حركة الشباب تنهي هجومها على القصر الرئاسي وتعلن مقتل وإصابة 91 من المسؤولين الحكوميين والقوات الأمنية
أعلنت حركة الشباب المجاهدين في بيان لها نهاية الهجوم الذي شنه مقاتلوها يوم أمس الأحد على القصر الرئاسي الواقع في أشد المناطق تحصينا في العاصمة مقديشو، وأعلنت في بيانها عن أن الهجوم انتهى بمقتل 52 عنصرا وإصابة 39 آخرين من بينهم وزراء ونواب وزراء ووزراء دولة ومستشارون أمنيون وسياسيون وضباط وعناصر من القوات الأمنية وتدمير المقرات الحكومية والمكاتب ومركبات المسؤولين.
وبحسب البيان، انتهى الهجوم الذي استمر لقرابة 24 ساعة وقد تمكن عدد من الانغماسيين من العودة إلى قواعدهم سالمين غانمين بينما استشهد عدد آخر منهم في موقع الهجوم.
وتميز هذا الهجوم بتغطية إعلامية من داخل القصر الرئاسي، حيث حرص الانغماسيون على إرسال رسائل صوتية عن وضعهم أثناء الهجوم، وكانت الرسالة الأولى في صباح الاثنين باكرا حيث قال أحد الانغماسيين من داخل المقرات التي سيطر عليها مع رفاقه:”الحمد لله الحمد لله أصحبنا وأصبح الملك لله والحمد لله رب العالمين، نبشر المسلمين بأننا لا زلنا نقاتل في القصر الرئاسي، وبفضل الله تصدينا لكل محاولات العدو لاسترجاع السيطرة عليه، وكانت آخر محاولاتهم هجوما شنوه علينا قبل قليل وهزموا فيه وتركوا جثث قتلاهم خلفهم، ونحن نبشر المجاهدين في كل مكان بأننا نفذنا هجوما على القصر الرئاسي الذي يقطنه رئيس حكومة الردة “حسن جرجوتي” والذي أعلن الحرب على المسلمين، ونقول للمسلمين في كل مكان، إن كان هذا المرتد قد شن حربا على الولايات الإسلامية فإننا الآن غزونا عقر داره ومقر إقامته وفي وسط العاصمة مقديشو ولله الحمد والمنة، فقد أصبحت مقديشو ساحة حرب، والطائرات تحوم فوقنا منذ البارحة كما كانت تحوم فوق الولايات الإسلامية، ونحن الآن نسيطر على المقرات من بينها مقر يدعى “فيلا روسى” وهو ضمن مجمع القصر الرئاسي، وقد حاول العدو بكل جهده إيقاف الهجوم واستعادة السيطرة على المقر ولكن دون جدوى، وقبل قليل حاولوا الاقتحام من النوافذ ولكن بفضل الله تصدينا لهم فتركوا جثث قتلاهم وأسلحتهم وصارت غنيمة لنا”.
وبعد أكثر من 14 ساعة من الهجوم، أرسل أحد الانغماسيين رسالة جديدة مؤكدا استمرار سيطرتهم على مقرات تابعة للقصر وعجز القوات الصومالية عن إنهاء الهجوم، قال فيها:”نحن في نعمة وفضل من الله تعالى ونسأله سبحانه أن يزيدنا من فضله، لقد هاجمونا عدة مرات وهزمناهم بفضل الله وهم الآن مدحورين وقد غنمنا أسلحتهم التي أصبحنا نقاتل بها، كذلك قصفنا سكن رئيس حكومة الردة “حسن جرجوتي” بالقذائف، وهم الآن يهدمون المباني والحمد لله الذي نصرنا عليهم في أشد مناطقهم تحصينا، كما نطلب من المسلمين أن لا ينسونا من صالح دعائهم ونوصيهم بتقوى الله، فنحن نقاتل الكفار أجمعين كما أمرنا الله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) والآن نحن منشغلون بقتال الأعداء، فالدعاء الدعاء”. ولا يزال الهجوم مستمرا إلى اللحظة “.
وجاءت بعدها الرسالة الثالثة من أحد الانغماسيين الذين شاركوا في الهجوم على القصر الرئاسي شديد التحصين في العاصمة مقديشو، بعد نحو 22 ساعة من الهجوم حيث قال الانغماسي في رسالته: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، نبشر المسلمين بأن الله مكننا من السيطرة على المقرات التي هاجمناها ليلة أمس بعد صلاة العشاء ولا نزال نسيطر عليها إلى الآن، وقد شن علينا العدو هجمات لا يمكنني حصرها وآخر محاولاتهم كانت قبل قليل وهزمناهم بفضل الله ولم يتركوا حيلة إلا واستعملوها ليخرجونا من المقرات وحتى أنهم دمروا بعضها ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وقد استهدفنا تجمعا لهم بقذيفة آر بي جي وبعد هذا القصف هربوا ولم يعودوا إلى الآن، وأطلب من المسلمين أن ينصروا دين الله وان لا ينسونا من الدعاء فنحن ما خرجنا إلا ابتغاء مرضاة الله وأن يرزقنا الشهادة”.
وأضاف: “وأما رئيس حكومة الردة حسن جرجورتي فأقول له أبشر بما يسوءك، فقد أعلنت الحرب على الولايات الإسلامية وكنت تدعي أن ستنهي المجاهدين واليوم مقديشو هي ساحة الحرب وها نحن نشن هجوما مباشرا على مقر إقامتك أنت، ولا زلنا نقاتل في داخله وهذا كله بفضل الله، ومع أنك قمت بنشر جواسيسك في كل مكان وقطعت الطرق الرئيسية على المسلمين وضيّقت عليهم، ها نحن اليوم قد تجاوزنا كل حواجزك بفضل الله ونقاتلك في عقر دارك، وأعلم بأنه لا يمكنك أن تقطع الطرق علينا فنحن نفتحها بهداية من الله فأنصحك أن تفتح الطرق لعامة المسلمين فإغلاقها لن يغير شيئا من قدرتنا على استهدافك، واعلم أن المئات من الاستشهاديين على الطريق.
أما إخواني المجاهدين فأقول لهم لم يبق للكفار والمرتدين إلا القليل فأجهزوا عليهم.
وأما من كانوا يزعمون بأن المجاهدين مطاردين فاسألوهم كيف يقاتل مطارد في داخل القصر الرئاسي؟!”.
وتأتي هذه التغطية الإعلامية من داخل ساحة المعركة، لإحراج الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وتبيان درجة الهشاشة الأمنية التي تعاني منها حيث تستهدف في أشد مناطقها تحصينا وفي أشد مبانيها رمزية، وينقل تفاصيل الهجوم الانغماسيون أنفسهم.
وأثار هذا الهجوم الصدمة حيث لم يتوق رئيس الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، حسن شيخ، أن يستهدف في مقره، ما اضطره للفرار إلى قاعدة حلني الواقعة بالقرب من المطار الدولي لمقديشو. بينما ألغى البرلمان جلسته المقررة لليوم الاثنين.
وبالنظر لأهمية الهدف من الهجوم والتوقيت الذي جاء فيه، تظهر درجة اختراق حركة الشباب للجهاز الأمني والاستخباراتي للحكومة المدعومة من الغرب، وقدرتها على الضرب في الوقت الذي تريد والمكان الذي تريد. مما يجعل الحكومة في موقف هش وضعيف جدا، خاصة بعد فشل حملتها العسكرية على الولايات الإسلامية رغم الدعم الأمريكي المستمر بالطيران والقصوفات.
وتعتبر هجمات حركة الشباب الانغماسية طرازا يميز الحركة منذ سنوات، حيث يعتمد الهجوم على انغماس عدد قليل من المقاتلين بعد فتح الطريق للهدف بعملية استشهادية، ويستمر قتال هذه الثلة لساعات طويلة تمتد لأكثر من يوم، تقوم خلالها بتصفية واستنزاف القوات الأمنية الصومالية التي تضطر لهدم مبانيها بأيديها، وكثيرا ما ينجح عدد من هؤلاء الانغماسيين في العودة لقواعدهم كما حصل في هجوم الحركة على قاعدة ماندا باي الأمريكية في كينيا بعد أن تكبدت القيادة الأمريكية خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وأصبحت هذه العمليات الانغماسية من أخطر الهجمات التي ترعب الحكومة الصومالية وحلفائها الدوليين، لكون المقاتلين يتمكنون من اجتياز جميع الحواجز الأمنية ومن القتال لساعات طويلة للإثخان في قواتها في طلب الشهادة أو العودة لقواعدهم لإعادة الكرة مرة أخرى.
وتقاتل حركة الشباب المجاهدين لإسقاط الحكومة التي أقامها الغرب في الصومال ولإخراج القوات الأجنبية وقطع حبال الهيمنة الغربية في البلاد وإقامة نظام الشريعة الإسلامية المستقل فيها.