كينيا تتطلع إلى اتفاق تجاري مع روسيا قبل اجتماع بريكس
عززت كينيا علاقاتها التجارية مع روسيا يوم الاثنين، حيث انضمت نيروبي إلى صفوف الدول الأفريقية التي تتحدى عزلة الغرب لموسكو في أعقاب غزو الرئيس بوتين لأوكرانيا. بحسب صحيفة أفريكان بيزنس.
وعلى الرغم من انخفاض حجم التجارة، دعا الرئيس الكيني وليام روتو إلى إبرام اتفاق تجاري لإطلاق العنان للإمكانات غير المستغلة بين البلدين وتعزيز التعاون التجاري، وفقا لبيان صحفي.
وعلى خلفية التوترات الدبلوماسية، استضاف الرئيس روتو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في قصر الدولة في نيروبي، حيث دعوا إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي طالما اتهمه النقاد بأنه لا يستجيب وبعيد عن مطالب القرن الـ21.
كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تلعب روسيا دورا حاسما في صنع القرار الدولي، إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين.
وأكد الرئيس روتو مجددا التزام كينيا بدعم مبادئ السلامة الإقليمية، المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ودعا إلى حل سلمي للحرب الأوكرانية.
وتأتي زيارة لافروف في الفترة التي تسبق اجتماع وزراء العلاقات الخارجية والدولية لدول بريكس في كيب تاون بجنوب أفريقيا يبدأ يوم الخميس.
وفي عهد الرئيس السابق أوهورو كينياتا الذي حل محله روتو في سبتمبر أيلول انحازت كينيا إلى الغرب بسبب إدانته للحرب الروسية في أوكرانيا.
في 21 فبراير 2022، بعد أن اعترفت روسيا بشكل غير قانوني بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين كدولتين مستقلتين، تمهيدا لإرسال قواتها ك “قوات حفظ سلام”، صرح الممثل الدائم لكينيا لدى الأمم المتحدة، السفير مارتن كيماني، أن “السلامة الإقليمية لأوكرانيا وسيادتها قد انتهكت”.
في جلسة طارئة في 2 مارس 2022 ، صوتت كينيا لصالح تصويت الأمم المتحدة على قرار إدانة غزو روسيا لأوكرانيا.
ومن بين بيانات أخرى، فإن القرار “يناشد بأشد العبارات عدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا”، و”ينص على أن يتوقف الاتحاد الروسي فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا وأن يمتنع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني آخر للقوة ضد أي دولة عضو”، و”ينص على أن الاتحاد الروسي على الفور، سحب جميع قواتها العسكرية بشكل كامل وغير مشروط من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا».
قد يشير سعي روتو إلى إقامة روابط تجارية جديدة مع روسيا إلى سياسة أكثر غموضا تجاه موسكو من تلك التي اتبعها سلفه.
الحلفاء التاريخيون
ومنحت حكومة جنوب أفريقيا يوم الثلاثاء حصانة دبلوماسية لجميع القادة الذين يحضرون قمة بريكس مما يعني أن فلاديمير بوتين قد يتمكن من السفر إلى جوهانسبرج.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن واجه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ضغوطا من المجتمع الدولي لاعتقال الرئيس الروسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في القمة، وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
لكن متحدثا باسم جنوب أفريقيا ألمح إلى أن عرض الحصانة قد لا يلغي مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدولية بحق فلاديمير بوتين.
وغرد كلايسون مونييلا، رئيس الدبلوماسية العامة:”هذه الحصانات لا تلغي أي مذكرة قد تكون صادرة عن أي محكمة دولية ضد أي من الحاضرين في المؤتمر”.
وتتمتع بعض الدول الأفريقية بعلاقات تاريخية طويلة الأمد مع سلف روسيا، الاتحاد السوفيتي، الذي قدم المساعدة العسكرية والاقتصادية واللوجستية للعديد من البلدان الأفريقية في نضالها ضد الاحتلال والفصل العنصري. وشمل هذا الدعم الأسلحة والتدريب العسكري، وتطوير البنية التحتية، والمنح التعليمية، والمساعدات الاقتصادية، مما ساعد على تعزيز قدرات حركات التحرير والدول المستقلة حديثا.
كما ترى بعض الدول الأفريقية نظاما دوليا تهيمن عليه القوى الغربية وتنظر إلى روسيا على أنها ثقل موازن لهذه الهيمنة.