في يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، حركة الشباب المجاهدين ترد بلواء القدس والشيخ أيمن الظواهري يذكر بأرض تل أبيب المسلوبة:
(شهادة) – اختارت حركة الشباب المجاهدين أن يكون ردها على يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، نشر إصدار بعنوان “من ثغور العز – لواء القدس – جبال غوليس”، والذي يعد الحلقة الخامسة من سلسلة تنشرها مؤسسة الكتائب الذراع الإعلامي للحركة.
لواء القدس المقاتل هو الرد الأنسب
والمميز في هذه الحلقة اعتناءها بإبراز مهام “لواء القدس” التابع لحركة الشباب المجاهدين كرد عملي من الحركة على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحويل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس باعتبارها عاصمة للصهاينة، ضاربا بعرض الحائط بجميع الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة وصيحات التنديد والاستنكار التي صعدت في سماء العالم الإسلامي.
و “لواء القدس” هو اسم الجيش المقاتل في جبال غوليس في شمال الصومال على مقربة من اليمن، حمل اسم القدس ، ليذكر بهدف الحركة من إنشائه تحديدا في هذه المنطقة الجبلية الوعرة التي يطلق عليها أيضا إسم “تورابورا الصومال” لشدة وعورة تضاريسها وصعوبة تتبع المجاهدين فيها .
وقد تعمد الإصدار نقل نشاط “لواء القدس” في إشارة إلى أن الجواب على استفزازات اليهود والولايات المتحدة إنما يكون بالقتال وإعداد الجيوش والجهاد في سبيل الله، وهذا تماما ما انشغلت به حركة الشباب المجاهدين، فكان الإصدار ثريا بالنصوص الشرعية الموطدة لحكم الجهاد اليوم والعروض التحريضية للمجاهدين التي تدعوا المسلمين للنفير للالتحاق بلواء القدس الذي من مهامه التي يحملها على عاتقه، الإعداد لمواجهة اليهود وتحرير بيت المقدس.
توافق الرسالتين
ويجدر الإشارة إلى أن إصدار لواء القدس جاء في نفس الوقت الذي أصدر فيه الشيخ الدكتور أيمن الظوهري أمير تنظيم قاعدة الجهاد كلمة بعنوان “تل أبيب أيضا أرض المسلمين” تزامنا مع خبر إعلان افتتاح السفارة الأمريكية في القدس فكانت رسالة الشيخ أيمن الظواهري تعيد للأذهان حقيقة أن تل أبيب التي يحتلها الصهاينة اليوم، هي أيضا أرض للمسلمين، وأن استرجاعها لا يقل أهمية من استرجاع القدس وهذه المسألة محسومة عند المجاهدين وقد أعدوا لها الاستراتيجيات المناسبة التي يسهرون على تنفيذها.
مقدمة الإصدار: قمم تحاكي الهمم
الإصدار الذي استغرقت مدته أكثر من 40 دقيقة، افتتح مقدمته بعرض صور ساحرة للطبيعة في منطقة جبال غوليس، يصفها المعلق بأنها “منطقة ذات سهول ووديان، وجبال تمتد لمساحات شاسعة، وارتفاعات شاهقة، قد امتزجت بالسحاب، ويضل في غمرها السالك”.
وفي هذه الأرض المحصنة بتضاريس الطبيعة أقامت حركة الشباب أحد معسكراتها منذ سنوات، كخطوة أولى في استراتيجيتها الجهادية بعيدة المدى التي تهدف لتوسيع دائرة الجهاد في المنطقة.
ونقل الإصدار نشاطات المجاهدين في هذه المنطقة، وسلط الضوء على عنايتهم بالعبادات وتلاوة القرآن، وكذا الدعاء والتضرع لله كما جاء في تعليق الإصدار.
وفي هذه المقدمة أسند الإصدار لقطاته التي تنقل رباط اللواء التابع لجيش حركة الشباب في جبال غوليس، بنصوص تبرز الفضل في اعتزال الفتن في مناطق بعيدة وكهوف. وهي طبيعة جبال غوليس التي يرابط فيها لواء القدس.
كما زاوج المعلق بين مناظر الجبال الشاهقة والمرتفعات وهمم المجاهدين المرابطين فيها ليلخص بهذا التصوير، الهدف من هذا الرباط، قائلا: “فيصعدون من السفوح إلى القمم، متسلحين بقيم الإسلام الثابتة، والمبادئ السامية، وبنفوس حرة شامخة، توازي تلك الارتفاعات الشاهقة، يلهجون بذكر الله وتكبيره أثناء سيرهم قدوة في ذلك من بعث بين يدي الساعة بالسيف. حتى يعبد الله وحده لا شريك له”.
الصبر زاد في جبال غوليس
وأولى الإصدار أهمية واضحة لمفهوم الصبر كما يراه علماء الإسلام على رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وخلاصته أن الإمامة في الدين تنال بالصبر واليقين، وهو تماما ما يحاول تقديمه المجاهدون في جبال غوليس كنموذج من الصبر بيقين في أحد أصعب ثغور العمل الجهادي في الصومال.
وصايا الشيوخ وأئمة الجهاد
وقد استشهد الإصدار بأقوال شيوخ وأئمة الجهاد ، كالشيخ عبد الله عزام والشيخ أبو بصير ناصر الوحيشي والشيخ أسامة بن لادن، والشيخ أبي رملة محمد أحمد روبلي وأمير حركة الشباب الشيخ أبي عبيدة أحمد عمر والشيخ خبيب السوداني.
الأدوار المباشرة للواء القدس في جبال غوليس
وعن سبب مرابطة هذا الجيش في هذه المنطقة الوعرة يقول المعلق: ” يشرفون على هذا الميدان الفسيح، فيتصدون لأنظمة الردة والعمالة التي حاربت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأفسدت أخلاق المسلمين بشتى الوسائل، ولا تزال تعمل جاهدة في تبديل دين المسلمين وتغييره، والعبث به عبر دهاقنها وعلماء الدجل والكذب، فيقفون لهم بالمرصاد، ويراقبون تحركاتهم، وينصبون لهم الكمائن والألغام، ليمزقوا أوصالهم ويفرقوا جمعهم”.
وقد عمد الإصدار لعرض لقطات من عمليات زرع الكمائن التي يقوم بها لواء القدس في هذه المنطقة، والتي لا تعد مهمتهم الوحيدة بحسب المعلق، بل اعتنوا بشكل موازي، بنشر الدعوة للعقيدة فيقول في ذلك: “وهناك بين الكهوف وسفوح الجبال المخضرة، والتلال المرتفعة، زرعوا بذورهم حتى نمت بفضل الله وتحصنوا في حصن التوحيد، مستنيرين بنور الله الذي هو نور السماوات والأرض، قاموا بنشر التوحيد، وتعليم الناس العقيدة الصحيحة في القرى المجاورة، واستقبال الوفود، وإرسال السرايا لدك حصون الأنظمة الكافرة، فيرتقون المنابر لإحياء روح الجهاد في نفوس شباب المسلمين، وغرس معاني الولاء والبراء في قلوبهم، وإيقاظ الشجاعة والقوة الكامنة في أعماقهم. فيستنفرون أهل الإيمان، ويستحثون القبائل للدفاع عن دينهم وأعراضهم، باجتثاث الشجرة الخبيثة واستئصال جذورها، وغرس شجرة طيبة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء”.
وفي إشادة بثبات هذه القوة المعزولة عن أهاليها وأسرها، أثنى المعلق على ثبات المجاهدين في غوليس في الفتن، وحرصهم على حفظ وحدتهم وجمع كلمتهم فـ ” أقاموا سدا منيعا ودرعا متينا، أمام الشعارات الجوفاء، التي تسعى لتقويض بنيان وحدتهم، وهدم أركانها.”حسب تعليق المعلق.
تفاصيل الإغارة المفاجئة
وبينما عرض الإصدار لقطات المجاهدين يمشون مسيرات طويلة يحملون مؤنهم وعتادهم ويتجهون إلى مناطق القتال والمواجهة، نقل تفاصيل إغارة شنها هؤلاء المجاهدون في صبيحة اليوم 13 من شهر رمضان، عام 1438 هـ ، حيث شن لواء القدس هجوما على أحد مقرات قوات الإدارة البونتلاندية التي وصفت بالمرتدة، في حبال غوليس، وابتدأ عرض تفاصيل الإغارة بالدعاء من قبل أحد المجاهدين، ثم لقطات توثق اقتحام لواء القدس المعسكر الذي تقيم في قوات الإدارة البونتلاندية.
اللقطات عرضت نجاح عنصر المفاجأة في إثارة الرعب والاضطراب بين جنود القوات الحكومية، أمام وابل من الرصاص أطلقه المجاهدون المقتحمون أثناء الهجوم. وفي وقت انسياب هذه اللقطات عرض الإصدار كلمة الشيخ أسامة بن لادن التي يخاطب فيها المجاهدين في الصومال يقول فيها: “ثم إني أخاطب إخواني المجاهدين أبناء الصومال الصادقين بأن يواصلوا خطواتهم على طريق الجهاد فالكفر العالمي في مآزق وأزمات لم يسبق لها مثيل منذ عقود بعيدة، فاصبروا واثبتوا، فأنتم جيش من الجيوش المهمة في الفيلق الإسلامي المجاهد، وخط الدفاع الأول عن العالم الإسلامي في جزئه الجنوبي الغربي، وصبركم وثباتكم دعم لإخوانكم في فلسطين، والعراق وأفغانستان، والمغرب الإسلامي وباكستان وباقي ساحات الجهاد. وصبرهم وثباتهم أمام نفس العدو أمريكا وحلفائها، دعم وتقوية لصبركم وثباتكم، كذلك. فليحفظ كل منا ثغره، وبقتل المعتدين يشفي صدره”. في إشارة من الإصدار إلى أن المجاهدين في الصومال يتبعون توصيات وتوجيهات الشيخ أسامة بن لادن حتى بعد مقتله على يد القوات الأمريكية في باكستان قبل سنوات. ويتبعون استراتيجية مدروسة منذ زمن بعيد لتحقيق أهدافهم من هذا الجهاد.
وقد وثق الإصدار لقطات لفرار القوات الحكومية التي وصفت بالمرتدة من أرض المعركة.
أمير الحركة يوضح الأهداف
ولأن الإصدار جاء بهدف تبيان هدف حركة الشباب من إقامة جيش مقاتل في هذه المنطقة الاستراتيجية، قال أمير الحركة، الشيخ أبي عبيدة أحمد عمر : “أود أن أوصي المجاهدين بنصيحة موجزة، إنكم تحملون اليوم راية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرجو أن تكونوا من السالكين سبله والمتبعين لهديه صلى الله عليه وسلم فإنكم تقاتلون لأجل رفع رسالته ولمحاربة أعدائه ، فلا تستهينوا بأهدافكم التي عزمتم على تحقيقها. احملوا هموم الأمة المكلومة واعلموا أنكم أمل الأمة الذين تنتظر منهم نصرة المسلمين في فلسطين ورفع العدوان اليهودي الصهيوني عنهم. أنتم اليوم قاعدة دعم ومساندة لمؤازرة المجاهدين في جميع أنحاء العالم . فمع كل خطوة تتخذونها فلا يغب عن أذهانكم مهمة تطهير المسجد الأقصى المبارك من اليهود – أحفاد القردة والخنازير. وتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
توثيق النصر والإحراج الإعلامي
وانتهت لقطات الهجوم بتصوير جثث القتلى من جنود الحكومة وحرق آلياتهم ، وكذلك صور الغنائم التي حصل عليها المجاهدون بعد الإغارة. والتي شملت ذخيرة وأسلحة خفيفة متنوعة وأجهزة ومعدات.
وفيما يعد إحراجا إعلاميا، عمدت مؤسسة الكتائب لعرض تعليق وزير أمن ما وصفتهم بميليشيات الردة في بونتلاند وهو يعلق على الإغارة قائلا: “دعواتهم الكاذبة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فأكثر من قتل أو جرح في الهجوم مدنيون، من الشيوخ والنساء والأطفال وهم يعالجون الآن في المستشفى”، وفي ذات الوقت الذي كان يصف فيه الوزير القتلى في الهجوم، كانت اللقطات تعرض حقيقة أن هؤلاء القتلى ، جنود من صفوف قواته تصفيهم بنادق حركة الشباب في داخل معسكرهم وفي حصونهم وليسوا كما يزعم شيوخا ونساء وأطفالا.
وفي حين علق وزير الأمن قائلا: “نجحت القوات الحكومة أن يقوموا بمجابهة شرسة ضد المجاهدين، قتل منهم من قتل والقوات الحكومية تطارد الفلول المتبقية”. كانت اللقطات تعرض فرار جنوده من أمام طلقات لواء القدس في المنطقة، في إشارة إلى أن الصورة التي تنقل الحدث من أرض المعركة كانت أصدق من التبريرات من خلف الشاشات.
الشهداء
وعرض الإصدار أيضا صور شهداء المعركة، وهم بسل إبراهيم محمد من قبيلة إيلاي، وأويس أحمد ورفي من قبيلة جرير -كبولو، وعبد الرحمن عبد الرشيد شيخ عمر من قبيلة مريحان – علي ديري، وعبد الرحمن محمد حسين من قبيلة أوجادين – رير أفجاب، وعبد الفتاح محمد عبد الله من قبيلة جري.
جبال غوليس تفتح ذراعيها للنافرين
الإصدار لم يتوقف عند لقطات النصر الذي حازه لواء القدس في جبال غوليس بل وجه دعوة للمسلمين تحت عنوان (مرحبا بكم إلى جبال غوليس) تلاها مقطع حمل عنوانا “الجهاد سياحة أمتي”، عرض فيه لقطات من الطبيعة الساحرة والشلالات الدافقة ونشاطات المجاهدين الترفيهية وهم يسبحون ويستجمون.
القدس وجهتنا وهموم الأمة تدفعنا
وفي إشارة إلى ثقل الأمانة التي يحملها هؤلاء المجاهدين على عاتقهم على رأسها استرجاع بيت المقدس قال المعلق: “مضوا حاملين هم أمتهم الجريحة ويشقون طريقهم بالصبر والمصابرة، واجتماع الصف ووحدة الكلمة، وحدة لا تزعزها الأعاصير، ولا تحطمها معاول الظلم والطغيان، يتردد إلى مسامعهم نداءات تحثهم على السير، فشيخ يئن وأرملة تنوح، وأسير في غياهب السجون يستغيث ولا يغيب عن أذهانهم ذاك الصوت الحزين ، من أعماق الأقصى الجريح، وهو يرزح تحت وطأة أحفاد القردة والخنازير، ويستجير، أما قد حان عودي نحو أصلي، بجيش عارم يعلو لوائي، فأجابوا بلى يا أقصى بلى إننا قادمون”.
وفيما واصل المعلق كلماته التي تثير الأشجان حول قضية القدس وتلبية نداء تحريره، اختار الإصدار أن تكون خاتمته كلمات الشيخ أسامة بن لادن الذي اشتهر بإعلانه الجهاد حتى تحرر فلسطين، وحمل لواء القضية الفلسطينية فأعلن تنظيم قاعدة الجهاد بفروعه المختلفة جهادا عالميا ضد الولايات المتحدة واليهود وحلفائهما كان شعارهم فيه “قادمون يا أقصى”.
وقال الشبخ أسامة ملخصا الحل الذي يعتقده كذلك المجاهدون في الصومال لأجل القضية الفلسطينية: “وفي الختام أقول لن ترجع لنا فلسطين بمفاوضات الحكام المستسلمين ومؤتمراتهم ولا بمظاهرات الدعاة القاعدين وانتخاباتهم فكلاهما وجهان لمصيبة الأمة، وإنما ترجع إلينا فلسطين بإذن الله إن صحونا من غفلتنا وتمسكنا بديننا وفديناه بأموالنا وأنفسنا”.
الإصدار متوفر على قناة الناشر الإعلامي لمؤسسة الكتائب على الأنترنت، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.