قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية تختطف عنصرا بارزا في حزب الله وصور أقمار تكشف التمهيد لمنطقة عازلة جنوب لبنان

قال مسؤول عسكري للاحتلال الإسرائيلي يوم السبت، إن قوات الكوماندوز البحرية ألقت القبض على “عنصر بارز في حزب الله” في مدينة البترون الساحلية اللبنانية وأحضرته إلى “إسرائيل” للتحقيق معه.

ونقلت فرانس برس عن المسؤول قوله “قُبض على عميل بارز في حزب الله يعمل كخبير في مجاله، في مدينة البترون اللبنانية. ثم نقل العميل إلى الأراضي الإسرائيلية ويجري التحقيق معه حالياً”.

من جانبه طلب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن ميقاتي “يتابع قضية اختطاف المواطن اللبناني عماد أمهز في منطقة البترون”.

وكانت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية قالت أيضاً نقلاً عن سكان منطقة البترون شمال العاصمة اللبنانية بيروت، إن قوة عسكريةنفذت عملية إنزال بحري على شاطئ المنطقة فجر السبت، وتوجهت نحو مبنى “شاليه” قرب شاطئ البحر، حيث “اختطفت شخصاً” واقتادته إلى الشاطئ وغادرت عبر زوارق سريعة إلى عرض البحر.

وأفادت مصادر لبي بي سي، بأن قوات إسرائيلية خاصة نفذت عملية الاختطاف عبر عملية إنزال من البحر، تمت فجراً، في منطقة البترون شمالي لبنان، على بعد نحو 50 كيلومتراً، إلى الشمال من العاصمة اللبنانية بيروت.

وصرح وزير الأشغال والنقل اللبناني، علي حمية، لوسائل إعلام بأن من وصفه بالـ”مختطف” هو قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية، ويتلقى تعليمه في معهد مدني، وليس تابعاً للجيش اللبناني.

كما أكد حمية أنه “لم يصدر عن الحكومة أي تعليق أو بيان على ما تم تداوله عن إنزال في البترون، والأمر متروك للأجهزة الأمنية والجهات المختصة”.

وأشار حمية إلى أن المختطف عماد أمهز هو ضابط مدني بحري.

وقال: “إن عملية اختطاف أمهز تمت على بعد 100 متر من مكان سكنه. وفي حال ثبت أن الاختطاف تم عبر الإنزال البحري، فأين تطبيق القرار 1701؟”

وأكد أن “هناك تواصلاً مع اليونيفيل لكون الشواطئ اللبنانية مراقبة منها، فمهمة اليونيفيل هي مراقبة الشاطئ اللبناني بشكل دوري من الناقورة إلى العريضة”.

وتداولت وسائل إعلام لبنانية مقطع فيديو وصفته بأنه عملية إنزال إسرائيلية في منطقة البترون شمالي لبنان.

وفي وقت سابق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي بأن البحرية الإسرائيلية ألقت القبض على مسؤول في القوة البحرية لحزب الله خلال عملية شمالي لبنان.

حزب الله بدوره وصف ما حدث بالبترون بالاعتداء الإسرائيلي، لكنه نفى أنباء تتعلق بالحادثة تداولتها وسائل إعلام ونسبتها إلى مصادر بالحزب.

وأضاف الحزب في بيانه أنه لا “توجد مصادر في حزب الله أو مصادر مقربة منه”.

 

صور أقمار تكشف التمهيد لمنطقة عازلة جنوب لبنان

على الرغم من تأكيد الاحتلال الإسرائيلي أنه ماضٍ في ضرب قدرات حزب الله في الجنوب اللبناني والبقاع شرقا والضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أن حجم الدمار الهائل والنزوح الذي حصل من القرى الحدودية في جنوب لبنان، يشي بشيء آخر.

فقد أظهرت العديد من صور الأقمار الصناعية الحديثة لا سيما في بلدات رامية وعيتا الشعب وبليدا وحيبيب و7 قرى أخرى، أن القوات الإسرائيلية تسعى لفرض سيناريو شبيه لما حصل في قطاع غزة.

إذ بينت تلك الصور فضلا عن عدد من البيانات التي جمعها خبراء رسم الخرائط، اتساع نطاق الدمار في 11 قرية متاخمة للحدود بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس.

كما أكد عدد من الخبراء أن الاحتلال ربما يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة خالية من السكان، وهي استراتيجية سبق أن نشرها على طول حدوده مع غزة.

 

من بلدة رامية (أسوشييتد برس)

 

ففي قرية رامية الصغيرة الواقعة على قمة تلة على بعد مسافة قصيرة من الحدود الإسرائيلية، بدا الدمار كبيرا. إذ كادت تلك القرية أن تمحى من على الخريطة.

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية في قرية مجاورة، مشهدا مشابها، إذ بعدما كانت التلة مغطاة بالمنازل، تحولت الآن إلى بقعة رمادية من الأنقاض، حسب “أسوشيتد برس”.

كذلك بينت المشاهد من عيتا الشعب، مساحات تحولت إلى اللون الرمادي جراء الدمار في تلك البلدة الحدودية.

ومنذ إعلان الاحتلال بدء ما وصفته بعملية برية محدودة في الجنوب، عمدت قواته إلى تفجير عشرات المنازل اللبنانية على الحدود.

 

من بليدا جنوب لبنان في 26 سبتمبر

كما حاولت قواته التوغل في بعض القرى، وعند أطرافها قبل أن تعود وتنسحب مجددا.

بينما نزح ما يقارب المليون شخص منذ تكثيف الاحتلال لغاراته على لبنان، معظمهم من الجنوب.

ويخشى بعض اللبنانيين من أن تحتل “إسرائيل” أجزاء من الجنوب، بعد 25 عاماً على تحريره، وألا يتمكنوا من العودة قريباً إلى منازلهم وأرزاقهم وبساتينهم.

 

من بليدا 24 أكتوبر

علماً أنه عندما سئل جيش الاحتلال الإسرائيلي عما إذا كانت نيته إنشاء منطقة عازلة، اكتفى بالقول إنه “يشن غارات موضعية محدودة ومحددة الأهداف بناء على معلومات استخباراتية دقيقة ضد أهداف لحزب الله”.

إلا أن الاحتلال يسعى بالفعل إلى إبعاد حزب الله نحو شمال نهر الليطاني، وإبقاء الجنوب دون وجود مسلح، بغية السماح لمستوطنيه في الشمال بالعودة لمساكنهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وكالات