حركة الشباب المجاهدين تنشر وصية أحد مقاتليها المهاجرين من كينيا .. شارك في الهجوم على مقر إدارة مقديشو

نشرت إذاعة الأندلس المحلية وصية “الزبير”، أحد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المهاجرين من كينيا ممن شاركوا في الهجوم الانغماسي الأخير على مقر عمدة بلدية العاصمة مقديشو.
وبحسب بيان للحركة عقب الهجوم، قامت بترجمته وكالة شهادة إلى العربية كانت نتيجة هذا الهجوم الأولية:” تؤكد مقتل 34 عنصر من المرتدين من بينهم مسؤولون وضباط وموظفو المقر وعناصر من الميليشيات”.
وجاء في وصية الزبير باللغة السواحلية التي ترجمتها وكالة شهادة إلى اللغة العربية:”الحمد الله على نعمة الإسلام والجهاد، اسمي المعروف لدى المجاهدين هو الزبير أنا من قبيلة “غري”، أنا من كينيا وولدت في حي “مجانغو” في مدينة “نيري”، هاجرت إلى الصومال سنة 2017 والتحقت بمكتب الاستشهاديين عام 2022، اسمي المعروف لدى المجاهدين هو الزبير”.

عملية في مقر عمدة بلدية مدينة مقديشو

وقال الزبير في وصيته التي سجلها قبل تنفيذ الهجوم:”أحمد الله الذي يسر لي الخروج من دار الكفر ثم أتاح لي الفرصة للعيش في الولايات الإسلامية، والآن أنا في ولاية “بنادر” الإسلامية لمهاجمة مقر عمدة بلدية مقديشو. هذا المقر هو منبع الظلم الذي يمارس ضد شعبنا وأمهاتنا الثكلى اللاتي ملأت صرخاتهن الإذاعات. فالمسلمون يُظلمون تحت هذه الإدارة وهؤلاء المرتدون لا يهمهم إلا شهواتهم ولا يرعون مصالح المسلمين في مقديشو. فكم نسمع عن قتل أصحاب العربات في الشوارع وهم يزاولون أعمالهم اليومية، وكم نسمع عن غصب أراضي المسلمين من قبل الحكومة المرتدة وأعضائها”.
وأضاف موضحا:”فهذا المقر هو منشأ الظلم لأهل بنادر حيث أصبحت دماء المسلمين فيه لا قيمة لها؛ فها هم يظلمون ويقتلون بلا هوادة، وهؤلاء القادة الذين يزعمون زورا أنهم مسؤولون عن الشعب، وعلى رأسهم عمدة مقديشو، لا يهمهم المسلمون أو قضاء حوائج رعيتهم. ولذلك فبعد وقت قصير سنكون في طريقنا لمواجهة هؤلاء الأعداء في ذلك المقر بإذن الله، نسأل الله الإخلاص والصدق في العمل فعن قريب سنبيع أنفسنا لله تعالى ولله الحمد والمنة”.
وقال الزبير:”عددنا قليل ولكن أملنا بالله عظيم، وسنتوكل على الله كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزوة بدر، كان المسلمون قلة في هذه الغزوة ولكن الله أجرى على أيديهم الكرامات وأيدهم بجنود لم يروها، ونصرهم على رغم قلتهم، فنحن كذلك على رغم قلتنا فإننا نرجو التأييد من الله في هذه المعركة”.

نداء للتوبة

ووجه الزبير نداء لمسؤولي وقوات الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب قال فيه:”أوجه رسالة إلى الذين يعملون في هذا المقر وأقول لهم: توبوا إلى الله، ارجعوا إلى شريعة الرحمن وانبذوا وراءكم القوانين الوضعية. الصومال أرض للمسلمين وستظل أرضا لهم، والأمريكان والأتراك يخادعونكم بالإغراءات المالية لتبيعوا دينكم بثمن بخس. فرسالتي إليكم: أن تتبرأوا من هؤلاء الكفار، فغدا حينما يغادر المحتلون البلاد سيكون مصيركم مثل الذين تعلقوا بالطائرات في مدينة كابول، إلى أين ستذهبون؟ آن لكم أن تتوبوا إلى الله، آن لكم أن تضعوا أسلحتكم، اعلموا أننا سنرحب بكم عند توبتكم كما رحّب المسلمون بأبي سفيان وأصحابه يوم فتح مكة. ارجعوا إلى دينكم وتمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتفوزوا في الدنيا والآخرة”.

رسالة إلى المهاجرين

كما وجه الزبير المهاجر في وصيته رسالة إلى المهاجرين قال فيها:”قال الله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} لقد أمرنا الله تعالى بالخروج في سبيله. إخواني المهاجرين علينا أن نشكر الله الذي أوصلنا إلى هذا الأرض، لقد كنا في ظلام وفساد ثم أنقذنا الله ويسر لنا المجيء إلى أرض العزة، كنا أذلاء تحت وطأة الكفرة لكننا اليوم أعزاء. أوصيكم يا أيها المهاجرون ألاّ تنسوا أهدافكم التي هاجرتم من أجلها، لقد تركنا وراءنا أمهاتنا وإخوتنا والمدن التي عشنا فيها، وقد تركنها كلها لله فلا تغرنّنا الحياة الدنيا بعد الهجرة فننشغل بالتجارة ونفتتن بالنساء”.
وأضاف:”علينا أن نجعل حياتنا وفقا لحديث النبي حينما قال: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر السبيل”، قبل الهجرة كنا نتضرع ونبكي أمام الله ليلا ونهارا ليفتح لنا طريق الهجرة والمجيء إلى هذه الأرض للدفاع عن الدين، فعلينا ألاّ نغفل ولا ينبغي أن نغتر بالدنيا، لقد تركنا في ديارنا ما هو أفضل مما وجدناه هنا من متاع الدنيا، فتذكروا دائما هدفكم الأساسي”.
وواصل قائلا:”إخواننا من أمثال الزبير وأبو بكر وماهر وأحمد سبقونا وضحوا بأرواحهم وسجلوا أسماءهم في تاريخ هذه الأرض، فعلينا أن لا نتراجع ونضحي بأرواحنا كما فعل هؤلاء الإخوة، علينا أن نفرح حينما نسمع أن المهاجرين يشاركون في العمليات الاستشهادية والانغماسية”. “أوصيكم أيها الإخوة بالثبات فالله لن يضيع دماءنا بل سيجعلها نورا، بها ستنار بلادنا بالشريعة، هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن ذاق أصحابه الظلم والقهر في مكة وخرج بحثا عن العزة ثم بعد ذلك حين رجع إلى مكة دخلها فاتحا بدون قتال. فالله قد أمرنا بالقتال: (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، هدفنا ليس محصورا في الصومال وكينيا بل هدفنا إزالة الشرك في الدنيا كلها وحتى يكون الدين لله، يا أيها المهاجرون أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعنا في الجنة، اعلموا أن نبينا صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كلهم كانوا مهاجرين فنحن على آثارهم مهتدون ونسأل الله أن يجمعنا معهم”.

الأنصار وفضلهم

وشملت وصية الزبير كلمة عن الأنصار وهم أهل الصومال من استقبلوا المهاجرين إليهم، حيث قال في وصيته:”أسأل الله أن يجزي الأنصار خير الجزاء وأدعو لهم بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الله ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار”، لقد اجتهد الأنصار وأيدونا لتحقيق أهدافنا في ساحات الجهاد، لقد رحبوا بنا عند وصولنا إلى الصومال ثم دربونا ثم سلحونا. كل هذا لنحقق هدفنا. فمن جهد الأنصار ها أنا اليوم في طريقي إلى تنفيد عملية انغماسية في عقر دار المرتدين رغم أني مهاجر. قد مررنا بأكثر من مئة حاجز والمرتدون يتواجدون في كل مكان لكن بفضل الله كنا نداوم على الأذكار كما كان دأب السلف الصالح، والكفار في غفلة عنا وقد مررنا في أوساطهم”.

مصير المحتلين الكفرة

وقال الزبير في إشارة للصراع في الصومال:”قوات الكفار المسماة بـ “أميصوم” سابقا و”أتميس” حاليا- هذه القوات تقف في الجهة المقابلة لنا؛ نحن هاجرنا لنطبيق القرآن ونصرة لمسلمين وقتال كل من يريد إطفاء نور الله، أما هؤلاء فقد جاءوا من بلادهم لإطفاء نور الله، ولكن الله وعد بإتمام نوره مهما فعلوا وسيدخل الله هذا الدين في كل بيت مدر ووبر كما بشر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف:”هؤلاء يضيعون حياتهم الخبيثة لأجل المال والدنيا الفانية، ولقد رأينا ما حصل لهم على يد أخونا الزبير والإخوة الذين هاجموا قاعدة “عيل برف”، لقد شاهدنا ما قام به إخواننا في “مندا باي” و”بلدوغلي”، فليعلم الكفار أننا لن نجلس مكتوفي الأيدي بينما هم يمرحون في أراضي المسلمين، كلا والله سنقاتلهم هنا وسنطاردهم في عقر ديارهم”.

رسالة إلى العائلة

كما وجه الزبير رسالة إلى أهله في كينيا حيث قال فيها:”أسأل الله أن يحفظ قرابتي جميعا وعلى رأسهم أمي، يا أماه أسأل الله أن ييسر لك وأن يرزقك الصدق وحسن الخاتمة، إن شاء الله سنلتقى في جنة الفردوس الأعلى، قد فارقتك لأجل الله ورجائي أن الله سيجمعنا في الجنة وأن أشفع لك يوم القيامة. حين تصلك رسالتي هذه فادعي الله أن يتقبل شهادتي، جنة الله غالية وقد تركت ورائي أمي وإخواني وأخواتي الحبيبات لكي أحصل على تلك الجنة وأجد رضوان الله، وأوصي زوجتي بالصبر عندما تسمع خبر استشهادي أسأل الله أن يبارك لها في نسلها ويجعلهم جنودا لله وأسدا من أسود الله”.
وأضاف الزبير:”أما خالي الذي هو في ساحة الجهاد فأوصيك أن لا تحيد عن هذا الطريق واثبت عليه حتى يأتيك اليقين، اليوم أنا ذاهب لتنفيذ عملية انغماسية وأرجو أن تكون ورائي غدا، أسأل الله أن يتقبل شهادتي وإن شاء الله سيجمع الله عائلتنا جميعا في الجنة، وإن كنت راحلا عن الدنيا فقد تركت ورائي دمي وأشلائي لتكون جسرا تعبروا بها لفتح بلادنا”.

خاتمة الوصية

وختم الزبير وصيته قائلا:”أسأل الله أن يرزقنا الأزواج اللاتي قال الله عنهن في القرآن: (فيهن خيرات حسان)، فقد وصف الله الحور العين بأجمل الأوصاف، وإذا كانت نساء الدنيا قد خدعن الرجال ليبيعوا الدين بالدنيا، فنساء الآخرة جعلتنا نبيع أنفسنا لله رغبة في الجنة ونعيمها”.
وأنهى الانغماسي وصيته بنشيد باللغة السواحيلية ترجمته للعربية كما يلي:
“وأقول لحبيبتي التي أرجو لقاءها في الجنة:
يا حبيبة فؤادي….أراك حزينة .. فاعلمي أني أجتهد جادا للقائك
أوصافك في منتهى الجمال … يا حور العين تزداد آلامي
أنا مستعد للدخول في عملية استشهادية … ليكون مهرا من عندي
أنا مستعد للقيام بهذا العمل … حتى يتم عرسنا”.