كينيا تفشل في تأمين التمويل لاستكمال مشروع السكك الحديدية
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
عجزت كينيا عن تأمين تمويل بقيمة 3.6 مليار دولار من الصين للمرحلة الثالثة من مشروع السكك الحديدية، مما جعل المشروع الضخم والواعد على مفترق طرق بحسب موقع تقارير إفريقيا “ذي أفريكا روبورت”.
وقد فشلت زيارة الرئيس الكيني أوهورو كينياتا للصين التي استمرت لثلاثة أيام في تحصيل قرض لأجل مشروع السكك الحديدية رغم أنها خرجت ببعض الصفقات مع الصين.حيث ترددت بكين في التوقيع على قرض لتمويل الجزء الثالث والذي انطلق العمل عليه في العام الماضي بعدما طلبت من كينيا وأوغندا إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع.
وتسعى الحكومة الكينية، التي تتعرض بالفعل لضغوط بسبب عبء الديون التي يأتي جزء كبير منها بسبب مشروع السكك الحديدية، إلى الحصول على شروط مواتية تسمح لها بالحصول على نصف تمويل المرحلة المقبلة كمنحة، بدلاً من الحصول عليها كقرض.
وربما كان هناك أمل في أن تعطي الصين الأولوية لاستكمال خط السكة الحديدية لربط الدول غير الساحلية في منطقة البحيرات الكبرى، خاصة بعد أن فقدت شركاتها صفقات لبناء خطوط تنزانيا في عام 2015. ولكن بدلا من ذلك تحول العقد إلى مشروع مشترك بين شركة تركية وشركة برتغالية.
لقد أحرقت الصين يديها بالفعل في مشروع خط سكك حديد إثيوبيا وقد تخشى نفس المصير في شرق إفريقيا حيث تكبد المشروع الكامل لخط كينيا خسائر شهرية بلغت 750 مليون شلن (7.4 مليون دولار) في السنة الأولى من العمل.
وعدم وجود صفقة تمويل يعني أن أوغندا سوف تنتظر فترة أطول لبناء سكة الحديد. وفي أكتوبر من العام الماضي، علقت الدولة الواقعة في شرق إفريقيا غير الساحلية خططها لتمديد خط السكك الحديدية من مالابا، الواقعة على حدودها الشرقية مع كينيا، إلى كمبالا، لكن الرئيس يويري موسيفيني قام بزيارة وباستخدام قطار الركاب في كينيا في وقت سابق من هذا العام.
وحاليا تعمل أوغندا على تجديد أقسامها من السكك الحديدية القديمة لتيسير النقل.
وتخطط كينيا لنفس الأمر على طرف الحدود كحل قصير الأجل، لكن الخطة لا بد أن تزعزع ثقة شركات الشحن التي تحاول كسبها.
و إذا نجحت، فسيتعين نقل البضائع إلى نيفاشا على السكك الحديدية الجديدة، عن طريق البر إلى السكك الحديدية القديمة، ثم إلى الحدود.
ووصف وزير النقل جيمس ماشاريا ترقية خط نيفاشا-مالابا لخط السكك الحديدية القديم بأنه “أولوية” بالنسبة للحكومة الكينية.
ودخل مسؤولو الحكومة الكينية في وضع إدارة الأزمات بعد أن أصبح من الواضح أنه لم يكن هناك اتفاق في المستقبل القريب يحل مشكلة التمويل.
وقالت سفيرة كينيا لدى الصين، سارة سيرم، قبل قمة مبادرة الحزام والطريق الصينية: “يمكنك السير في منتصف الطريق إذا كنت قد بدأت به … كل ما يهمنا هو ضمان اكتمال المشروع “.
ويجدر الإشارة إلى أن الحكومة الكينية تعلق آمالا كبيرة على مشروع سكة الحديد ، وأن الفشل في إتمام المشروع سيعد نكسة جديدة لحكومة تحاول الخروج من فخ الديون الصينية بلا جدوى وتُعرّض سياساتها اللامدروسة سيادة البلاد للخطر.