“ردع العدوان” تصل لمشارف حلب وتقطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب بهجوم “مفاجئ” على ميليشيات النظام السوري، وتسيطر على عشرات القرى شمال البلاد
قطعت “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة لها الطريق الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب كبرى مدن شمال سوريا، كما أفادت التقارير اليوم، وذلك على وقع اشتباكات متواصلة منذ الأربعاء مع ميليشيات النظام السوري وإيران عقب هجوم للهيئة على مواقع لقوات الجيش شمال غرب البلاد. في العملية التي حملت اسم “ردع العدوان”.
وأعلنت فصائل “ردع العدوان” في شمال غربي البلاد، أمس الأربعاء، بدء عملية عسكرية واسعة ضد ميليشيات النظام والمليشيات الإيرانية في ريف حلب الغربي.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم بمقتل “ضابط في الحرس الثوري الإيراني في هجوم شنّه مسلحون قرب مدينة حلب في شمال سوريا”.
وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل العميد كيومرث بور هاشمي المعروف بالحاج هاشم، أحد “المستشارين العسكريين في العراق وسوريا”، مشيراً الى أنه كان من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)
وقال الناطق باسم “إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان” حسن عبد الغني، إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية للحشود العسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تهدد المناطق المحررة”.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محمد البشي “رئيس حكومة الإنقاذ التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام” قوله إن سبب العملية العسكرية ضدّ مناطق الجيش السوري هي لأن “النظام المجرم حشد في الفترة السابقة على خطوط التماس وبدأ يقصف المناطق الآمنة وأدى ذلك إلى نزح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين”.
وأضاف “كانت العملية من أجل إبعاد مصادر النيران للعدو المجرم عن خطوط التماس وتأمين عودة الأهالي إلى مناطقهم”.
إدارة العمليات العسكرية: مقتل أكثر من 200 عنصر لنظام الأسد على جبهات ريفي حلب وإدلب.
وأصبح مقاتلو “ردع العدوان” على بعد 2 كم فقط من مشارف مدينة حلب، وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء، اللتين يوجد بهما حضور قوي لجماعة حزب الله اللبنانية.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية عن مقتل أكثر من 200 من عناصر النظام. من بينهم العقيد هشام هاشم الحكيم من عصابات النظام.
وقالت “إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان”، في بيان صدر الأربعاء عبر منصة تلغرام، إن قوات المعارضة سيطرت على الفوج 46، أكبر المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري غرب حلب.
كذلك أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” أنها أسرت، صباح الخميس، عنصرين ممن وصفتهما بمليشيات إيران، مؤكدة أنها استهدفت أيضاً طائرة في مطار النيرب شرق حلب.
وتمكن المقاتلون من تحقيق تقدم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، حيث سيطروا على قرى ذات أهمية استراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي
كما تمكنوا من تحرير المنطقة الاستراتيجية سراقب وخان العسل وعدد من القرى المجاورة.
من جانبه انسحب الجيش الروسي من تل رفعت ومطار منغ.
وأظهرت مقاطع مصورة استيلاء مقاتلي ردع العدوان على أسلحة ثقيلة ومركبات عسكرية تابعة لميليشيات النظام السوري.
كما شن الطيران السوري والروسي 33 غارة استهدفت المدنيين في مناطق سيطرة الفصائل الجهادية شرقي إدلب شمالي سوريا.
وقال شهود عيان إن مئات العائلات فرت إلى مناطق أكثر أمناً على طول الحدود التركية.
الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب ميليشيات النظام الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع المسلحين.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.