قلق من تجنيد الميليشيات العشائرية في الصومال والطيران التركي يشارك في القصوفات

أثارت سياسية الرئيس الصومالي “حسن شيخ” بتوظيف الميليشيات العشائرية في حربه ضد حركة الشباب المجاهدين بدعم أمريكي، القلق من أن تتحول إلى مستنقع حرب أهلية يصعب التحكم فيها.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية حذر الخبراء الإقليميون من أن دعم الحكومة لميليشيات العشائر قد يأتي بنتائج عكسية.

وقال بول دي ويليامز، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جورج واشنطن:”الميليشيات الطائفية التي دفعت الشباب للخروج ستبدأ في نهاية المطاف في دفع أجنداتها الخاصة”، “لقد كان نمطًا على مدى العقد الماضي”.

وقال وزير الدفاع عبد القادر محمد نور: “لا يمكننا أن ندعي أننا سنقضي على قتال العشائر”. وقال: “لكننا نجتمع باستمرار معهم لإحلال السلام وإقناعهم بمحاربة الشباب معًا”.

وبحسب الصحيفة في الشهر الماضي، تقاتلت عشيرتان فرعيتان، كلاهما متحالفتان مع الحكومة، لمدة يومين شمال مدينة عذلي، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا. وأرسلت الحكومة الشيوخ لصنع السلام.

وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب الميليشيات العشائرية التي تقاتل مع الحكومة تربطها علاقة قرابة مع الرئيس الصومالي.

وبحسب الصحيفة لم تكن الحملة المشتركة للميليشيات الحكومية والميليشيات العشائرية سلسة دائمًا. ففي بعض الأحيان، تتحرك الميليشيات العشائرية بسرعة كبيرة. وقال خمسة جنود حكوميين واثنين من مقاتلي الميليشيا العشائرية في مقابلات إن مقاتلي العشائر حاولوا الشهر الماضي الاستيلاء على بلدة “مساجد علي جدود” التي يسيطر عليها مقاتلو حركة الشباب المجاهدين بالقرب من الساحل دون دعم عسكري. وقُتل ستة من مقاتلي المليشيا وأصيب آخرون خلال معركة بالأسلحة النارية استمرت ست ساعات.

وبحسب الصحيفة نفذت ثلاث ضربات بطائرات مسيرة من قبل القوات التركية، التي تدعم الحكومة الصومالية المدعومة أساسا من الغرب، حيث تساعد القصوفات التركية الميليشيات الحكومية في التقدم خشية من هجمات مضادة من مقاتلي حركة الشباب.

وسبق أن نشرت حركة الشباب قبل أسابيع، صور مدرسة للأطفال هدمها قصف تركي في بلدة “مساجد علي جدود” بقصف مباشر وأشارت الحركة إلى أن القصف وقع خارج أوقات الدوام.

وفي بعض الحالات لا تستطيع الميليشيات الحكومية السيطرة على البلدات التي سيطرت عليها الحركة وحلفائها من العشائر. ومثال على ذلك، فقد سار جنود الميليشيات الحكومية مدعومين من قبل مليشيات العشائر لمدة ثلاثة أيام، تحت هجوم على طول الطرق المفخخة، للاستيلاء على بلدة في منتصف نوفمبر / تشرين الثاني. لكن لم يكن لديهم القدرة على  السيطرة على البلدة. فاستعادتها حركة الشباب بعد أربعة أيام.

وقال أحد السكان نور عبدي علمي إن القوات العسكرية والعشائرية سيطرت على بلدة بوكوري في أغسطس / آب، بعد معركة استمرت ساعتين حيث “كان إطلاق النار يتساقط مثل المطر”. لكن الميليشيات غادرت بعد ساعات. وعاد مقاتلو حركة الشباب.

وكذلك كان الحال مع بلدة وبحو جنوب البلاد حيث استعادت الحركة السيطرة عليها بعد يوم واحد من سيطرة الميليشيات الحكومية عليها بدعم من الطيران الأمريكي، وشارك في استعادة السيطرة على هذه البلدة العشائر المحليين الذي قاتلوا مع مقاتلي الحركة واحتفلوا باسترجاع البلدة كما أظهرت صور نشرتها الحركة لتوثيق السيطرة.

وتوظف الإدارة الأمريكية سياسية تجنيد الميليشيات العشائرية بعد فشل خططها السابقة في تدريب الميليشيات الحكومية والقوات الخاصة الصومالية، بالموازاة مع  حرب عقدية بتجنيد مختار روبو، الذي كانت عليه مكافأة أمريكية بـ 5 ملايين لمن يدل عليه، فأصبح بعد انشقاقه عن حركة الشباب، وزيرا للشؤون الدينية مع الحكومة التي كان يوما ما يقاتلها.

وتحدٍ آخر يواجه الحكومة المدعومة من الغرب يكمن في أن تقديم الخدمات في البلدات التي تم الاستيلاء عليها حديثًا لن يكون سهلا، حيث أن ميزانية الحكومة ضئيلة والفساد مستشري والمطالب المحلية ثقيلة في بعض الأحيان بحسب الصحيفة.

وقال محمد مبارك من معهد “هيرال” إن هزيمة حركة الشباب تتطلب خدمات حكومية موثوقة وعدالة. ولا تزال حركة الشباب تحظى بالكثير من الدعم. وقال إن أحد الأسباب الرئيسية هو أن الحركة تقدم تحكيمًا قضائيا عادلاً في المنازعات القانونية وتنفذ قراراتها. والحكومة لا تفعل ذلك.

وقال: “ميليشيات العشائر ليست رصاصة فضية”. “من السهل خوض الحرب. من الصعب بناء المؤسسات “.

وتقاتل حركة الشباب المجاهدين لإسقاط الحكومة الصومالية التي أقامها الغرب ولطرد قوات التحالف الدولي وقطع حبال الهيمنة الغربية في المنطقة وإقامة نظام الشريعة الإسلامية.