حي الشجاعية في مدينة غزة “دمار وأطلال” في أعقاب هجوم مكثف للاحتلال الإسرائيلي

لقد دمر حي الشجاعية في مدينة غزة الآن بشكل كامل، بعد استهدافه بلا هوادة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط الهجوم المكثف الأخير للجيش في القطاع. بحسب صحيفة نيو عرب.

ووصف السكان الذين عادوا إلى الحي بعد انسحاب قوات الاحتلال في 11 يوليو/تموز، أنهم لم يروا “منازل متبقية وكل شيء يهدم بالجرافات”، فضلا عن جثث “ملقاة على الأرض”، وكثير منها متحلل بشدة.

وقد أجبر الافتقار إلى المساحات الصالحة للعيش في الحي الشرقي العديد من السكان على الانتقال إلى غرب مدينة غزة، بعد أن عادوا إلى الأنقاض في أعقاب الهجمات من الاحتلال الإسرائيلي..

العملية العسكرية، التي استمرت أسبوعين، حولت الحي الآن إلى أنقاض، كما كتب الصحفي أمجد ياغي لموقع العربي الجديد.

استهدف الهجوم مجمعات سكنية بأكملها، وهدم الشوارع، وضرب البنية التحتية على طول بعض أهم الطرق التي تربط الشجاعية بالشوارع والأحياء الأخرى في مدينة غزة.

وصف السكان صعوبة رؤية الملابس والممتلكات المدمرة التي يملكها الجيران أو الأحباء الذين تركوهم في الشجاعية دون معرفة مصيرهم. وعثر آخرون على ملابس ممزقة وممتلئة في الشارع، مع علامات محتملة على إعدام من يملكونها.

وقال أحد الشهود، محمد حجاج، إنه تمكن من التعرف على جثة صديقه شبه المتحللة من خلال القميص الأسود والأبيض الممزق الذي كان يرتديه، وقت مقتله.

“دخل الحي مرحلة الدمار في بداية العام الماضي في ديسمبر، لكن العديد من المنازل كانت لا تزال قائمة على الرغم من أنها دمرت جزئيا. أما الآن فقد سويت معظم المنازل بالأرض، وهو ما فقدناه تماما”.

وأضاف: “نحن الآن ضائعون، وغادرنا إلى المنطقة الغربية من غزة”.

وقال أحمد حلس، وهو أحد سكان الشجاعية: “تم تجريف الحي بأكمله وكل ما تبقى هو التراب ولا منزل ولا ملامح المنطقة التي كنت أعيش فيها. لقد دمروا قلبي وذكرياتي”.

ويقدر المكتب الحكومي في غزة أن 70 بالمائة من مباني الحي قد دمرت.

وكان حي الشجاعية، أحد أكثر أحياء مدينة غزة اكتظاظا بالسكان وأكبرها، هدفا لعدة هجمات ومذابح منذ بدء الحرب على غزة، والتي أسفرت عن مقتل 39 ألف فلسطيني على الأقل حتى يوم الاثنين خلال أكثر من تسعة أشهر.

ولطالما اعتبر الحي الشرقي معقلا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حيث تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في المنطقة في الحرب الحالية، وخلال الحروب السابقة.

وقال ياغي في وقت سابق إن لقب الشجاعية هو “الحرس”، نظرا لاحتلاله موقعا وقائيا شرق مدينة غزة.