كلمة جديدة للمتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين عن إنقاذ أموال المسلمين في الصومال

نشر الشيخ علي محمود راجي، المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين كلمة جديدة بعنوان “إنقاذ أموال المسلمين في الصومال”، في مؤتمر صحفي بثته قناة الكتائب الإخبارية – الجناح الإعلامي للحركة- باللغة الصومالية، وقامت وكالة شهادة بترجمتها إلى اللغة العربية.

 

مقدمة الكلمة

وجاء في مقدمة كلمة الشيخ علي محمود راجي:”إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد. فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

قال تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

وقال تعالى (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَٰهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَٰسِقُونَ)”.

 

تاريخ من الصراع الممتد في شرق إفريقيا

قال الشيخ المتحدث:”لا تزال حملات الصليبيين ومكائدهم مستمرة في الصومال ومنطقة شرق إفريقيا منذ أكثر من 5 قرون، فقد قاتل الإمام أحمد جري الصليبيين على هذه الأرض قبل 500 سنة، ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا كان أبطال الأمة يتوارثون هذا القتال وحمل رايته جيلا بعد جيل، إلى أن استلم الراية السيد محمد عبد الله حسن قبل 122 سنة حيث قاتل الصليبيين والمرتدين، ونحن كحركة الشباب المجاهدين لسنا إلا امتدادا لآبائنا الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم للدفاع عن أهل هذه البلاد وأرضهم من الكفار أيا كانت ألوانهم وجنسياتهم، نقاتل نفس العدو الذي قاتله آباؤنا ونقاتل لأجل الدين الذي قاتلوا لأجله، وغايتنا هي الغاية التي كانوا يبتغونها وهي إعلاء كلمة الله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى”.

وأضاف الشيخ موضحا واقع الصراع اليوم:”وفي الجانب الآخر فغزو العدو لبلاد الأمة المسلمة يدخل في كل يوم مرحلة جديدة، وكل مرة يخترعون مكائد جديدة ويأتون بوجه جديد، وكل مرة يحبط الله خططهم على أيدي المجاهدين الذين يصلون الليل بالنهار لإنقاذ الأمة الصومالية المسلمة. وكانت من آخر مكائدهم خطتهم الجديدة التي ذكروا أن لها ثلاثة محاور، المحور العسكري والمحور الاقتصادي والمحور الفكري، وهي خطة جربوها في دول كثيرة من العالم الإسلامي وفشلت في أغلبها وسيفشلون في هذه البلاد أيضا بإذن الله”.

 

الفشل العسكري والفكري

وقال الشيخ علي راجي:”فاليوم قد هزم العدو في المحور العسكري بحملته التي شنها، وقتل منه قادة وضباط كانوا من أهم قاداته، وانحصرت حملتهم في مناطق صحراوية تحرسهم فيها من الجو الطائرات الأمريكية والتركية، ورغم هذا ففي كل يوم يقتحم المجاهدون قواعدهم وينكّلون بجنودهم وضباطهم وقاداتهم، ويغتنمون أسلحتهم وعتادهم العسكري”.

“وكذلك هزم الأعداء في الجانب الفكري، فلم يتمكنوا من إقناع الناس بأن دولتهم دولة مسلمة وأنها ليست دولة مرتدة، ولم يستطيعوا إلى الآن الرد على سلسلة “ساء ما يحكمون” التي تضم 12 حلقة، والتي أوضح فيها المجاهدون كفر حكومة الردة ودستورها المبني على الكفر، وقوانين العقوبات الكفرية والأحكام التي يحكمون الناس بها في محاكمهم، والقوانين العالمية الكفرية -التي قبلوا بها ويعملون بها- والتي لا يخفى على أحد كفرها. وهذه السلسلة – سلسلة “ساء ما يحكمون”- موجودة في كل مكان، مرئية وصوتية ومقروءة، ناهيك عن هذه السلسلة فإن علماء هذه الحكومة أقروا بأنفسهم بأن دستور هذه الحكومة فيه كفر. والحقيقة أنه لا يوجد من يعرف نصيبا من دين الله يجرأ على رد البيّنات التي ذكرت في هذه السلسلة، كما أنه لا يوجد من يمكنه الدفاع عن هذه الحكومة التي وقعت في النواقض الواضحة التي لا تخفى على أحد”.

 

المحور الاقتصادي

وقال الشيخ المتحدث:”والمحور الثالث لهذه الحملة التي أعلن عنها العدو هو المحور الاقتصادي، وهذا هو المحور الذي نريد اليوم أن نوضح للأمة حقيقته وحقيقة من يستهدفه ليقف كل شخص الموقف المناسب له. وبعيدا عن مزاعم العدو في أنه يشن هذه الحملة لقتال ما وصفه بـ “موارد المجاهدين”، فإن الحقيقة أن الهدف ليس أموال للمجاهدين بل هو نهب أموال الأمة الصومالية المسلمة بأكملها. وهذه خطة كان يحيكها الأمريكان منذ مدة طويلة وأعدوا من يساعدهم في تنفيذها من المرتدين والهيئات التي تهتم بهذا الأمر، بالإضافة إلى الشركات والبنوك التي أعدها الأمريكان ليحتجزوا فيها الأموال المنهوبة، ولأجل ذلك أصدروا القوانين التي تسمح لهم بالوصول لأهدافهم بإعطائهم الشرعية لنهب هذه الأموال”.

وأوضح الشيخ المتحدث قائلا:”فكما تعلمون فإن الأمريكان قد احتجزوا أموال الصوماليين في عام 2001 ميلادي بدعوى أنها للإرهابيين وفي ذلك الوقت لم تكن قد تأسست حركة الشباب المجاهدين، وبعد عشرات السنين أقر الأمريكان بأنهم احتجزوا تلك الأموال عن طريق الخطأ ولكنهم لم يعيدوها بعد إلى أصحابها وهم بأمس الحاجة إليها بينما ينتفع بها الكفار، وما يجري اليوم هو الخطة نفسها ولكنه هذه المرة بشكل أوسع إذ يريدون نهب أموال الصوماليين مرة واحدة وفي دقيقة واحدة”.

 

الأعباء الاقتصادية على المجتمع

وواصل الشيخ المتحدث يشرح الخطة الاقتصادية قائلا:”تستهدف حملة العدو بالأخص أموال وتجارة الصوماليين في العاصمة مقديشو وهي شريان اقتصاد الصومال، وقد أعد العدو هيئات ومكاتب مقرها قاعدة “حلني” العسكرية، ومن هناك تأتي الأوامر مباشرة لمسؤولي وضباط حكومة الردة، كما أن هناك شركات وبنوك تعمل مع هذه الهيئات الصليبية، وهذه الشركات والبنوك تقدم للعدو مباشرة المعلومات الخاصة بالتجار الصوماليين والأموال الموجودة في حساباتهم البنكية”.

الإشارة إلى أحداث وقعت تأذى منها التجار الصوماليون

وأضاف الشيخ المتحدث:”ونحن نعلم أن هناك الكثير من التجار تم احتجاز أموالهم التي كانت في حساباتهم البنكية الخاصة وإلى الآن لم يخبرهم أحد بسبب احتجاز أموالهم، ومن الأحداث التي تأكدنا منها ووثّقناها، أن هناك تجارا تم احتجاز حساباتهم البنكية وأموالهم الموجودة فيها وبعد أن سألوا البنك عن سبب احتجاز أموالهم، قدم لهم رقما هاتفيا وطلب منهم الاتصال به، وبعد أن اتصلوا بالرقم طلب منهم أن يأتوا إلى قاعدة حلني العسكرية، وبعد أن ذهبوا إليها استجوبهم الأمريكان فيها وسألوهم: من أين أتيتم بالأموال التي تتاجرون بها؟ وكم هي أموالكم؟ وهل لديكم حسابات بنكية في بنوك أخرى؟ ولماذا اخترتم هذه التجارة؟ وهل تصلون الصلوات الخمس في المسجد؟ ولماذا لم تحلقوا لحاكم، وما الذي تعتقدونه بشأن الديمقراطية؟ وأسئلة أخرى غيرها، والسؤال هنا ما الذي يريده كافر أمريكي من تاجر صومالي يعمل في عاصمة بلاده؟ ومن أعطى الكافر الشرعية ليحصل على كل تلك المعلومات؟!”.

وأضاف الشيخ موضحا:”وأيضا من الأمور التي تأكدنا منها ووثّقناها بعد أن وصلت إلينا، قضية فتاة شابة تعمل لكسب رزق أهلها كانت قد أودعت مبلغا من المال في حسابها البنكي، ثم لما أرادت أن تسحب من حسابها مبلغا من المال، أخبرها البنك أن حسابها موقوف وأموالها محتجزة، وطلب منها أن تذهب لأحد مكاتب حكومة الردة في المدينة، فلما ذهبت إلى المكتب المعني، بدأ الضابط الذي كان متواجدا في المكتب يطلب منها أمورا تخالف الشرع والعرف، ولدينا أكثر من 10 ملفات بهذا الخصوص، وفي كل يوم تصلنا صيحات المسلمين والمسلمات يستغيثون من هذا الطغيان”.

القادم أسوأ مما مضى

وقال الشيخ المتحدث:”ما ترونه اليوم لا يعد شيئا بالمقارنة مع ما هو قادم إن لم يتم اتخاذ قرار مصيري من الأمة. فكما تعلمون قد وافق برلمان حكومة الردة على شرعية قرار أعدته الهيئات الكفرية المقيمة في قاعدة حلني ورؤسائها، وهذا القانون يسمح لهم بشكل صريح، بنهب أموال كل شخص في الصومال، ونقول لأهلنا في الصومال إن الكفار عازمون على نهب أموالكم وقد أعدوا الطرق التي تمكنهم من ذلك وكذلك أعدوا من يساعدهم من المرتدين، ولهذا فإننا نوضح الآتي:

1- نقول للتجار: إن العدو يستهدف أموالكم وتجارتكم فدافعوا عنها وعن أنفسكم.

2- نقول للبنوك الأجنبية التي سمحت لها حكومة الردة بالقدوم إلى الصومال والعمل فيها: لدينا معلومات كاملة عنكم وعن مساعيكم فلا تتعبوا أنفسكم فلن تتمكنوا من أخذ “فلسا” من الشعب الصومالي فلا تغامروا بأنفسكم.

3- وأما البنوك المحلية والتي تعمل في البلاد فنقول لهم: لن يقبل منكم أحد أن تسلموا للعدو معلومات المسلمين الذين استأمنوكم على أموالهم بدعاوى تنفيذ القوانين العالمية، ولن يقبل منكم أحد أن تتاجروا بأموال المسلمين ثم تجعلوا دينهم وأموالهم وأنفسهم وأعراضهم عرضة لخطر الكفار، ولكم أن تختاروا خيارا من خيارين وهما: إما أن تحفظوا الأمانات التي استأمنوكم عليها وأن تلتزموا بأحكام الشريعة كما تعهدتم بها، وإما أن تعيدوا للأمة أموالها قبل أن يأخذها الكفار، وأن تتحملوا مسؤولية الأموال التي ضاعت على أيديكم.

4- أما للتجار فنقول لهم أن أموالكم التي وضعتموها في البنوك في خطر، وليس في أيديكم إلا مجرد أرقام فقط، أما الأموال النقدية فقد وقعت في أيادٍ أخرى، فكونوا على حذر ولا تضعوا أموالكم في سلة واحدة، فالأموال التي تملكونها هي التي في أيديكم أو في أيادٍ آمنة أخرى.

5- أما للشعب الصومالي فنقول له: يا أبناء هذا الشعب لقد كنتم أحياء في كل وقت وستحيون إلى ما شاء الله وأرزاقكم قد كتبها الله، وليست في أيدي الكفار والمرتدين، فدافعوا عن أموالكم ولا تسمحوا للكفار الذي أفلسوا في بلادهم أن ينبهوا أموالكم ليدعموا بأموالكم الاقتصاد المتهاوي في بلدانهم.

 

وفي الختام – قال الشيخ المتحدث علي محمود راجي:”نؤكد لأمتنا أننا لن ندخر جهدا في قتال أعداء الله والتصدي لمكائدهم التي يكيدونها لأمتنا، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو فكرية”.

وأضاف: “إن حركة الشباب المجاهدين تقاتل لحفظ سلامة الأمة المسلمة، وتطبيق الشريعة الإسلامية وتحرير ديار المسلمين من الصليبيين والمرتدين وغيرهم. وتتوعد حركة الشباب المجاهدين باستمرار جهادها ضد التحالف العالمي من الصليبيين وأعوانهم المرتدين حتى تطهر أرض الصومال من العدو الغازي وحتى يكون الدين كله لله، قال الله تعالى: ﴿وقاتلوهم حتىٰ لا تكون فتنة ويكون الدين لله ۖ فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين﴾ الله أكبر والعزة لله ورسوله وللمؤمين.  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.