قتال المسلمين وإيذائهم، تسببت هذه الحروب بدورها في ارتفاع تكاليف المعيشة التي تضرر بها كل من المسلمين والكفار”.

وأضاف:”فمن المناسب إذن والحالة هذه، أن نعترف بأن هذه الكوارث المتكررة مثل الجفاف والأمراض هي بما كسبت أيدينا، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾”، “إن أسباب كوارث اليوم معروفة وواضحة للجميع، فإذا ألقينا نظرة على بلاد المسلمين فإننا نرى أن أوامر الله قد ضيعت واستغرق الناس في مستنقعات الشهوات، وألبست الأمة العزيزة تاج الذل والهوان، وإذا كان التمييز بين المسلمين والكفار أمرا واضحًا بالأمس، فإننا نشاهد اليوم محاولة إلغاء جميع الفوارق والحدود بين الإسلام والكفر”. “وقد تزايدت في بلاد المسلمين المنكرات والمعاصي التي كانت محصورة في بلاد الكفر من قبل، وقد انتشر في أوساط المسلمين كل رذيلة وذنب، أعظمه الشرك بالله، ويترأس هذه الدعوة إلى الشرك المبين ويدافع عنها أشخاص ينتسبون إلى العلم، وقد نزع الله الإيمان والعلم من قلوبهم، فتراهم يعبدون القبور ويطوفون حولها، وقد ألقوا الأمة في مهاوي الشرك والضلال، ومثل هؤلاء المشركين الذين اتخذوا غير كتاب الله شرعا، وارتضوا بقوانين الديمقراطية، فضلوا وأضلوا”.

وكذلك قد تفشى في أراضي المسلمين جميع الرذائل والمنكرات المنهية عنها عرفا وشرعا، فقد انتشر الزنى، واللواط، والجهر بالفواحش، والتبرج، والاختلاط، وتعاطي المسكرات والمخدرات المختلفة مثل القات والخمور والحشيش جهارا نهارا. وقد لعب الدور الأكبر في نشر هذا الانحطاط الخلقي الإدارات المرتدة الموكلة من قبل الكفار لإفساد أخلاق المسلمين، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت منبراً للتداول وعرض الانحلال، والتي تستغلها الشركات المنحطة التي لا تبالي بمصدر دخلها وتتاجر بما حرمه الله، ويأتي كل هذا الفساد والانحطاط الخلقي في حين فرّط العلماء وطلاب العلم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

وواصل الشيخ كلمته قائلا:”ففي حين ظهور جميع ما أخبر بها رسول الله ﷺ في بلاد المسلمين، كيف يمكن للهيئات والحكومات الغارقة في الأزمات أن تتصدى للكوارث التي تواجه الأمة والتي هم أكبر السبب وراءها؟ فنصيحتي للشعب الصومالي المسلم أن نتقي الله ونتوب إليه، فإن الحل الوحيد للخروج من الأزمات هو التوبة النصوح والتضرع بين يديه قال الله، فإنما نستجلب رزق الله بعبادته والاجتهاد في طاعته والاستسلام لأوامره، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾”.

 

قضية الانتخابات
انتقل الشيخ للقضية الثانية في كلمته فقال:”والقضية الثانية هي حول ما يسمى الانتخابات في الحكومة المرتدة والوضع الراهن في البلاد. يعلم الجميع أنه في حين كان الشعب الصومالي المسلم يعاني من القحط والجفاف والجوع وندرة المياه، كان رؤساء حكومة الردة والمرشحون للرئاسة منشغلين بإهدار ملايين الدولارات في الدعاية والاستعداد لما يسمى بالانتخابات التي لا تجدي نفعا في تغيير مجرى الأمور في البلاد”.

 

واستشهد الإصدار بتصريح لعبد الرحمن عبد الشكور، عضو في برلمان الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب حيث قال:” تزامن الجفاف الحالي مع الخلافات الانتخابية التي هيمنت على البلاد، والجدل الدائر حول إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وهل ستكون هناك فترة إضافية للرئاسة؟ واستمر هذا النقاش لأكثر من عام ونصف ما أدى إلى تجاهل تام لمعاناة المتضررين من الجفاف والإهمال في تقديم المساعدات لهم وإعطاءهم القدر الكافي من الاهتمام ورفع قضيتهم إلى المنظمات الدولية لمساعدتهم. حكومتنا غير قادرة على سد احتياجات النازحين من الجفاف، لأنها تتلقى الدعم المادي والعسكري من قبل المجتمع الدولي. تنتابك الشكوك أحيانا هل كان هناك سياسة ممنهجة لإخفاء حجم الجفاف، فلم يكن هناك أحد من المسؤولين يتناول القضية وإنما كان جل الحديث يدور حول الحكم والسياسة والانتخابات فكانت الجهود كلها تركز على هذا”.

وعلق الشيخ الأمير على تصريح عضو البرلمان قائلا:”فالسياسة الصومالية تدور حول عصابة من العملاء الذين يتحكم فيهم الدول الأجنبية ويتناوبون الرئاسة بينهم، واليوم تم استبدال عميل بعميل ذليل آخر، لا يبالي بالشعب أو الوطن ولا يختلف عن الخائن السابق في بيع البلاد وخيراتها للأعداء، ولم يمر بهذا البلاد عميل أطوع للكفار ولا أذل ولا أحقر ولا أصغر همة ولا أفسد منه، ويتذكر الشعب الصومالي المسلم في مقديشو كيف استولى على الأموال العامة، وفوق ذلك كله هو أول من ركع لجثث الكفار الصليبيين. فإذا كان رؤساء حكومة الردة بالفعل يهتمون بالشعب الصومالي لما ساقوا جيوش الأعداء إلى البلاد، ولم يقوموا بتسليم مواردها وموانئها للأجانب، ولم ينفقوا 2.3 مليون دولار شهريا على رواتب قادتهم، ولو كانوا متعاطفين حقًا مع القضية الصومالية لما أساءوا معاملة الشعب المسلم الفقير، بل لاهتموا بهم ولم يهملوا فقرهم وجوعهم وحالة جفافهم”.

وفي تصريح آخر عرضه الإصدار لعضو البرلمان، قال فيه:”الحكومة الصومالية السابقة تبرعت بمليون دولار لمساعدة المتضررين من الجفاف ولم تدفع من هذا المبلغ سوى مئة ألف دولار فقط”. وفي إجابة عن سؤال:” أين المبلغ المتبقي؟”. قال عضو البرلمان:”صرحت الحكومة الصومالية بأنها لا تملك سوى هذا المبلغ، بمعنى أنه لا يوجد لديها ما تساعد به المتضررين من الجفاف، وأنا على يقين بأن الرئيس الجديد وحكومته لا تملك شيئا، ولذلك أكرر لكم أن الحكومة الصومالية لا يوجد لديها ما تساعد به المتضررين من الجفاف، أما الميزانية الجديدة البالغة 900 مليون دولار، فلن تصرف 10 دولار من هذا المبلغ لمساعدة المحتاجين. فميزانية الحكومة كلها مخصصة لدفع رواتب الجنود وأعضاء مجلس النواب والعاملين في القصر الرئاسي ومكتب رئيس الوزراء وموظفي الحكومة وغيرها من الوزارات”.

وقال الشيخ أبو عبيدة:” وإذا ألقينا نظرة على تاريخ هؤلاء الرؤساء ومدة رئاستهم، ما هو التطور الذي حققوه في البلاد وما الذي قدموه للشعب الصومالي؟ إلى اليوم لم يحلوا المشاكل العديدة التي أحاطت بالبلاد على مدى الثلاثين عامًا الماضية، سواء كان ذلك في النمو الاقتصادي، أو الإنتاج الزراعي، أو تحسين قطاع الصحة والتعليم، أو الحد من نسبة البطالة لدي الشباب، أو توفير الخدمات الأساسية العامة أو تقديم التدابير الوقائية للتغلب على الجفاف الذي أضر بالبلاد والعباد لمدة طويلة. إن مثل ما يسمى بالحكومة الصومالية التي يتم دعمها على مدى السنوات العشرين الماضية من قبل الدول الصليبية الغربية كبيت العنكبوت، قال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾”.

وأضاف:”إنها حكومة مرتدة ضعيفة وإن شاء الله لن تقف على قدميها طويلا، إنهم عملاء ومثلهم مثل البهم العمياء التي تجري خلف الضبع الذي يوشك على التهامها، ولا يبالون بالشعب الصومالي المسلم ولا يعملون في مصلحته وإنما همهم نيل المناصب وتنفيذ مصالحهم الشخصية ومآرب أسيادهم الصليبيين الذين يدعمونهم. إنهم أفراد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، وتتناقض أهدافهم وطموحاتهم مع الواقع الذي يعيشون فيه تمامًا، وهل يعتقد هؤلاء أن وعودهم الكاذبة وأحلامهم الوهمية واستجدائهم للصليبيين وصراخهم المستمر حول العالم سيبني لهم حكومة؟”.

وتساءل:”السؤال الحقيقي هو: إلى متى سيظل الشعب الصومالي المسلم غارقا في سباته، أو ما زالوا مخدعوين بالوعود الكاذبة، إلى متى سينخدع الصوماليون بإيماءات الإطراء والأحلام الكاذبة في تحقيق الاستقلال المزعوم؟ إلى متى ستغريهم السياسات الكاذبة والمجاملة؟ أما آن للأمة أن تدرك المؤامرات الخادعة والمخططات الخبيثة التي تنسج لها؟ أما آن لها أن تتفطن للشعارات الفارغة والأكاذيب؟ أما آن لها أن تسترد حقوقها وتنتفض على الظلم الذي يمارس ضدها ليلا ونهارا؟ أولم تنتبه بعد بأن هذين المرتدين اللذين تناوبا الرئاسة إنهما عملاء مسلوب الإرادة وهما وجهان لعملة واحدة. أما المرتد الذي ركع لجثث الصليبيين وتم تعيينه رئيسا حاليا، لن يغير من أوضاع البلاد شيئا، فهو عديم الكفاءة والذكاء والتدين والضمير والقدرة على قيادة الشعب الصومالي المسلم، فكيف له أن يقود أمة ويحقق لها الرخاء وهو تائه ضال؟”.

وواصل قائلا:”وأقول للمرتدين، إن أطماعكم طيف من خيال ولهف وراء سراب لن يتحقق أبدًا إن شاء الله. فلكم الخيار في إبقاء المرتد الذي اخترتموه أو تركه وتبديله بغيره، ولكن اعلموا جيدا: أن أرض الصومال المسلمة لن يحكمها إلا الإسلام ولن تطبق فيها إلا الشريعة الإسلامية الكاملة، واعلموا أن القرارات التي تمليها الدول الأجنبية على عملائهم المرتدين والتي تهدف إلى حماية المصالح الأجنبية لن تطبق في هذه الأرض الإسلامية. ولن نسمح أبدًا بتشكيل حكومة غير إسلامية ولن نقبل بإدارة لا تطبق الشريعة الإسلامية بالكامل في هذا البلد، ودونها سفك أنهر من دماء الأعداء، وهدم مؤسساتهم الشاهقة، وقتل كثير من المرتدين وإجراء العقوبة الشرعية عليهم إذا لم يتوبوا إلى الله، فإن توبتهم ورجوعهم إلى الحق أحب إلينا من قتلهم”.

قضية بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية للصومال
انتقل الشيخ الأمير للقضية الثالثة حيث قال في كلمته بمناسبة العيد:”القضية الثالثة هي حول قوات الاتحاد الأفريقي التي تحولت مرة أخرى ووقعت اتفاقية أخرى مع الصليبيين لتمديد حملتها حتى نهاية عام 2024، وقد أعلنوا أن انتدابهم هذا يرتكز حول ثلاثة أهداف رئيسية: بناء جيش قادر على القضاء على المجاهدين وتهدئة البلاد وتسليم المسؤولية الأمنية إلى الجيش الصومالي المرتد، ولكن السؤال الجدير بالذكر هو، هل تستطيع القوات الصليبية أن تحقق خلال عامين ما فشلت في تحقيقه خلال 15 عامًا أم هو مجرد محاولة لتمديد الوقت؟ واليوم في حين لجأت القوات الصليبية في خنادقهم مثل الضباع التي تهرب من بزوغ الفجر، هل يمكنهم فعلا هزيمة المجاهدين في غضون عامين بعد فشلهم في ذلك خلال 15 عامًا؟”.

وأضاف:”تصدى المجاهدون للغزوات الصليبية المتتالية على شعب الصومال المسلم لأكثر من 15 عامًا، سواء كانت هذه الغزوات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو عسكرية، وخلال هذه السنوات، عاش المجاهدون مع المخططات الصليبية والمؤامرات الخبيثة التي حاكها الكفار ضد الأمة الإسلامية لمدة طويلة”. “على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية، واجه المسلمون في الصومال العديد من الغزوات الصليبية والمؤامرات الشرسة بقيادة العملاء المرتدين، ومن بين هذه المؤامرات التي نسجها الكفار، ظهور أمراء الحرب التسعة في مقديشو والذين تم تمويلهم وتسليحهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فخذلهم الله وانتصر المجاهدون عليهم”.

وواصل الشيخ موضحا:”وبعد هزيمة أمراء الحرب، استبدلهم الكفار بالقوات الإثيوبية والمرتد عبدالله يوسف الذي كانت تسانده الطائرات الأمريكية الحربية وبوارجها جواً وبحراً والقوات الإثيوبية على الأرض، فخذلهم الله بعد معارك شرسة ونصر المجاهدين، ثم استبدلهم الكفار بالمتلون المنسلخ من دين الله، شريف المرتد الذي وصل إلى السلطة ببيع دماء الشهداء التي أريقت على ثرى الصومال من منطقة «بنديردلي» إلى «رأس كمبوني» بعد أن خان المجاهدين معتمدا على فتاوى علماء السوء الذين أحلوا له ما حرم الله. ثم خلّفه في منصبه المرتد حسن شيخ محمود الذي أضاف الركوع إلى جثث الكفار إلى تاريخه المخزي الحافل بالذل والخنوع للكفار، ثم استبدله الصليبيون بالسفيه المغرور فارماجو، الذي حاول بحماقة تشكيل حكومة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، واليوم عاد إلى الحكم مرة أخرى المرتد حسن شيخ الذي انحنى لجثث الصليبيين وهو أحقر العملاء المرتدين على الإطلاق”. “لقد شهد المجاهدون على مر السنين مؤامرات مختلفة لتأسيس حكومة مرتدة تخدم أطماع الصليبيين، وكانت هذه الأنظمة المرتدة مدعومة من دول الغرب التي قدمت لها المساعدات المالية والتوجيهات الفنية والدعم اللوجستي والتدريب العسكري والتسليح، بالإضافة إلى تبرعات من دول عربية ومساعدات تركية ومرتزقة أفارقة يسعون لاحتلال أراضي المسلمين”.

وقال الشيخ أبو عبيدة:”واليوم بعد 15 عامًا من غزوهم، ها هم الصليبيون الأفارقة يحاولون الفرار، وقد بدأوا الانسحاب بعد سحقهم أمام ضربات المجاهدين وعرض صور جثثهم في وسائل الإعلام. لجأ الصليبيون الأفارقة اليوم إلى الحد من تحركاتهم وتحصين قواعدهم لوقف النزيف وتقليل الخسائر في صفوفهم، وبعد 15 سنة من المذابح ضد أهلنا يرغبون ألآن في العودة إلى بيوتهم وأبنائهم وعائلاتهم سالمين، فما أحمق الصليبيين وما أجهلهم مما يراد لهم. لأكثر من 15 عامًا، احتل التحالف الصليبي الأفريقي أميصوم، أمتنا وقام بشتى الجرائم ضد أهلنا، كانت 15 عاما من القهر والإذلال المستمر، 15 عاما من العدوان والاحتلال السافر على شعب الصومال المسلم الذي ديست كرامته.

15 عاما من المجازر والمذابح المتواصلة بحق المسلمين العزل الذين سلبت حريتهم وحقوقهم، 15 عاما من الاغتصاب والانتهاكات ضد المرأة الصومالية المسلمة، ولقد عانى الشعب الصومالي على مدى 15 عاما من الجفاف والجوع والعطش بسبب العقوبات المفروضة عليه”.

ولكن بفضل لله، واصل الشيخ الأمير قائلا:” لم يقعد المسلمون في الصومال مكتوفي الأيدي خلال هذه السنوات من الاحتلال، بل واجهوا الصليبيين بمقاومة مسلحة وجهاد مستمر وتضحية واستشهاد. هذا الجهاد الذي تشرف بها جميع القبائل المسلمة في الصومال وقاوموا المحتلين وبذلوا أموالهم وأنفسهم من أجل تحرير أرضهم، وهذه 15 عاما التي مضت خير شاهد على ذلك والأمة شاهدة كذلك. وأقول للكفار المحتلين أيا كانت مسمياتهم، كيف وجدتم قتالنا بعد 15 عامًا من غزوكم؟ هل انحسرنا أو انتشرنا؟ هل وهنا أم ازددنا قوة وعزة وشرفا بالجهاد الذي فرضه الله علينا؟ هل تحققت توقعاتكم بهزيمتنا أم مكنّنا الله في الأرض؟ هل وقفنا عن هجماتنا أم ضاعفناها؟ كما تزرعون تحصدون، فكيف وجدتم مرارة الهزيمة ولهيب المعارك؟ ألم ينقلب التهديد والتكبر حزنا وندما؟ ألم تحل المنايا بعقر داركم؟ ألم تترمل نسائكم؟ ألم ينحن على قتلاهنّ، الويل والثبور لهنّ؟ ألم نجبرهنّ على لبس الحداد بعد ترملهنّ؟ ألم يتوقفن عن زغاريد السرور والغناء؟ ألم يغش هول المصيبة عقولهنّ وأضرم نار الأسى قلوبهنّ؟”.

وأضاف:”من بين غارات المجاهدين المباركة التي دخلت صفحات التاريخ المشرقة، معركة “عيل برف” التي سحق فيها القوات البوروندية، كانت هذه المعركة ثأرا للمسلمين المضطهدين في تلك المنطقة والذين تعرضوا للجرائم المستمرة من قبل القوات البوروندية، ولأكثر من أسبوع كامل كانت جثث الصليبيين البورونديين متناثرة تتعفن في الأدغال تنهشها الوحوش الضارية. لم ينسحب هؤلاء الصليبيون من قاعدتهم بالاستجداء ولا التسول، بل أرغموا على الفرار بالرصاص والعمليات الاستشهادية بعد أن اقتحم شباب بواسل ذو صبر وجلد قواعدهم باذلين أرواحهم في سبيل لله ابتغاء جنات النعيم. وهذه الغزوة المباركة خير شاهد على أن الأمة الصومالية المسلمة أمة تأبى الضيم والخضوع للاحتلال وأنهم يكرهون الصليبيين المحتلين، ودليل ذلك أنه لما اقتحم المجاهدون القاعدة الصليبية البوروندية وسيطروا عليها، قام أهالي المنطقة بجمع الغنائم والعتاد العسكري بعد المعركة، كما أنهم شاركوا في أسر وقتل والإجهاز على فلول الصليبين الذين لاذوا بالفرار في الغابات”.

وقال الشيخ:”إن الجرائم التي ارتكبها الصليبيون الأفارقة ضد الشعب الصومالي المسلم لن تُنسى أبدًا وستبقى منقوشة في أذهاننا، ولن يتم تجاهلها أو التخلي عنها ما بقي الدهر، وسيلقون مسيرهم عاجلا أم آجلا بإذن الله، وقد تعهد المجاهدون أن يذيقوهم طعم الذل المرير ويجروهم كؤوس الخزي التي جرعوها أمتنا لمدة طويلة، وسيلحقوهم الهزيمة والدمار حتى ينسحب آخر جندي من الصومال أو يقبر فيها. أقول للتحالف الصليبي الأفريقي إن الحرب سجال وستهزمون بإذن الله، فاعتبروا بما حل للأمريكان في أفغانستان، ها هي أمريكا التي كان لديها أكثر من 100,000جندي و 100,000من المرتزقة في أفغانستان فانسحبت في النهاية ولم تحقق النصر أو أيا من أهدافها، وأصبح المجاهدون أقوى مما كانوا في بداية الحرب”.

 

قضية هزيمة أمريكا في أفغانستان
وانتقل الشيخ الأمير للقضية الرابعة في كلمته حيث قال:”كانت الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد الإسلام خلال العشرين عاما أطول حرب في تاريخ أمريكا، وبلغ إجمالي الإنفاق على الحرب أكثر من 7 تريليونات دولار، أي ما يفوق تكلفة الحرب العالمية الثانية. أعلنت القوات الأمريكية لأول مرة أنها ستنسحب من أفغانستان نهاية عام 2014، وخلال ذلك العام وحده اعترفت القوات الأمريكية بمقتل 55 فقط من جنودها في جميع ساحات الحرب، بينما انتحر ما يقرب من خمسة أضعاف هذا العدد أي 269 جنديًا، وبين عامي 2015 و 2016 نفذت الولايات المتحدة أكثر من 2200 غارة جوية في أفغانستان ولكن النصر لم يلح في الأفق بعد، فعلى الرغم من جهودها لإخفاء هزيمتها، اضطرت الولايات المتحدة إلى إخراج قواتها ومعداتها سرًا من البلاد، حتى انسحبت نهائيًا دون أي شروط بعد أن أدركت أنها لا تستطيع الحد من مقتل جنودها وتدمير اقتصادها”.

وأضاف:”لقد انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان دون استشارة الحكومة الأفغانية المرتدة، بل تركتها ثم قامت بشماتتها قائلة: «لم تكن حربنا أبدًا حول بناء الدولة ولا يمكننا غرس الإرادة القتالية في جيش غير راغب في القتال»، هذه هي الولايات المتحدة التي تعتمدون عليها، لم تشاور حتى الاتحاد الأوروبي الذي كان حليفها وشريكها في المصالح والمبادئ، ويعرف الجميع ما حل بـ 350 ألف من الجنود الأفغانية الذين دربتهم الولايات المتحدة ومصيرهم، لقد انهاروا جميعًا بعد أن تخلى عنهم الشيطان الذي ساقهم إلى الحرب وانهارت حكومتهم، ومن أصدق من الله قيلا: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾”.

وفي هذه الأثناء قال المعلق على الإصدار:”ولم تتوقف هزيمة الأمريكان على هذا الحد بل لا زالت آثر الحرب تلحقها في عقر دارها: شارك أكثر من 4 ملايين جندي أمريكي في الحرب ضد الإسلام منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وأعلنت الولايات المتحدة أن 7057 جنديًا وأكثر من 8000 مرتزقا قتل خلال الحرب، وإن كانت هذه الأرقام في الحقيقة أكثر من ذلك. وأكبر من هذا العدد بكثير الجنود الأمريكيون الذين يقومون بقتل أنفسهم يوميا، وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن في العام الماضي وحده انتحر أكثر من 30 ألف جندي أمريكي الذين شاركوا في الحروب بعد 11 سبتمبر، وقد خصصت الحكومة الأمريكية أكثر من 10 مليار دولار لمواجهة العدد المتزايد لحالات الانتحار بين الجنود، بينما يقدم الكونجرس الأمريكي 20 مليون دولار سنويًا لوزارة الدفاع لبرامج وقف الانتحار، وعلى الرغم من كل ذلك لم يتوقف عدد حالات الانتحار حيث ينتحر جندي أمريكي واحد على الأقل كل ساعة”، “لقد تركت إصابات الدماغ الرضحية والإعاقات الناتجة عن عبوات المجاهدين أثرا بالغا في حياة الجنود الأمريكيين خلال 20 عامًا من الحرب، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 20٪ من جميع الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حربي أفغانستان والعراق أصيبوا بإصابات دماغية، مما أدى إلى مقتل 30,564جنديًا، بينما أصيب أكثر من 44٪ منهم، أي ما يقرب من مليوني جندي أمريكي، بإعاقات مرتبطة بالخدمة العسكرية، وهذا العدد يزيد عن ضعف عدد حرب الخليج الأولى وثلاثة أضعاف عدد الحروب السابقة. ولقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكي أن أكثر من 430 ألف جندي أمريكي أصيب بإصابات دماغية رضحيه بين عامي 2001 و 2020″.

وواصل المعلق موضحا:”أما من حيث الظروف المعيشية والسكن، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 37 ألف جندي أمريكي الذين شاركوا الحروب بعد 11 سبتمبر يعيشون بلا مأوى وليس لديهم سكن، بينما أصبح ما يقارب 400 ألف جندي عاطلين عن العمل في العام 2021 وحده. بالإضافة إلى ذلك، ذكر المؤشر السنوي الذي أصدره مركز الدفاع الوطني التابع لـ”مؤسسة التراث” الأمريكي أن القوة العسكرية للجيش الأمريكي تدهور منذ عام 2015، وأشار التقرير إلى أن الجيش الأمريكي لا زال غير قادر على الدفاع عن المصالح الأمريكية وحلفائها في فرض صراع يشمل جبهات متعددة حول العالم”، “وإذا ألقينا نظرة على وضع الشعب الأمريكي، وجدنا أن نحو 130 شخصًا ينتحر كل يوم في الولايات المتحدة، كما ارتفعت جرائم القتل المرتبطة بالأسلحة النارية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 25 عامًا، وزادت بنسبة 35٪ تقريبًا، مما أودى بحياة أكثر من 45 ألف مواطن أمريكي. علاوة على ذلك، شهد الاقتصاد الأمريكي ارتفاعًا في معدلات التضخم والكساد التجاري في بداية هذا العام ، بينما تشير أحدث التقارير إلى أن ما يقرب من 40 مليون أمريكي يعيشون في فقر مدقع”.

وقال أيضا:”إن الحكومة الأمريكية اليوم قد تهاوت إلى أدنى مستوياتها، لقد فشلت في تهدئة البلد، وإخضاع الصراعات السياسية، وتحسين الاقتصاد المتدهور، وإيجاد حل لتفشي الكراهية والعنصرية، ووقف إراقة الدماء في البلاد، وما هذا كله سوى جزء صغير من تداعيات الحروب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الإسلام منذ عام 2001″.
وعلق الشيخ أبو عبيدة على هذه المعطيات قائلا:”إذن فهل يمكن للدول الأفريقية التي تساهم بجنودها في بعثة الاتحاد الأفريقي والتي تعاني من الفقر والفساد والأمراض المتفشية أن تتحمل عبء الحرب على الإسلام عندما يوقف الغرب الصليبي دعمه المالي؟ الجواب بالطبع لا”.

 

رسالة إلى الشعب الصومالي المسلم
وأرسل الشيخ الأمير برسالة إلى الشعب الصومالي قال فيها:”أما رسالتي للأمة الصومالية المسلمة أقول: ليكن هدفكم واضحاً، ولا ترضوا بأي شيء أقل من تطبيق كامل للشريعة الإسلامية في البلاد، لا تقبلوا أن تحكمكم القوانين المخزية التي كتبها الغربيون لاستعباد المسلمين ولا تستبدلوا الدساتير الوضعية بشريعة الله المتكاملة، شريعة مبنية على العدل والرحمة، وهي يسر ومشتملة لجميع مصالحنا الدنيوية والأخروية وارتضاها الله لنا، قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾”.
وأضاف:”ولقد عاينتم بركة تطبيق الشريعة الإسلامية والولايات الإسلامية خير مثال لذلك، فكل ما يضاد الشريعة هو من الجاهلية التي لا يرضي الله بها، ولا يمكن أن يتصادف الإسلام والجاهلية أبدا ولا شيء يمكن أن يوحدهما، فلا تساوموا على دينكم وعقيدتكم”.

 

وقال أيضا موضحا:”إن الصراع الدائر في جميع أنحاء العالم اليوم هو صراع بين الحق والباطل، بين إسلام خالص وجاهلية كافرة، ويسعى الكفار إلى إدماج المسلمين بالكافرين وإزالة الفوارق بينهما، ولتحقيق ذلك شنوا حرباً ضروسا على عقيدة الولاء والبراء، وقد حُصر الإسلام اليوم في شعارات السلام التي تدعوا إلى التعايش السلمي بين المسلمين والكفار. هو مبدأ يسعى إلى بناء علاقات ودية بين المسلمين الأبرار والكفار الأشرار، وهو مبدأ يمهد الطريق بأن نجتمع في مائدة واحدة مع الكفار الذين يسبون نبينا ﷺ دوما، ونقيم معهم علاقات حميمة وننبذ عداوتهم ناهيك عن محاربتهم، بينما يأمرنا الله تعالى أن نعاديهم ونقاتلهم بالقول والفعل حتى لا تكون فتنة، قال الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ وقد أخبرنا الله تعالى أن الكفار يتآمرون علينا ليلا ونهارا ويخططون لقتالنا، قال الله تعالى: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾”. “وبهذا أقول للشعب الصومالي المسلم، لا تنخدعوا بالكافرين ولا تدعموهم، ولا تجاوروهم أو تقتربوا منهم، إياكم أن تصدكم زخرفة الدنيا ومصالحكم المادية عن الحياة في ظل الشريعة الإسلامية فتكونوا من الخاسرين يوم القيامة، فهلموا إلى هدي الله وشريعته وهبوا لتكثير سواد المسلمين ولا تتخذوا أعداء الله أولياء. ها هم أبناؤكم المجاهدون يقاتلون من أجلكم فقفوا معهم وانصروهم في جهادهم، واعلموا أنه لو هُزم المجاهدون اليوم، لا قدر الله، فإن الكفار سيذلونكم، ولن يترككم المرتدون، ولن تنفعكم أموالكم ولن يبقى لكم عرض ولا شرف، ولن يصان لكم دين أو أرض، فاتقوا الله وتعالوا وانصروا دينه. أدعوكم إلى التمسك بكتاب الله والعمل به، فإنه مصدر قوتنا، وأدعوكم إلى الاقتداء بالنبي ﷺ والسير على سنته، فما دمنا مستمسكين بهذين الركنين العظيمين، وعاملين بهما فلا يمكن لنا الانحراف عن هدي الله أو أن ينتصر علينا الكفار”.

وأضاف:”لا تغتروا بكثرة الهالكين ولا اللاهفين وراء الكفار المتشبهين بهم، لا تكونوا مثل البهائم التي تجري وراء القطيع، احفظوا دينكم واعلموا أن هدي الله الذي يدعوكم إليه خير لكم من مهاوي الكفر التي يسوقكم إليها الصليبيون، ولا تستوي الشريعة الغراء بالقوانين الوضعية المخزية التي تعيشون تحتها، فاتقوا الله أيها الناس، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ “.

 

لجنة إغاثة المتضررين من الجفاف
وانتقل الشيخ الأمير للحديث عن القضية السادسة في كلمته بمناسبة عيد الأضحى وكانت عن لجنة إغاثة المتضررين من الجفاف، حيث قال:”في هذا المقام أود أن أشيد إلى ما تقوم به الولايات الإسلامية بفضل الله من مساعدات المحتاجين، حيث أنشأت لهم لجنة إغاثة المتضررين من الجفاف، والتي – بحمد الله – قامت بحملة إغاثية واسعة النطاق قدمت فيها الطعام والمياه للشعب المسلم المنكوب، كما قامت الولايات الإسلامية بفضل الله بتنفيذ مشاريع كبيرة أنتجت فوائد ملموسة لمكافحة الجفاف في البلاد، ومن بين هذه المشاريع حفر خزانات المياه في بعض المناطق، ومشاريع أخرى قيد التنفيذ تهدف إلى توفير المياه للمناطق المتضررة من الجفاف، وكذلك قامت لجنة إغاثة المتضررين من الجفاف بتوزيع المساعدات على العديد من العوائل المسلمة في جميع أنحاء الصومال. وبينما تتواصل جهود الإغاثة في الولايات الإسلامية لمساعدة الشعب الصومالي المسلم والحفاظ على كرامته، من الناحية الأخرى تعمل العديد من المنظمات الأجنبية في البلاد على تهجير المحتاجين من سكناهم”.

وأضاف:”يوجد في الصومال حاليًا أكثر من 272 منظمة تعمل في ما يسمى بـ«المساعدات الإنسانية»، 177 منها تدعي أنها تقدم الغذاء ومساعدات للأطفال، إنها أكبر عملية «إنسانية» جارية في العالم اليوم، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد أي أثر لمساعدتهم المزعومة بين المحتاجين، ناهيك عن مساعدتهم لقد استخدمت هذه المنظمات الفقر والجفاف المتكرر كسلاح ضد الشعب الصومالي المسلم، ولا تريد هذه المنظمات للشعب الصومالي المسلم أن يحصل على الاكتفاء الذاتي والاستفادة من مواردهم الزراعية أو استغلال ثروات بلادهم الوفيرة، وإنما تريد أن تدفعهم نحو الفقر وإجبارهم على التسول للحصول على كميات ضئيلة من المساعدات الغذائية”.

وعن المنظمات الإنسانية الدولية قال الشيخ أبو عبيدة:”إن ما يسمى بالمنظمات الإنسانية مجرد طفيليات تمتص دماء وثروات كل من الشعب والبلاد، وتسعى إلى استغلال معاناة الشعب الصومالي المسلم لمصالحها، ويجدر التساؤل هنا، ماذا قدمت هذه المنظمات الأجنبية لآلاف المسلمين الذين شردوهم من ديارهم وحشدوهم في مخيمات اللاجئين؟ هل خففوا عن معاناتهم أم أنهم استعبدوهم بسبب الجفاف والفقر”.

 

وواصل قائلا:”أما لجنة إغاثة المتضررين من الجفاف في الولايات الإسلامية التي حملت على عاتقها مسؤولية تقديم المساعدات الكافي للمسلمين، والله وحده هو الكافي، وكذلك المحسنون الكرماء الذين تبرعوا بأموالهم، سواء كانوا يعيشون في الولايات الإسلامية أو خارجها أقول لهم جميعاً: جزاكم الله خيرا على جهودكم، وجعلها في ميزان حسناتكم، نسأل الله تعالى أن يكشف عنكم كرب يوم القيامة كما كشفتم الكرب عن إخوانكم المسلمين. قال رسول الله ﷺ: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»”.

ووجه دعوة قال فيها:”أدعو المسلمين جميعا إلى التكاتف والتعاون والتوكل على الله وحده، فلا يزال الجفاف وقلة الأمطار تحدق بالبلاد ويجب علينا أن نضاعف الجهود في إغاثة المسلمين المتضررين، وكذلك أحث التجار الذين فتح الله عليهم من رزقه أن يمدوا يد العون لإخوانهم المنكوبين وأن ينفقوا عليهم من أموالهم، ونرجو من الله تعالى أن يرفع عنا الجفاف قريبا وينزل علينا من رحماته ويبارك لنا في هذا الموسم، اللهم في حين يتضرع بعض الناس إلى الهيئات والدول الكافرة فإننا نتضرع إليك وحدك، فاللهم افتح لنا من خزائن رحمتك وأغننا من فضلك! “. وختم كلامه بهذا الصدد بدعاء جامع.

 

رسالة إلى المجاهدين
وفي ختام كلمة أمير حركة الشباب المجاهدين وجه الشيخ أبو عبيدة كلمة لجنوده حيث قال فيها:”وأخيرًا، فإني أرسل تحياتي إلى جميع المجاهدين المرابطين في جبهات القتال المختلفة وأقول لهم: جزاكم الله خيرًا على جهادكم ورباطكم، وأثابكم الله على تضحياتكم وصبركم، واعلموا أنكم القوة الوحيدة التي تتحدى هيمنة الصليبيين في شرق إفريقيا، فلقد تصديتم للغزوات الصليبية على أمتنا المسلمة ومنعتم الصليبيين الملاذ الآمن في هذا البلد المسلم وقد تحطم على جهادكم واستشهادكم جميع الحملات الصليبية، فلله درّكم من أبطال وعلى الله أجركم. ولا تنسوا أثناء عملياتكم الجهادية أن تخلصوا النية الله حتى يبارك في أعمالكم ويتقبلها وتؤتي ثمارها المرجوة، أسأل الله تعالى أن يعافي جرحاكم ويتقبل شهدائكم ويثبتكم على درب الجهاد، وأسأل الله أن يخفف عن معاناة المسلمين جميعا ويشفي مرضاهم”.

وأضاف:”إن وحدتكم وثباتكم على الجهاد تدخل السرور على المسلمين في كل مكان وتثلج صدورهم، فأنتم قوة متحدة في حين يسود الخلاف في صفوف أعدائكم. فوالله إن ثباتكم على هذا الجهاد المبارك ووحدتكم وتمسككم بحبل الله لأشد على أعدائكم الصليبيين والمرتدين من الهجمات التي تشنونها عليهم، تكمن قوتكم في وحدة صفكم فلا تساوموا فيها أبدا وإياكم والتنازع والخلاف عسى الله أن يوفقكم. ارفقوا بالمسلمين الذين تقاتلون في أوساطهم، واحفظوا كرامتهم وحقوقهم، اتخذوهم سندا لكم وإخوانا وشاركوهم فيما منّ الله عليكم من الرزق، ادعوهم إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وانهوهم عن المنكر بالشفقة ولين الكلام، ستصلون إلى قلوبهم باللطف وخفض الجناح لا بالقسوة والشدة، واعلموا أنهم إخوانكم في الدين ولهم عليكم حقوق وسيسألكم الله عنهم يوم القيامة”.

وواصل قائلا:”الله الله في السلطة التي وهبها الله إياكم، لا تغتروا بالأسلحة والعتاد التي بحوزتكم وتوكلوا على الله وحده، تأهبوا وخذوا حذركم في جميع الأوقات، عززوا الحراسة وإياكم أن يرى منكم الأعداء الضعف وعدم الانضباط، ليكن هدفكم الفوز بإحدى الحسنين، إما النصر والظفر نطبق فيه شرع الله أو الشهادة الخالصة نلتقي بها الله. وعلى كل مجاهد أن يكون على أهبة الاستعداد للمرحلة القادمة وأن يعد لها العدة، واعلموا أن خير الزاد في هذا الطريق هو تقوى الله والتوكل عليه، قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ اعتمدوا على الله وحده واسألوه النصر، وليكن سمتكم وأخلاقكم على دأب السلف الصالح وهديهم”.”ولا تحزنكم قلة عددكم وضعفكم، فإنكم ما دمتم على الطريق المستقيم وتقيمون أركان الإسلام وتدافعون عن التوحيد، أبشروا بنصر الله وأيقنوا بمعيته الخاصة ولا تلتفتوا إلى وساوس الشيطان وأوليائه، فمهما توعد الصليبيون والمرتدون وأرعدوا، وافتخروا بقوتهم الزائفة، ومهما تحالفوا مع شياطين الجن والإنس، ومهما جندوا من الجواسيس، فاعلموا أنهم مخذولون ويقودهم الشيطان وراء سراب بعيد لن يتحقق، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾”.

 

وقال الشيخ أبو عبيدة في ختام كلمته:”فلله الأمر من قبل ومن بعد، وإن وعده سينجز وسيهزم الجمع وسيظهر الله دينه وشريعته، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلًّا يذل الله به الكفر وأهله، ثم قرأ آيات من سورة الصافات وأتم خاتمه بالتكبير والتسليم.

 

الكلمة التي تخللتها أشعار صومالية، متوفرة على قناة الناشر الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.