جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته البرية في شمال غزة حيث تسبب في كارثة إنسانية حقيقية
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث عشر على التوالي، حصاره المشدد وعملياته العسكرية البرية في محافظة شمال غزة. ويرافق ذلك قصف جوي ومدفعي مكثف موقعاً أعداداً من القتلى والجرحى من المدنيين.
وتحدث شهود عيان عن عمليات نسف وتدمير كبيرة لمنازل فلسطينيين في مخيم جباليا وفي شمال غرب المحافظة.
وأصيب عدد من الأشخاص عقب قصف المدفعية الإسرائيلية طال غرف النازحين داخل مدرسة “خليفة” بالقرب من المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، أدى لاشتعال النار بداخلها، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليها بصعوبة بالغة.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية مما وصفته بكارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، في ظل ما تعانيه من أزمة الوقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مدينة غزة، قتل 8 على الأقل بالإضافة إلى عدد من الإصابات جراء قصف طائرات إسرائيلية منزلاً لعائلة الحلو قرب المستشفى الأردني في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
واستهدفت طائرات إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين، ما أدى لمقتل 3 ثلاثة أشخاص على الأقل وعدد من الجرحى قرب تقاطع شارعي العيون والجلاء غربي مدينة غزة.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية فقد ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 42,438، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 99,246 منذ بدء الحرب، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
من جهته انتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل منح الولايات المتحدة “إسرائيل” مهلة شهر واحد لتحسين الوضع الإنساني في غزة، قائلاً إنه خلال ذلك الوقت، سيموت عدد كبير جداً من الناس.
وقال بوريل للصحفيين في بروكسل، الخميس، “تقول الولايات المتحدة لإسرائيل إنها يجب أن تحسن الدعم الإنساني لغزة، لكنها منحت مهلة شهر واحد، مهلة شهر واحد بالوتيرة الحالية التي يلقى بها الناس حتفهم. إنه عدد كبير جداً”، ووصف الوضع بأنه “كارثي”.
نسبة الفقر تقارب مئة بالمئة في قطاع غزة بعد عام على بدء الحرب
بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب بات جميع سكان قطاع غزة تقريبا “يعيشون في الفقر” في ظل اقتصاد منهك ومعدل بطالة “هائل”، وفق الأمم المتحدة.
أما في الضفة الغربية المحتلة حيث تصاعدت أعمال العنف منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فحذرت منظمة العمل الدولية في تقريرها الصادر الخميس في جنيف من أن “الوضع مقلق ببالقدر نفسه”.
وأوضحت المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية ربى جرادات أن “وطأة الحرب في قطاع غزة تخطت الخسائر بالأرواح والظروف الإنسانية اليائسة والدمار المادي”.
وتابعت أن الحرب “بدلت بشكل جوهري المشهد الاجتماعي الاقتصادي في غزة، وفي الوقت نفسه قوضت إلى حد بالغ الاقتصاد وسوق العمل في الضفة الغربية. وستظهر الوطأة على الأجيال المقبلة”.
وفي قطاع غزة، أوردت منظمة العمل الدولية في تقريرها أن “حوالى مئة بالمئة من السكان يعيشون اليوم في الفقر، ما يشهد على الوضع الكارثي للعائلات التي تكافح من أجل تلبية حاجاتها الأساسية”.
وبموازاة ذلك، من المتوقع أن يتسبب الانكماش الاقتصادي الكبير في الضفة الغربية “بزيادة نسبة الفقر بأكثر من الضعف على المدى القريب” لترتفع من 12% عام 2023 إلى 28% في منتصف 2024.
وأوردت منظمة العمل أن نسبة البطالة في الضفة الغربية بلغت متوسط 34,9% بين مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2023 ونهاية أيلول/سبتمبر 2024، فيما وصلت في قطاع غزة إلى “متوسط هائل قدره 79,7%”.
وشددت المنظمة على أن الحصيلة الاقتصادية للحرب كانت فادحة للغاية وغير مسبوقة بالنسبة للفلسطينيين.
وشهدت الضفة الغربية انكماشا بنسبة 21,7% في ناتجها المحلي الإجمالي بالمقارنة مع الأشهر الـ12 السابقة، فيما انهار إجمالي الناتج المحلي في قطاع غزة بنسبة 84,7%.
وسقط أكثر من 42400 قتيل في قطاع غزة غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، منذ اندلاع الحرب مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضحت منظمة العمل أن الإحصاءات “تعكس توقف القسم الأكبر من النشاطات الاقتصادية في غزة بسبب تدمير المساكن والبنى التحتية وتهجير العمال وأصحاب العمل بصورة متكررة”.
وتابع التقرير أن “هذا الوضع قاد إما إلى وقف العمل تماما، أو إلى هيمنة العمل غير الرسمي وغير النظامي المرتكز بشكل أساسي على توفير السلع والخدمات الأساسية”.
وفيما تراجعت مداخيلهم، واجه سكان القطاع ارتفاعا في الأسعار مع وصول نسبة التضخم في آب/أغسطس 2024 إلى 248% بمعدل سنوي.
وقوض ارتفاع الأسعار بصورة خطرة القدرة الشرائية للأسر وبالتالي “يجدون صعوبة متزايدة في تلبية حاجاتهم الأساسية”.
وحذرت الأمم المتحدة الأربعاء من خطر المجاعة في ظل الحصار المحكم المفروض على القطاع.
وفي الضفة الغربية، لفتت منظمة العمل إلى أن “القيود الإسرائيلية على حركة الأشخاص والبضائع، والمقترنة مع قيود تجارية أوسع نطاقا وبلبلة في سلاسل الإمداد، قوضت الاقتصاد بصورة خطرة”، مشيرة إلى أن إغلاق سوق العمل الإسرائيلية بوجه العمال الفلسطينيين زاد من تدهور الوضع المعيشي.
وقتل أكثر من 700 فلسطيني في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، سواء برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
في المقابل، قتل خلال الفترة ذاتها ما لا يقل عن 24 إسرائيليا بينهم جنود في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
وكالات الأنباء