كينيا تعاني من أسوأ جفاف منذ 38 سنة
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
تعاني كينيا حاليًا من أسوأ جفاف يضرب البلاد منذ 38 سنة، بعد انقطاع الأمطار المرتقبة في فصل الأمطار من شهر مارس إلى شهر مايو والذي رافقه نقصٌ حادٌ في المواد الغذائية وندرة في المياه وضغط كبير بسبب فواتير الكهرباء بحسب ما نشرت الصحف الكينية.
ويرى الخبراء أن هطول الأمطار الآن لن يحل مشكلة الجفاف لأن فصل الزراعة قد انتهى بالنسبة للمزارعين الكينيين.
وخلصت إحصاءات الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا “إيغاد” إلى أن حوالي 541.309 طفل تحت سن الخامسة في كينيا يعانون من خطر سوء التغذية لعدم توفر المواد الغذائية في حين يعتقد الخبراء أن الوضع سيزداد سوءًا مع قابل الأيام.
وبحسب “إيغاد” فإن تداعيات الجفاف تتمثل في خطر نقص الغذاء وضعف حركة الماشية. وقالت إيغاد: “إن الجفاف ودرجة الحرارة العالية بين شهري يناير ومارس تسببا في نقص المياه والمراعي وأثّرا على الماشية وانخفض كذلك إنتاج الحليب”.
وحذرت “إيغاد” من أن الجفاف قد يتسبب في حالات نزاع في المناطق الحدودية بين كينيا وأوغندا للتنافس على المراعي، حيث يتوقع أن تزداد حركة الرعاة في تلك المناطق بحثًا عن الكلأ والماء.
ويجدر الذكر أن فصل الأمطار الطويل في كينيا والذي يبدأ من شهر مارس إلى شهر مايو، لم يشهد هطول أمطار بالمستوى المعتاد في البلاد خلال هذه السنة.
وقال باتريك نجوروج، رئيس البنك الكيني المركزي: “يمكن للبنك أن يشهد انخفاضًا في نموه الاقتصادي هذه السنة من 6.3% إلى نسبة 5.3% إذا استمر الجفاف بهذه الحدّة”.
تعليق مدير البنك نشر على حساب البنك في موقع “تويتر” كاقتباس من مقابلة أجريت مع قناة بلومبورغ .
وأرجع البنك تراجع نمو كينيا الاقتصادي لهذه السنة من 5.8% إلى 5.7% للجفاف أيضًا.
وتمثل الزراعة على رأسها الشاي، وصادرات القهوة والورود ما يقرب من ثلث الناتج الاقتصادي السنوي في كينيا.
من جانبها قالت الحكومة الكينية في الشهر الماضي بأن 1.1 مليون كيني خاصة من سكان المقاطعات القاحلة في تركانا ومرسابيت وإيسيولو ونهر تانا وغاريسا، بحاجة ماسة لمساعدات غذائية وإنسانية.
وأرجع نظام إنذار المجاعة المبكر للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عدم هطول الأمطار في كينيا إلى الإعصار الإستوائي “إيداي” الذي تسبب في توجيه الرطوبة بعيدًا عن المنطقة.
وتعاني كينيا إضافة لتداعيات الجفاف الحاد من فساد حكومي مستشري حيث تصنّف الحكومة الكينية من بين أفسد الحكومات في العالم.
كما تسبب تورطها بإرسال قواتها للقتال في الصومال المجاور ضغطًا كبيرًا على خزينة الدولة وتضررًا مستمرًا في قطاع السياحة الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الكيني بعد تصاعد هجمات حركة الشباب المجاهدين داخل كينيا كرد فعل على تدخلها في الصومال.
ويرى المراقبون أن استمرار كينيا في هذا الخط من الاستنزاف الداخلي والخارجي مع هيمنة الديون الصينية ينذر بانهيار الاقتصاد الكيني وهو ما يتوافق وتحذير الخبراء الغربيين من أن كينيا مهددة بفقدان السيادة بسبب استغلال الصين لسوء تقدير حكومتها لعواقب الارتباط بشروط الديون الصينية المجحفة.