كمبالا تقاضي نيروبي مع تصاعد الخلاف على واردات الوقود
رفعت أوغندا دعوى قضائية في كينيا بعد أن رفضت نيروبي منح شركة تسويق النفط المملوكة للحكومة ترخيصا للعمل محليا والتعامل مع واردات الوقود المتجهة إلى كمبالا. بحسب صحيفة إيست أفريكان.
ورفعت إدارة يوري موسيفيني القضية ضد كينيا في 28 كانون الأول/ديسمبر، مسلطة الضوء على العلاقات الدبلوماسية المتزعزعة بين الجوارين والشركاء التجاريين.
وفي نوفمبر تشرين الثاني رفضت كينيا إصدار ترخيص لشركة النفط الوطنية الأوغندية للعمل كمسوق محلي للنفط مما دفع أوغندا إلى اللجوء إلى المحكمة الإقليمية الشهر الماضي في محاولة لإجبار كينيا على إصدار الضوء الأخضر.
وتقول أوغندا إن كينيا تراجعت عن التزام سابق قطعته في أبريل نيسان من العام الماضي بدعم مساعي كمبالا لاستيراد وقودها مباشرة بدءا من هذا الشهر.
أوغندا تطيح الآن بكينيا في سباق على الاستثمارات
وأصدرت كينيا، من خلال وزارة الطاقة وهيئة تنظيم الطاقة والبترول (Epra) مجموعة من المتطلبات التي يتعين على شركة الأمم المتحدة في أوك الامتثال لها من أجل الحصول على الترخيص.
يقول المدعي العام الأوغندي في وثائق المحكمة: “وجدت شركة يونوك أن المتطلبات المذكورة أعلاه تشكل عائقا غير ضروري أمام تنفيذ سياستها البترولية لأن المنتجات البترولية المعنية كانت سلعا عابرة بالكامل وليست متجهة إلى جمهورية كينيا”.
المبيعات السنوية
وتشمل المتطلبات إثبات المبيعات السنوية البالغة 6.6 مليون لتر من البنزين والديزل والكيروسين وملكية مستودع نفط مرخص وما لا يقل عن خمس محطات للبيع بالتجزئة محليا.
وتقول يونوك إنها امتثلت لمتطلبات أخرى مثل تسجيل فرع في كينيا تحت الاحتجاج أثناء تسابقها لضمان أن صفقة أوغندا لشراء الوقود مباشرة تسير بسلاسة.
ويثير استمرار المأزق تساؤلات بشأن حالة العلاقات الدبلوماسية بين كمبالا ونيروبي، بالنظر إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يجر فيها البلدان بعضهما البعض إلى المحكمة الإقليمية.
“هل سيكون هذا هو الاتجاه الجديد الآن؟ هل يتحدث الرؤساء مع بعضهم البعض؟ ما هي التداعيات على عملية التكامل الأوسع لجماعة شرق أفريقيا؟” طرح خبير طلب عدم الكشف عن هويته.
وستبدأ أوغندا اعتبارا من هذا الشهر شراء الوقود مباشرة من فيتول البحرين بعد تداعيات أثارها قرار كينيا الدخول في اتفاق تدعمه الحكومة مع ثلاث شركات نفط خليجية كبرى.
ومع تلكؤ كينيا في منح يونوك ترخيصا محليا، تجري أوغندا أيضا محادثات مع تنزانيا لاستخدام ميناء دار السلام للتعامل مع واردات الوقود.
ولكن نظرا لتفوق شبكة الفيلق مقارنة بالمرافق في تنزانيا، بذلت أوغندا قصارى جهدها لضمان أن تمنح كينيا عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار الترخيص.
السوق العالمية
“من أجل تنفيذ السياسة (قرار أوغندا بشراء الوقود مباشرة في السوق العالمية)، من الضروري لجمهورية أوغندا، من خلال شركة الأمم المتحدة للنفط، نقل المنتجات البترولية عبر جمهورية كينيا في إطار البنية التحتية لمؤسسة البترول الكويتية”، كما قال المدعي العام الأوغندي في أوراق المحكمة.
تستورد أوغندا ما معدله 2.5 مليار لتر من النفط سنويا بقيمة 2 مليار دولار (302.34 مليار شلن كيني)، حيث تتعامل مؤسسة البترول الكويتية مع 90 في المائة على الأقل من الشحنات.
وكان من شأن الانتقال إلى ميناء دار السلام أن يلحق ضررا كبيرا بإيرادات الفيلق بالنظر إلى أن أوغندا هي أكبر سوق منفردة لسوق المرور العابر المستوردة عبر كينيا.
وكان من شأن هذا التحول أيضا أن يحرم هيئة الإيرادات الكينية من الضرائب من الرسوم الإدارية التي تفرضها شركات النفط المحلية على نظيراتها الأوغندية مقابل التعامل مع وقود النقل.
كما يضخم المأزق الخلاف بين البلدين بعد أقل من شهرين من اتهام الرئيس موسيفيني للوسطاء الكينيين بالوقوف وراء ارتفاع أسعار المضخات في كمبالا حتى مع استمرار انخفاض الأسعار العالمية للسلعة.
وفي نوفمبر من العام الماضي، قال موسيفيني إن أسعار المضخات في كمبالا تضخمت بنسبة تصل إلى 59 في المائة في أعقاب الصفقة التي وقعتها كينيا مع أرامكو السعودية ومؤسسة بترول أبوظبي الوطنية وشركة بترول الإمارات الوطنية.
ويبلغ سعر لتر البنزين الفائق حاليا 1.44 دولار في أوغندا مقارنة ب 1.37 دولار في كينيا بينما يباع لتر الديزل بسعر 1.38 دولار في كمبالا مقارنة ب 1.33 دولار في نيروبي.
أوغندا لديها أغلى وقود في المنطقة وتراهن على أن شراء السلعة مباشرة سيساعد في خفض الأسعار. بحسب الصحيفة.