جيبوتي تغازل روسيا وتسعى لتعقيد المشهد بتوطيد العلاقات مع قوة عظمى أخرى منافسة على أراضيها
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
كشفت تصريحات لوزير خارجية جيبوتي نية الأخيرة توطيد علاقاتها مع لاعب دولي منافس آخر من الدولى الكبرى، وهو روسيا.
وقد أعلن وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، عن رغبة بلاده في تنمية العلاقات مع روسيا. فيما ترجمه المراقبون بمغازلة من جيبوتي للدولة المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية.
تصريحات يوسف نشرتها وكالة سبوتنيك الروسية بعد مقابلة أجرتها الأخيرة مع الوزير الجيبوتي على هامش القمة الإفريقية التي جرت مؤخرًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال يوسف: “لنا علاقات طيبة وطبيعية مع روسيا، والسفارتين مفتوحتين، وثمة علاقات تشاور، ونتمنى المزيد من التعاون”.
وأضاف: “بالمستقبل القريب سنشارك بالاجتماعات التي ستحدث بروسيا، ومنها اجتماع ضخم حول مجال البنوك، والذي سيعقد في شهر حزيران/يونيو أو شهر تشرين الثاني/نوفمبر”.
قنبلة موقوتة
ويرى المراقبون أن اهتمام جيبوتي بروسيا سيزيد من تعقيد المشهد في بلاد صغيرة تكتض بالقواعد العسكرية لقوى متنافسة، على رأسها الولايات المتحدة والصين، وبانضمام روسيا للحضن الجيبوتي، تصبح هذه البلاد قنبلة موقوته في ظل التنافس الدولي المحموم بين واشنطن وموسكو وبكين.
وبالنسبة لروسيا، فإن توطيد العلاقات مع دولة من شرق إفريقيا تطل على البحر الأحمر سيعزز من وجودها في المنطقة، بعد أن أقامت لنفسها موطأ قدم في إريتريا -المنافس الإقليمي لجيبوتي – وتمكنت من تحقيق حضور قوي لها في السودان البلد المطل أيضا على البحر الأحمر.
أما واشنطن فقد أعلنت بصراحة عن مخاوفها من التمدد الصيني في جيبوتي، وحذرت من الأطماع الروسية في القارة الإفريقية، وبإعلان جيبوتي ترحيبها بالروس، فإن هذا سيقوي من احتمالية أن تخسر البلاد الصغيرة في شرق إفريقيا للحليف الرئيس على أرضها، الولايات المتحدة الأمريكية.
ويفسر بعض المراقبين للسياسة الجيبوتية، مواقف الأخيرة باللامدروسة، كونها تخوض ساحة صراع دون اعتماد أي استراتيجية نافذة يمكنها أن تحقق توازنًا بين علاقاتها الخارجية، وتراعي تقييم خارطة الحلفاء، في وقت تعاني من حضور سياسي ضعيف جدًا في الساحة الدولية.
ويجدر الإشارة إلى أنه في شهر نوفمبر 2018، أعلن رئيس المكتب الإعلامي للأسطول الشمالي، فاديم سيرغا، أن السفينة الكبيرة المضادة للغواصات “سيفيرومورسك” التابعة للأسطول الشمالي الروسي، أنهت زيارة عمل إلى جيبوتي.
وبحسب تصريحات سيرغا، كان الهدف الرئيس للزيارة، التي بدأت في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، التزود المخطط له بالمواد الغذائية واستراحة الطاقم”.