خطبة عيد الأضحى المبارك في الولايات الإسلامية عن غزة وحال الأمة والحل
حصلت وكالة شهادة الإخبارية على نسخة من خطبة عيد الأضحى المبارك في الولايات الإسلامية لهذا العالم ومما جاء فيها:
“الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيرَ البَرَكَاتْ، طَيِّباً مُبَارَكَاً لا تُحْصِيْهِ الكَلِمَاتْ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَأُلُومِّيَّتِهِ وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتْ، فَهُوَ المَعْبُودُ الحق الَّذِي يَتَوَجَّهُ العِبَادُ إِلَيْهِ فِي سَائِرِ الأوقات، بِالرَّغْبَةِ والرهبة والخُشُوعِ والنَّذْرِ وَذَبَحِ الأُضْحِيَّاتُ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مُخْتَلَفِ الطَّاعَاتِ وَأَنْوَاعِ العِبَادَات، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ بِأَزْكَى الصَّلَوَاتُ، وَأَتمَّ التَّحِيَّاتُ، عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ البَرِيَّات، وإمَامِ الرُّسُلِ وَفَائِدِ الأَلْوِيَةِ وَمُقَدَّم السَّرَايَا وحَامِلِي الرَّايَاتُ، وَعَلَى آلِهِ المُصْطَفِينَ الطَّاهِرِينَ، وَصَحَابَتِهِ الأَخْيَارِ المُجَاهِدِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين. أما بعد”.
حال الأمة ..
“انْصَرَمَ عِيْدٌ وَجَاءَ عِيْدُ، يَتَجَدَّدُ الزَّمَانُ وَتَبَدَّلُ الأَيَّامُ، وَحَالُ المُسْلِمِينَ لَيْسَ عَلَى ما يرام، الأَصَاحِي تُذبَحُ لِلَّهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمَا، وَدِمَاءُ الشُّهَدَاءِ فِي اللَّهِ تَنْزِفُ دَوْمَا، وَلَمْ تَتَوَقَّفْ يَوْمَا، فَمَا بَالُ المُسْلِمِينَ اسْتَغْرَقُوا نَوْمَا ….
يَا مَنْ يَذْكُرُ لَوْمَا !!.
مَنْ للتَّكَالَى والأَيَامَى وَالْيَتَامَى… مَنْ لِغَزَّةَ عَوْنَا ؟!.
مَنْ لِلْأَقْصَى والقَدْسِ ؟! ، مَنْ لِعَكَّا وَيَافًا وَعَسْقَلَانْ؟!، مَنْ يَدْفَعُ اليَهُودَ مَنْ يُقَاتِلُ الصُّلْبَانُ؟!، مَنْ يَسْتَعِيْدُ كَرَامَةَ الإِنْسَانُ؟!.
نَحْنُ مَقْهُورُونَ، نَحْنُ مَحْرُومُونَ ، نَحنُ مَسْجُونُونَ، نَحْنُ مُنْتَهَكُونَ، بَلْ نَحْنُ
مُسْتَعْبَدُونَ، فَأَيْنَ الحَلُّ وَأَيْنَ التَّحْرِيرِ ؟ هَلْ بِالفِرَارِ نَلُوذْ؟!، أَمْ عَنِ الدِّيْنِ
والعِرْضِ نَذُودُ؟!.
هَلْ سَمِعْتُمْ يَوْماً مَظْلُوماً يُحِبُّ ظَالِمَهُ ؟!!، أَمْ فَرِيَسَةٌ مُغْرَمَةٌ بِصَيَّادِهَا؟، أَمْ سَجِيناً آثر البَقَاءَ فِي زِنْزَانَتِهِ وَتَنَكَّرَ لِلْحُرِّيَةُ؟!.
الحل في الجهاد
كُلُّ مَنْ لا يُجَاهِدُ وَلَا جِهَادَ فِي حَيَاتِهُ، لَا مَعْنَى لِحَيَاتِهُ، بَلْ هُوَ مَيِّتٌ فِي صُورَةِ حَيَّ، وَحَيَوَانُ فِي هَيْئَةِ إِنْسَانُ، وَمُنَافِقٌ فِي مِسْلَاخِ مُؤْمِنْ، قَد طَمَسَ اللَّهُ فِيْ بَصِيرَتِهُ، وَخَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ، وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشَاوَةٌ، فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله ؟!”
“(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
إِنَّ الجِهَادَ دَعْوَةٌ إِلَى تَحْقِيقِ الوُجُودِ المُشَرِّفْ، ودَعْوَةٌ إِلَى حَيَاةِ الكَرَامَةِ والإستقلالِ والحُرِّيَةُ، وَمَهْمَا كَانَ الثَّمَنُ بَاهِظاً فِي سَبِيْلِ الوُصُولِ إِلَى هَذِهِ الغَايَاتْ، فَلا بُدَّ مِنَ الجِهَادُ، وَلا بُدَّ مِنَ النِّضَالُ، والمَوْتُ بِشَرَفْ خَيْرٌ مِنَ الحَيَاةِ بِقَرَفْ .
لَا تَسْقِنِي مَاءَ الحَيَاةِ بِذِلَّةٍ … بَلْ فَاسْقِنِي كَأْسَ الْمَمَاتِ بِحَنْظَلِ
والمُجَاهِدُونَ فِي فَلِسْطِينَ، قَدْ فَهِمُوا هَذَا التَّأْوِيْلَ وَارْتَسَمُوا هَذَا المَعْنَى العَظِيمُ، فَقَدَّمُوا للأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ فِي عَمَلِيَّةِ طُوفَانِ الْأَقْصَى الْمُبَارَكَةُ، دَرْساً فِي عِلْمٍ الصُّمُودْ ودَرْساً فِي مَعْنَى الوُجُودُ، وَدَرْساً في مُواجَهَةِ الصَّلِيبِينَ وَاليَهُودُ، وَدَرْساً فِي مَعْنَى الحَيَاةِ الحَقِيقِيَّةُ، حَيَاةِ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ، المُقَاتِلُ فِيهَا حَيّ، والمَقْتُولُ فِيْهَا حَيْ”.
“إِنَّ سِمَةَ الْحَيَاةِ الأُولَى هِيَ الفَاعِلِيَّةُ والنُّمُرُّ وَالِامْتِدَادُ. وَسِمَةُ المَوْتِ الأُولَى هي السَّلْبِيَّةُ والحُمُودُ والانْقِطَاعْ .. وَهُؤُلاءِ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ فَاعِلِيَّتُهُمْ فِي نُصْرَةِ الحَقِّ الَّذِي قُتِلُوا مِنْ أَجْلِهِ فَاعِلِيَّةٌ مُؤَثّرَةً، وَالفِكْرَةُ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا قُتِلُوا تَرْتَوِي بِدِمَائِهِمْ وَتَمْتَدْ، وَتَأَثْرِ الْبَاقِيْنَ وَرَاءَهُمْ بِاسْتِشْهَادِهِمْ يَقْوَى وَيَمْتَدٌ. فَهُمْ مَا يَزَالُونَ عُنْصُراً فَعَّالاً دَافِعاً مُؤَشِّراً فِي تَكْبِيفِ الحَيَاةِ وَتَوْجِيْهِهَا، وَهَذِهِ هِيَ صِفَةٌ الحَيَاةِ الأُولَى.
أَحْيَاءُ: وَمِنْ ثَمَّ لَا يُغَسَّلُونَ كَمَا يَغُسَّلُ المَوْتَى، وَيُكَفِّنُونَ فِي ثِيَابِهِمُ الَّتِي اسْتَشْهَدُوا فِيْهَا. فَالغُسْلُ تَطْهِيرٌ لِلْجَسَدِ الْمَيِّتِ وَهُمْ أَطْهَارٌ بِمَا فِيْهِمْ مِن حَيَاةً.
وَثِيَابُهُم فِي الْأَرْضِ ثِيَابُهُمْ فِي القَبْرِ لِأَنَّهُمْ بَعْدُ أَحْيَاء. أَحْيَاءُ: فَلَا يَشُقُ قَتْلُهُمْ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَحِبَّاءِ وَالْأَصْدِقَاءُ.
أَحْيَاء: يُشَارِكُونَ فِي حَيَاةِ الْأَهْلِ وَالأَحِبَّاءِ وَالْأَصْدِقَاءُ.
أَحْيَاءُ: فَلَا يَصْعُبُ فِرَاقُهُمْ عَلَى القُلُوبِ البَاقِيَةِ خَلْفَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُهَا الْأَمْرُ، وَلَا يَهُولُنَا عِظَمُ الفِدَاءً”.
“وَاتَّخَذَ المُجَاهِدُونَ فِي الصُّومَالِ أَيْضاً هَذَا الفَهْمَ الرَّاشِدَ طَرِيقا، وَقَامُوا بِهِ تَحْقِيقَا، تَحَفُهُمْ رِعَايَةُ اللَّهُ، وَتَغْشَاهُمْ رَحْمَتُهُ، وَالقَبَائِلُ الْأَبِيَّةُ فِي الوِلَايَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ عَلَى تَنَافُسٍ حَامٍ فِي نُصْرَتِهِمْ وَتَأْبِيْدِهِمْ بِالنَّفْسِ وَالنَّفَيْسُ، وَالسَّلَاحِ وَاللَّامَة، لَأَنَّهُمْ جَمِيعاً عَلِمُوا أَنَّ النَّصْرَ لَا يُوهَبُ لِلْمُسْتَسْلِمِيْنَ وَالخَاضِعِيْنَ، فَجَزَى اللَّهُ القَبَائِلَ الأَخْيَارُ والعَشَائِرَ الأَنْصَارُ.
واقع التمكين في الصومال
والمُجَاهِدُونَ فِي الصُّومَالِ بِحَمْدِ اللَّهِ رُزِقُوا عَلَى جَانِبِ مَجَاهَدَةِ العَدُوِّ وَمُكَافَحَتِهِ التَّمْكِينَ الجُزْئِي، فَهَا هِيَ الوِلَايَاتُ الإِسْلَامِيَّةُ، تَعِيْشُ فِي جَوِّ مِنَ الرَّخَاءِ واسْتِتْبَابِ الأَمْنِ وانْتِظَامِ المَعِيْشَةِ واسْتِطْلَالِ المُؤَسَّسَاتِ القَضَائِيَّةُ الَّتِي يَتَسَاوَى فِي التَّقَاضِي إِلَيْهَا القَوِيُّ والضَّعِيف، والقَاصِي والدَّانِي، والرَّئِيسُ والمَرْؤُسُ، وَالْمُؤْمِنُ والفَاجِرْ.
وَإِنَّ قِيَادَةَ المُجَاهِدِيْنَ إِذْ تُشِيْدُ بِالسِّلْكِ القَضَائِيِّ وَمُؤَسَّسَاتِهِ الفَذَّةُ، فَإِنَّهَا كَذَلكَ تَحْرِصُ إِبْصَاءَ المُجَاهِدِينَ بِتَعْزِيزِ مَكَانَةِ القَضَاءُ، وَتَوْلِيَةِ الإِهْتِمَامِ البَالِغِ لِمُؤَسَّسَاتِة؛ والْحِفَاظِ عَلَى نَصَاعَةِ صُوْرَتِهُ، وَإِشَاعَةِ مَبَادِئِ العَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ أَيْنَمَا كَانُوا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصُرُ بِالعَدْلِ وَيَخْذُلُ بِالظُّلْمِ، وَالمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورِ يَوْمَ القِيَامَة”.
الاستزادة من العلم والحرص على أئمة العلم والجهاد
“كَمَا تَحُثُ قِيَادَةُ المُجَاهِدِينَ سَائِرَ المُسْلِمِينَ، بَالِإِسْتَزَادَةِ مِنَ العِلْمِ وَمُدَاوَمَةِ طَلَبِهُ، وَمَنَافَثَةِ أَهْلِ العِلْمِ الصَّادِقِينَ، مِمَّنْ جَمَعُوا بَيْنَ العِلْمِ والعَمَلُ، وَالرُّسُوخِ والأناة، وليَعْلَمِ المُجَاهِدُونَ، أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ المُجَاهِدِينَ، هُمْ أَهْلُ الفِقْهِ فِي الدِّين، وأَهْلُ الاِعْتِقَادِ الصَّحِيحِ السَّلِيم كَأَمْثَالِ الشَّيْخِ أَبِيْ يَحْيَى اللَّيْبِيِّ، وَالشَّيْخِ الإِمَامِ عَطَيَّةَ اللَّهَ اللَّيْبِيِّ، وَالشَّيْخِ أَسَامَةَ بْنَ لَادِنْ، وَحَكِيْمِ الأُمَّةِ الشَّيْخُ أَيْمَنَ الظَّوَاهِرِيِّ، وَالشَّيْخُ مَخْتَارُ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَالشَّيْخُ عَبدَ اللَّهِ عَزَّامُ، وَالشَّيْخُ إِبْرَاهِيمَ الرُّبَيْش، والشَّيخُ حَارِثَ النَّظَارِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَاءِ المُجَاهِدِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ وحَفِظَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ حَيّا. أُولئِكَ هُمُ الرَّعِيْلُ الْأَوَّلُ، الَّذِيْنَ يَنْبَغِيِّ الاِقْتِدَاءُ بِهِمْ”.
“والصُّدُورُ مِنْ مَنَاهِلِهِمْ، فَاقْتَبِسُوا أَيُّهَا المُجَاهِدُونَ مِنْ مِشْكَاةِ عُلُومِهِمْ، وَلَا تَلْتَبِسْ بِكُمُ الطُّرُقُ فَتَضِلُّوا، فَالسَّلامَةُ كُلُّ السَّلَامَةِ فَي طَرِيْقِ أَئِمَّةِ المُجَاهِدِيْنِ”.
الثبات حتى النصر
“أَيُّهَا المُسْلِمُونَ أَثْبِتُوا فِي هَذَ الطَّرِيْقُ فَإِنَّ النَّصْرَ قَرِيْبٌ، وَالفَجْرُ وَشِيْكَ، وَإِنَّ فُتُوحَاتِ المُجَاهِدِينَ مُتَوَاصِلَةٌ، وَإِنَّ هَزَائِمَ الكُفَّارِ فِي جَمِيعِ السَّاحَاتِ مُتَلَاحِقَةً، وَقَدْ شَهِدتُّمْ بِالأَمْسِ القَرِيْبْ فَتْحَ المُجَاهِدِينَ لِمَدِينَةِ “عيل طير”، وَالْقَادِمُ أَدْهَى وأَضَرٌ، وَعَلَى المُحْتَلِّينَ وَالمُرْتَدِّيْنَ أَنْكَى وَأَمَرٌ” .
“(يَاَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَزَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّبِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَرِهِم بَطَرًا وَرِثَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ واللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ يُحِيطُ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَلَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
الأضحية فقه وفضل
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ضَحُوا تَقَبَّلَ اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ، فَإِنَّ اللَّهُ عَزَوَجَلَّ قَدْ قَالَ: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
أَيْ: تَقَرَّبْ إِلَيْهِ وَحْدَهُ بِالصَّلاةِ والنَّحْر، قال قَتَادَةُ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ: المُرَادُ: صَلَاةُ العِيدِ وَنَحْرُ الأُضْحِيَةٌ”.
وَفِي الأُضْحِيَّةِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ حِكِمٌ كَثِيرَةٌ وَفَوَائِدُ جَلِيْلَةٌ مِنْهَا:
-
إِحْيَاءُ سَنَةِ أَبِيْنَا إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَيْثُ قَدَّمَ وَلَدَهُ قُرْبَانًا لِلَّهِ تَعَالَى. اتَّبَاعُ سُنَةِ نِبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَحَيْثُ ضَحَى عَن نَفْسِهِ وَعَنْ أُمَّتِهِ بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْن.
-
إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَالتَّوْسِعَةُ عَلَى فُقَرَائِهِمْ وَمَسَاكِينِهِمْ. . التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءُ، لِأَنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ الطَّاعَاتِ وَأَجَلٌ العِبَادَات.
-
وَمِنْ شَرْطِ الأُضْحِيَّةِ السَّلَامَةُ مِنَ العُيُوبُ، وَأَنْ تَكُونَ فِي السِّنَّ المُعْتَبَرُ، وَأَنْ
تَكُونَ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامُ، وَأَنْ تَكُونَ مَمْلُوكَةً لِلْمُضَحي. فَضَحُوا وَتَزَوَارُوْا وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَطَهَّرُوا قُلُوبَكُمْ مَن الحَسَدِ وَالحِقْدِ وَالآثَامَ.
تهنئة المجاهدين في كل مكان
وَفِي الخِتَامُ: لَا نَنْسَى أَنْ تُهَنِّى جَمِيعَ المُجَاهِدِيْنَ بِحُلُولُ عِيْدِ الْأَضْحَى المُبَارَكْ، لَا سِيَّمَا قَادَةَ المُجَاهِدِيْنَ فِي الإِمَارَةِ الإِسْلَامِيَّةِ فِي أَفْغَانِسْتَانُ، وَالْمُجَاهِدِيْنَ فِي فِلِسْطِينَ والشَّام، وَجَزِيرَةِ العَرَبِ وَمَغْرِبِ الإِسْلَامُ، وَسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ مَكَانَ، تَقَبَّلَ اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ وَصَالِحَ أَعْمَالِكُمْ، وَأَعَادَ اللَّهِ عَلَيْنَا هَذَا العِيْدَ بالأَمْنِ وَالْإِيْمَانُ، وَالتَّمْكِينِ وَالإِسْلَامُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٌ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٌ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.
اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرَ رُشْدٍ يُعَزُّ فِيْهِ أَهْلُ طَاعَتِكَ، وَيَذَلُّ فِيهِ أَهْلُ مَعْصِيَتِكَ،
وَيُؤْمَرُ فِيهِ بِالْمَعْرُوفُ، وَيُنْهَى فِيهِ عَنِ الْمُنْكَرْ .
وآخرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لَلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْن”.