“ستيفن تاونسند” قائد جديد لأفريكوم بعد إحالة “والدهاوسر” للتقاعد

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

استلم يوم الجمعة الجنرال “ستيفن تاونسند” القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا المعروفة بأفريكوم بعد إحالة الجنرال السابق “توماس والدهاوسر” للتقاعد.

 

وجاء هذا التعيين في وقت تتعثر فيه الأطماع الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ويتنامى التحدي الذي تواجهه قواتها بشكل أخص في الصومال حيث تقاتل القوات الأمريكية إلى جانب قوات الإتحاد الإفريقي “أميصوم” ضد حركة الشباب المجاهدين.

 

وأحيل الجنرال توماس والدهاوسر للتقاعد بعد 43 سنة من الخبرة، قضى 3 سنوات منها في قيادة أفريكوم التي مقرها في مدينة شتوتغارت بألمانيا.

 

وعمل القائد المتقاعد خلال فترة خدمته لأفريكوم – إضافة لقتاله حركة الشباب المجاهدين في الصومال- عمل على قيادة حملة القصف الجوي في ليبيا.

 

وخلال خدمة والدهاوسر لأفريكوم، اتبع استراتيجية الدفاع الوطنية الأمريكية، والتي تتمثل في 3 محاور: الخطورة المتزايدة، تعزيز التحالفات والشراكات، وإجراء إصلاحات.

 

من جانبه خدم تاونسند، القائد الجديد لأفريكوم كجنرال مشرف على تدريب الجيش الأمريكي. كما شغل منصب القائد العام للقوات الأمريكية والدولية المشتركة التي تحارب الجماعات الجهادية في العراق وسوريا.

 

وحين سئل تاونسند هل سيعيد تقييم العمليات العسكرية في الصومال بعد استلامه قيادة أفريكوم، أجاب بأنه سيفعل وسيعيد فحص كل نشاطات أفريكوم لأنه واجب كل قائد جديد أن يقدم نظرته وتقييمه الخاصين.

 

عملية تسليم القيادة الجديدة تمت خلال حفل أقيم في مقر القيادة في شتوتغارد.

 

وقام ريتشارد سبنسر نائب وزير الدفاع خلال الحفل، بشكر والدهاوسر على خدماته التي قدمها لأفريكوم وعلى عمله لمدة أربعة عقود في خدمة واشنطن.

 

وفي حين قال والدهاوسر خلال الحفل إن “تحديات الأمن عديدة عبر إفريقيا” قال خليفته تاونسند موجها حديثه لشركائه وحلفائه في إفريقيا وأوروبا: “إن أفريكوم معروفة بمنظماتها وشراكاتها المختلفة”. في إشارة إلى تعويل أفريكوم على حلفائها لمزيد دعم.

 

وبهدا التنصيب يصبح تاونسند القائد الخامس لأفريكوم منذ إنشائها في عام 2008.

 

من جانب آخر أكدت وثائق لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بأن الولايات المتحدة كانت على علم بالتقارير ذات المصداقية بشأن مقتل مدنيين بعد الهجمات الأمريكية التي نفذتها أفريكوم في الصومال.

 

ونفذت القوات الأمريكية تحت قيادة والدهاوسر الذي استلم القيادة منذ 2017، العشرات من الضربات الجوية في البلد الواقع في القرن الإفريقي.

 

وشهد عام 2017 أكثر من 35 ضربة جوية في حين نفذت أكثر من 40 ضربة جوية في عام 2018.

 

وضُربت مصداقية أفريكوم حين اتهمت منظمة أمنستي الدولية القوات الأمريكية بقتل 14 مدنيا خلال 5 ضربات جوية بين 2017 و2018. لكن أفريكوم نفت هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، ثم ما لبثت أن تراجعت جزئيًا عن هذا النفي وأعلنت بعد مراجعة مقتل مدنيين في بعض عملياتها العسكرية في الصومال.

 

وجاء في تقرير أمنستي: “في بعض الهجمات (الأمريكية) التي استهدفت المناطق الريفية والقرى لم يكن هناك حضور لعناصر حركة الشباب وقت تنفيذ الضربات”.

 

وتحدت أمنستي أفريكوم أن تثبت عدم سقوط قتلى مدنيين في العمليات التي ذكرتها في تقريرها، ومع ذلك لم تستجب أفريكوم وواصلت نفيها لهذه الاتهامات الموثّقة.

 

وقد أثبتت عدة تقارير حقوقية وكذا تقرير فريق المراقبة للأمم المتحدة في الصومال مقتل مدنيين خلال هجمات القوات الأمريكية أو الطائرات الأمريكية في الصومال ومع ذلك لم تتراجع أفريكوم عن نفي هذه الحقائق.

 

ويرى المراقبون أن أفريكوم بالقيادة الجديدة ستستمر في هجماتها على حركة الشباب المجاهدين، التي تمثل الصعود الإسلامي القوي في المنطقة بعد فشل القيادة السابقة في تحجيمه، كما ستنفذ أفريكوم في نفس الوقت إستراتيجية جديدة للبنتاغون توجه تركيزًا أكبر على مواجهة المنافسين اللدودين روسيا والصين في إفريقيا، مع العلم أن بكين تدير حاليا قاعدة في جيبوتي بالقرب من قاعدة الجيش الأمريكي “ليمونير” وقد ظهرت عدة تقارير تؤكد وقوع مشاكسات بين قوات كلا القاعدتين لم تزل تشهد تعتيمًا إعلاميًا ومحاولة لتقديم تفسيرات بعيدًا عن التنافس المحموم بين البلدين اللذين يخوضان حربا اقتصادية هي من أعنف الحروب الاقتصادية العالمية.