حركة الشباب المجاهدين تغتال رئيس شركة موانئ دبي العالمية في بوصاصو والناطق الرسمي يكشف عن أسباب العملية

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

سلطت عملية اغتيال رئيس شركة موانئ دبي في مقر عمله بميناء بوصاصو شمال شرق الصومال الضوء على التوغل الأجنبي في البلاد وجدية حركة الشباب في التصدي لهذا التوغل.

 

فقد تبنت حركة الشباب عملية الاغتيال الذي استهدفت المالطي “بول أنتوني فيرموزا” وأصدر الناطق الرسمي للحركة الشيخ علي محمود راجي كلمة يشرح فيها الأسباب الدافعة لهذه العملية.

 

ويجدر الإشارة إلى أن فيرموزا هو مدير الموانئ التابعة لشركة “بي آند أو بورتس”، التابعة لمجموعة “دي بي وورلد” ومقرها دبي، والمعروفة بشركة موانئ دبي العالمية والتي تعد واحدة من أكبر شركات إدارة الموانئ في العالم. وقد باشر مهامه في الميناء في شهر آب/اغسطس من عام 2017.

 

أسباب عملية الاغتيال

وجاء في خطاب الناطق الرسمي الشيخ علي محمود رجي: ” نعلم بأن أعداء الإسلام والمسلمين وبشكل خاص في الصومال، قد تعاهدوا على استهداف هذه الأمة في أسس دينها ودنياها، وكان من بين خططهم في ذلك، نهب ثروات هذه البلاد ومواردها الاقتصادية، في وقت يموت فيه أهلها جوعًا وهم بأمس الحاجة إليها”.

 

وأوضح الناطق الرسمي أن العدو الذي يقصده لا ينحسر في مفهوم “المحتلين” بل يدخل فيه أيضا من وصفهم بـ “المرتدين، الذين سهلوا للاحتلال الوصول إلى ثروات وموارد هذه الأمة، ذلك أنهم أخبث من العدو المحتل بذاته”. بحسب تعبيره.

 

تحذيرات سابقة

وذكّر الشيخ علي محمود راجي بتحذيرات سابقة صدرت عن قيادة الحركة وجهت لشركات المرتزقة  الأجانب “كي يكفّوا عن نهب ثروات وخيرات هذه البلاد المسلمة”. في إشارة إلى الصومال.

 

ولكن بحسب الناطق الرسمي: “لم يستجيوا لتحذيرات الحركة واستمروا في مخططاتهم مستخدمين القوة العسكرية وحفنة من المرتدين الذين باعوا دينهم وأرضهم وأمتهم لتحقيق أهداف الأعداء”. كما ورد في خطابه.

 

وقد ذكر الشيخ علي ديري شركة “موانئ دبي” كأحد الشركات المملوكة للإمارات والتي خططت للسيطرة على موانئ الصومال، بل “نجحت بالفعل في بسط سيطرتها على بعض هذه الموانئ ومنها ميناء مدينة بوصاصو”. كما ورد في خطابه.

 

سياسة استعمارية

وأوضح الناطق أن سيطرة شركة موانئ دبي على الميناء “رافقها سياسة استعمارية تجلت بطرد الكثير من عمال الميناء وزيادة الضرائب على التجار وتضييق الخناق على الصيادين الذين يسترزقون من مهنة الصيد على شاطئ المدينة”.

 

وأضاف الناطق الرسمي للحركة قائلا: “لم تتوقف جرائمهم عند هذا الحد بل تمادوا في عدوانهم واستخدموا القوة والعنف لتفريق جموع المحتجين والمتظاهرين الذين طالبوا بحقوقهم التي حرموها بسبب هذه الشركة، بل وأطلقوا عليهم النار مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المحتجين السلميين، وقد تألم المجاهدون لهذا المشهد من الظلم والاحتلال”.

 

وأوضح الشيخ علي راجي في كلمته أن “الحركة استجابت لنداء إخواننا المسلمين الذين اشتكوا من ظلم هذه الشركة واعتداءاتها وكان الرد بتنفيذ عملية الاغتيال النوعية في ميناء مدينة بوصاصو حيث استهدفوا كافرًا صليبيًا كان يرأس شركة موانئ دبي وكان وكيلها لتنفيذ مخطط يهدف لمواصلة احتلالها ميناء بوصاصو  لمدة 30 سنة”.

 

مسؤولية الدفاع عن البلاد وثرواتها

وأكد الناطق بأن العملية تمت بنجاح، وأدت إلى مقتل بول أنتوني فيرموزاوإصابة نائبه من أصول هندية، إضافة إلى إصابة حرسه.

وأكد الناطق الرسمي في كلمته على أن “حركة الشباب المجاهدين تعمل للدفاع عن ثروات وخيرات المسلمين تمامًا كما تعمل على الدفاع عن دينهم وشرفهم وأنفسهم”.

 

ووجه الشيخ علي راجي رسالة للدول التي تقف خلف هذه الشركات المرتزقة في الصومال قائلا: “ونقول للعدو الذي يريد أن ينهب ثروات وخيرات هذه الأمة سيمنعكم الموت من الانتفاع بها بإذن الله، ولا تحلموا أبدًا بأن تنهبوها أو تستولوا عليها بسهولة ذلك أن أصحابها سيدافعون عنها” .

 

الحركة لا تعترف بالإدارات المحلية

وفي إشارة إلى الإدارات المحلية ودورهم في تسهيل عمليات النهب قال الناطق الرسمي: “لا يغرنكم أولئك المرتدون الذين يزعمون أنهم دولة أو إدارة، وأوهموكم بأنهم قادرون على إعطائكم الشرعية في نهب أموال المسلمين، فهؤلاء لا يمثلون البلاد ولا العباد، وهم غير محسوبين البتة على هذه الأمة، بل هم منكم وأعداء مثلكم “.

 

قضية أمة

ووجه الشيخ علي راجي رسالة للمسلمين قال فيها: “ونقول للمسلمين لا تقبلوا أن تُنهب نعم الله التي أنعم بها عليكم، ولتعلنوا رفضكم لهذه السرقات، فالكفار والمرتدون قد اتفقوا عليكم، بل أقسم المرتدون على بيع البلاد بثمن بخس لكل حكومة يحملون جنسيتها الأصل، وبعد أن ينجحوا في تحقيق مخططاتهم سيرجعون إلى الدول التي أتوا منها ولا زالوا يحملون جنسياتها، ويضطر أبنائنا وأجيال قادمة لتحمل تبعات ذلك كله”. وأضاف: “فقاتلوهم وامنعوهم من نهب ثروات بلادكم، وستجدون المجاهدين دائمًا معكم بإذن الله” .

 

وفي رسالة لأهالي مدينة بوصاصو، قال الناطق الرسمي: “ونقول لأهالي مدينة بوصاصو لقد تعهد المجاهدون بالثأر لكم من العدو الذي نهب ثرواتكم وأمعن فيكم قتلا وأسرا، وإننا نتقرب إلى الله بسفك دم كبيرهم أمامكم لعله يشفي صدوركم وصدور قوم مؤمنين”.

 

ليست إلا البداية

وأوضح الشيخ علي راجي مضيفا:”ولكن المهمة لا تزال في بدايتها فكونوا عونًا لإخوانكم المجاهدين لنقف صفًا واحدًا في وجه هذه المخططات ونلقنهم دروسًا لن ينسوها أبدًا”.

 

وانتهز الناطق الرسمي فرصة التعليق على عملية الاغتيال، لتوجيه تحذير آخر للشركات المرتزقة التي تتواجد في الصومال فقال: “نأمركم بأن تتقوفوا عن نهب ثروات هذه البلاد وخيراتها، وأن تخرجوا من هذه الأرض المسلمة بسرعة، فإن لم تذعنوا لهذا الأمر، فاعلموا أن أيدي المجاهدين ستصلكم بإذن الله، ولن تجدوا ملجأ يحميكم منها”.

 

كما وجه الشيخ علي ديري تحذيرًا للشركات التي تخطط للقدوم إلى الصومال للاستفادة من ثروات البلاد فقال: “ونقول أيضا للشركات الصليبية التي تريد أن تأتي إلى البلاد لا مرحبا بكم في الصومال المسلمة”.

 

مؤتمر لندن المرتقب

وسلط الناطق الرسمي الضوء على المؤتمر المزمع عقده قريبًا في العاصمة البريطانية لندن بين الحكومة الصومالية ومسؤولين في الإدارات الإقليمية التابعة لها وممثلين دوليين للشركات النفطية العالمية ورجال أعمال، تُعرض فيها ثروات الصومال وعلى رأسها النفط.

 

وقال الشيخ علي راجي: “ونعلم أن هناك مخططًا لعقد مؤتمر في الأيام القادمة في لندن ليتم فيه بيع النفط الصومالي للخارج، وإننا نؤكد بأن كل القرارات التي يخرج بها هذا المؤتمر بشأن خيرات وممتلكات الصومال باطلة ولن نسمح بتطبيقها في البلاد، وليعتبر هؤلاء المجتمعون لنهب نفط الصومال بالكافر الصليبي الذي تمت تصفيته في داخل مقر عمله في بوصاصو، وتأكدوا أن نفس المصير ينتظركم إن لم تنتهوا عن أطماعكم ومخططاتكم الماكرة بحق هذه البلاد المسلمة”.

 

من جهته أعلن الشيخ عبد العزيز أبو مصعب الناطق العسكري باسم حركة الشباب المجاهدين في تعليق على العملية، أن “هذا الهجوم هو جزء من خطة أوسع تستهدف الشركات المرتزقة التي تنهب موارد الصومال”.

 

وأكد الناطق العسكري أن تواجد “بول أنتوني فيرموزا” لم يكن قانونيا في البلاد.

 

شركة موانئ دبي في بونتلاند وصومالي لاند

ويجدر الإشارة إلى أن بونتلاند إدارة تقع في شمال شرق الصومال وتتمتع بحكم ذاتي أعلنت عنه منذ  عام 1998.

 

وقد سلمت إدارة بونتلاند لشركة موانئ دبي العالمية في عام 2017 عطاء تبلغ قيمته 336 مليون دولار لإدارة ميناء بوصاصو لمدة 30 عاما.

 

واعترض كثير من السكان على الصفقة، ونظموا احتجاجات قُتل فيها وجرح عدد منهم بعد تعرضهم لحملة قمع عنيفة باستعمال الرصاص الحي.

 

وقد اشتكى المحتجون من تداعيات هذه الصفقة ومن زيادة الضرائب في الميناء التي تثقل كاهلهم وتضيّق عليهم سبل العيش.

 

وعلى غرار إدارة بونتلاتد وعلى بعد مسافة قريبة جغرافيا من ميناء بوصاصو شمالا، عقدت إدارة صومالي لاند أيضا اتفاقا مماثلا لميناء بربرا مع شركة موانئ دبي.

 

وهو الميناء الذي يقع في منطقة استراتيجية في خليج عدن، بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، على بعد أكثر من 1300 كلم شمال مقديشو.

 

وسبق  وأن أعلنت صومالي لاند حكمها الذاتي عام 1991 لكنها لم تحظ بأي اعتراف دولي رسمي بهذا الحكم.

 

وتأتي عملية الاغتيال لرئيس شركة موانئ دبي كتطور خطير يهدد أطماع الإمارات وحلفاءها في الصومال خاصة مع إعلان حركة الشباب الحرب على كل محاولة نهب ثروات البلاد من طرف هذه الشركات.