حميدتي: 30 ألف جندي سوداني يقاتلون في اليمن وشكرًا للسعودية والإمارات ومصر
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
في سابقة من نوعها اعترف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، أن لدى بلاده أكبر عدد من القوات المشاركة في التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وتشارك السودان منذ حوالي خمس سنوات في قوات التحالف المثير للجدل والذي تنسب إليه جرائم حرب في اليمن لانتهاكه حقوق الإنسان واستهدافه المتعمد للمدنيين مرات متكررة.
وقال حميدتي: “علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قوية للغاية. على سبيل المثال، لدينا 30,000 مقاتل يقاتلون إلى جانب التحالف العربي “. وذلك خلال كلمة له ألقاها في منطقة أبرق بمحلية شرق النيل شرق العاصمة السودانية الخرطوم.
يجدر الإشارة إلى أن معظم القوات البرية السودانية في حرب اليمن تتبع حميدتي قائد قوات الدعم السريع في السودان والتي وصف حميدتي مهمتها على أنها “تحارب الإرهاب والهجرة غير الشرعية”. التي تهدد الأوروبيين.
وقال حميدتي إن “قوات “الدعم السريع” تحمي الأوربيين من تدفق ملايين المهاجرين غير النظاميين، إضافة إلى محاربة الإرهاب والتطرف”. وأضاف: “نحن شغالين نيابة عن الأوروبين، نحمي أمنهم القومي.. ملايين البشر (من المهاجرين) موجودين في السودان؛ لأنه منطقة ممر”.
ولم يتأخر حميدتي في توجيه الشكر والامتنان لكل من السعودية والإمارات ومصر فيما وصف بالاصطفاف السوداني المعلن في المحور السعودي الإماراتي المتصارع مع المحور التركي القطري.
وفي ذات الوقت وجه النقد للمعارضة التي ترفض هذا الاصطفاف قائلا : “بعض الأحزاب تريد تخريب علاقاتنا الطيبة مع السعودية والإمارات وهذا غير مقبول”.
وأكد المجلس العسكري الانتقالي على بقاء القوات السودانية ضمن التحالف العربي في اليمن لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة الذي وصفه رئيس اللجنة الفئوية والاجتماعية بالمجلس العسكري الانتقالي الفريق أول طيار صلاح الدين عبد الخالق بأنه “مهدد للأمن القومي السوداني” بشكل مباشر.
وشدد عبد الخالق قائلا: “لن نسمح بانسحاب قواتنا من اليمن كما لن نسمح بأي حديث عن الانسحاب بل بالعكس إذا استدعى الأمر يمكن أن نزيد تلك القوات سواء في اليمن أو السعودية “.
وعن الأموال التي أعلنت عن تقديمها كل من السعودية والإمارات للسودان بقيمة 3 مليارات دورلار، قال حميدتي أن “الأموال المدفوعة من الإمارات والسعودية دخلت البنك المركزي، ولم تدخل في جيب حميدتي أو غيره”.
يجدر الذكر بأن القوات السودانية أرسلها الرئيس المعزول عمر البشير في عام 2015 استجابة لمطالب سعودية وإماراتية بتقديم الدعم العسكري للتحالف الذي تعثرت مهمته في اليمن.
إعلان حميدتي أثار ردودًا من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبرت تصريحاته إفشاءً لأسرار عسكرية للسودان فيما رآه آخرون محاولة منه للفت الأنظار لأهمية القوات السودانية في حرب اليمن.
ويرى المراقبون السرّ وراء هذه المشاركة بأكبر عدد من القوات في التحالف بقيادة السعودية يرجع أساسًا للرواتب المغرية التي يقدمها التحالف، وقد أكدت تقارير صحفية أن الجندي السوداني في اليمن يصل راتبه إلى 20 ألف ريال سعودي شهريا (5332 دولار) بينما يصل راتب الضابط إلى 30 ألف ريال (7996 دولار).
وتتحدث التقارير عن إرسال الخرطوم لقرابة 5 آلاف من الأطفال الجنجويد للقتال في اليمن والذين يتم استغلالهم ونهب رواتبهم من قبل القيادات.
ويرى المراقبون أن الرواتب المغرية بشكل لافت للسوادنيين الذين يعيشون أزمة معيشية مزمنة كانت السبب الأول في تسابق شبابهم وشيبانهم للالتحاق بقوات بلادهم في حرب اليمن.
يجدر الذكر أن الجيش السوداني سبق وأن شارك في حروب خارج التراب السوداني، كما حدث مع الكويت عام 1963 عندما هدد الرئيس العراقي السابق عبد الكريم قاسم باجتياحها، وفي حربي الاستنزاف وأكتوبر بمصر، وفي لبنان ضمن قوات الردع العربية عام 1985.